يعتقد الكثير من البشر أن الحيوانات لا تمتلك أي مشاعر وأنها غير قادرة على التواصل والوفاء والإخلاص لبعضها البعض، ولعلّ علماء سلوك الحيوان قد أثبتوا غير ذلك فالحيوانات تخلص لبعضها البعض وتقدّم الكثير من التضحيات في سبيل المحافظة على نسلها، فصغار الذئاب لا تترك كبارها ولا تترك صغار طائر البطريق كبارها وهكذا هي الحال لدى العديد من الحيوانات التي تبرّ بآبائها.
كيف تبر الحيوانات ببعضها
إنّ موضوع البر هو متعلّق بكيفية تعامل صغار الحيوانات مع كبارها، ولعلّ ها الأمر يتحلّى بصورة كبيرة لدى الذئاب التي لطالما وضعت كبارها العديد من القوانين التي لا بدّ لباقي أفراد المجموعة من الالتزام بها، حيث لا يمكن للصغار أن يتركوا الكبار دون طعام أو دون توفير الحماية اللازمة لهم، ولعلّ الضباع هي كذلك أيضاً ولكن بنسبة أقل حيث تقوم صغار الضباع بالعناية بالكبار ولكن بوتيرة أقل من الذئاب.
تعتني الغزلان أيضاً بصغارها وتقدّم لهم الحماية اللازمة خوفاً من أن يتمّ افتراسهم من قبل الحيوانات المفترسة الأخرى التي تتربّص بهم مثل النموروالأسود والتماسيح، ولعلّ الصغار لا يقومون بترك أمهاتهم في حال تعرضن للإصابة أو للمرض وقد يموتون وهم بالقرب من الأم في محاولة تقديم أية مساعدة، وكذلك هي الحال بالنسبة للنمور التي تقوم صغارها بتقديم الطعام للآباء وخاصة إذا كانوا مصابين أو بحاجة إلى المساعدة نتيجة مرض أو المشاركة في معركة قوية.
لعلّ الحيوانات ترتبط ببعضها البعض من خلال عاطفة تحكمها الغريزة، فالكثير من الحيوانات تمتاز بالوفاء الكامل لبعضها البعض، ولعلّ ذكور البطريق تقدّم لصغارها ما لا يقدّمه أي ذكر آخر في عالم الحيوان في فترة حضانة البيض في الأجواء الباردة جداً.
ولا يمكن لنا أن نتخيّل البرّ لدى الطيور أيضاً وخاصة طائر الغراب الذي يعتبر الطائر الأكثر ذكاء من بين جميع الطيور، فهو يرتبط مع باقي المجموعة ويبقى الصغار في حالة وفاء دائم للآباء ما داموا على قيد الحياة، فهم في حال عدم القدرة على الطيران والصيد يقومون بإحضار الطعام لهم ويعتنون بهم ما داموا على قيد الحياة بصورة رائعة جداً تعكس مدى الوفاء ما بين الحيوانات.
