مما لا شكّ فيه أن الطيور سميت بهذا الاسم لكونها من الحيوانات التي تمتلك جناحين يساعدانها على الطيران، ولعل بعض الطيور لا يمكن لها الطيران على الرغم من امتلاكها جناحين، ولو كانت جميع الطيور قادرة على الطيران لما كان النظام البيئي بصورته التي هو عليها اليوم ولما تمكنت العديد من الحيوانات من الحصول على غذاءها والعيش بصورة طبيعية، ولكن هل تفضل الطيور المشي أم الطيران؟
سلوك الطيور في المشي والطيران
هناك الألاف من أنواع الطيور حول العالم، فمنها ما يمكن له الطيران بسرعات مذهلة كما هي الحال لدى طائر الصقر أو النسر، وهناك من يمكن لها الطيران بصورة جيدة كما هي الحال لدى طيور النورس أو بصورة متواضعة كما هي الحال لدى العديد من الطيور الصغيرة مثل العصافير، إلا أن أكبر الطيور حجماً وأكثرها قوة لا يمكن لها الطيران على الرغم من امتلاكها جناحين ألا وهي طيور النعامة بالإضافة إلى عدد لا بأس به من الطيور.
لا يوجد طيور تفضل الطيران على المشي أو العكس، فالطيور تنتهج سلوكاً يتناسب وطبيعتها الجسدية وسلوكها وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، فالنسور والصقور من الطيور الجارحة التي يمكن لها الطيران لارتفاعات شاهقة ورصد فريستها التي غالباً ما تكون من الطيور من علو كبير وقتلها بضربة قاضية واحدة، وكذلك هي الحال بالنسبة لطيور البطريق التي يمكن لها المشي والغوص في المياه الباردة للحصول على غذاءها، فالأمر متعلق في طبيعة الطير والغريزة التي وجد عليها.
لا تمتلك طيور النعامة القدرة على الطيران، وعلى الرغم من ذلك فهي من الطيور التي يمكن لها المشي والركض وهي خطيرة للغاية ويمكن لها توجيه ضربة قاتلة للعديد من الحيوانات المفترسة التي تتعايش فيها، ماذا لو كان الدجاج يطير كما هي الحال لدى باقي الطيور الأخر؟ في هذه الحالة ستكون هناك مشكلة كبيرة لعلنا سنعاني منها نحن البشر نظراً لحاجتنا الغذائية الكبيرة من لحوم الداج وبيضه.
في الختام لا تفضل الطيور المشي على الركض أو الطيران على المشي، فكل طائر يمتلك غريزة جسدية وسلوكية تتوافق وطبيعة المكان الذي يتواجد فيه، ولعل الطيور التي تمتلك القدرة على الطيران هي التي تحظى بفرص جيدة للنجاح والتعايش أكثر من الطيور التي يمكن لها المشي أو الركض والتي عادة ما يتم العناية بها من قبل البشر بصورة خاصة.