هل تلتهم الأفاعي بعضها البعض

اقرأ في هذا المقال


تختلف طرق الحصول على الغذاء التي تساعد الحيوانات على التعايش والنمو والتكاثر بصورة طبيعية، فالحيوانات عادة ما تتكيّف سلوكياً ونفسياً وفقاً للظروف المكانية التي تتواجد فيها، وتعتبر الأفاعي واحدة من أكثر الحيوانات إثارة للجدل نظراً إلى سلوكياتها الفريدة في التعامل مع الحيوانات الأخرى، كما وأنها من أكثر الحيوانات خطورة على الرغم من حجمها المتواضع مقارنةً بالحيوانات المفترسة الأخرى التي يصل وزنها إلى مئات الكيلو غرامات مثل الفيلةوالتماسيح والنمور والأسود، ولكن هل تأكل الأفاعي بعضها البعض؟

سلوك الأفاعي في الحصول على الغذاء

يزيد عدد الأفاعي الموجودة حول العالم على الألفين وثمانمائة نوع وصنف، وهي تختلف في أشكالها وألوانها ومدى خطورتها، فمنها من هو صغير الحجم لا يزيد طوله على العشرة سنتيمترات ومنها ما يصل طوله لغاية السبعة أمتار، ولا يشترط بالأفاعي أن تكون سامة فمعظم الأفاعي غير سامة ولا تُشكّل نسبة الأفاعي السامة حول العالم أكثر من نسبة عشرة بالمئة فقط، وتمتاز الأفاعي بسلوكيات مخيفة في حصولها على الغذاء.

يمكن للأفاعي أن تحصل على غذائها عن طريق ابتلاع الحيوانات الصغيرة دفعة واحدة بعد أن تتربص بها وتصطادها بصورة سريعة للغاية، إذ تعتبر القوارض الصغيرة كالفئران والجرذان والأرانب والطيور والحشرات بمختلف أنواعها من الوجبات المفضّلة التي يمكن للأفاعي الحصول عليها بسهولة كبيرة، ولا ننسى أن الأفاعي من الحيوانات ذوات الدم البارد التي تنشط في فصل الصيف على وجه الخصوص، وقد تستخدم سمومها القاتل في محاولة منها التخلّص من أعدائها أو الحصول على الحيوانات التي لا ترغب في مقاتلتها.

هل تلتهم الأفاعي بعضها البعض

من الطبيعي أن الأفاعي تختلف في سلوكياتها باختلاف شكلها ونوعها وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه ومدى توفر الغذاء ودرجة الإشباع التي تكون فيها، فالحيوانات بصورة عامة عندما تشعر بالجوع ولا تجد ما يسدّ حاجاتها من الطعام تتغيّر سلوكياتها وغرائزها وتصبح أكثر خطورة من المتوقع، وكذلك هي الحال بالنسبة للأفاعي التي تتغيّر سلوكياتها لتصبح في غاية الخطورة إذا ما شعرت بالجوع نتيجة نقص الغذاء.

لو تحدثنا عن حيوان يقوم بقتل حيوان آخر من جنس آخر فإنّ هذا الأمر يعتبر طبيعياً كأن يأكل أسد جائع غزال ضعيف أو تمساح مفترس حمار وحشي، ولكن أن يقوم حيوان بقتل أحد أبناء جنسه لمجرد الحصول على وجبة طعام فهذا أمر مستغرب، وهذا ما يحصل تحديداً في محور الحديث عن الأفاعي السامة على وجه الخصوص، فالأفاعي السامة عادة ما تكون في غاية الخطورة وخاصة إذا ما تعلّق الأمر بحياتها وبالطريقة التي تشعر فيها بأنّ حياتها مهدّدة بالخطر.

مهما استطاعت الأفاعي أن تحتمل أوقات طويلة دون أن تحصل على طعام والتي قدّرها البعض بما يصل لغاية عام واحد، فهي في نهاية المطاف بحاجة إلى أن تحصل على غذائها؛ لتكون قادرة على الحياة والنجاة وخاصة قبيل البدء بفصل الشتاء البارد، والذي عادة ما تلجأ خلاله الأفاعي إلى الاختباء او بما يسمى بالسبات الشتوي، كون نشاطها الجسدي ينخفض بصورة كبيرة بحيث لا تقوى على الحراك في الأجواء الباردة، وهي في تلك المرحلة تكون بأمسّ الحاجة للحصول على الغذاء لتستطيع الصمود.

إنّ قدرة الأفاعي على التحمل تمنحها المزيد من الوقت للحصول على الغذاء، ولكن إن طال الأمر فهي تصبح في غاية الخطورة حتّى على أبناء جنسها، فقد رصد علماء سلوك الحيوان أفاعي كبيرة سامة تقوم بالتهام أخرى غير سامة بصورة كاملة، هي بذلك لا تقصد الانتقام أو المحافظة على أماكن تواجدها بل ترغب في الحصول على وجبة سريعة سهلة في كثير من الأحيان قد تمدّها ببعض الطاقة والعناصر اللازمة لكسب المزيد من الوقت، وهذا الأمر من الأمور التي نادراً ما تحصل في عالم الحيوان.

إنّ قدرة الأفاعي على التهام بعضها البعض يجعل منها حيوانات في المراتب الأولى نسبة إلى الحيوانات الخطرة، فالأفاعي لا تمتلك العاطفة التي لطالما شاهدناها لدى الكلاب والقطط والتماسيح والفيلة وغيرها من الحيوانات القوية منها والضارية.

ويعتبر سلوك الأفعى في التهام أخرى أمراً نادر الحدوث ولكنه يحدث، مما يشير إلى وجود بعض العداوات المحتملة أيضاً بين أنواع الأفاعي، ولكن تبقى كلّ هذه تكهّنات تزيد من فرصة أن الأمر يتعلّق بالحصول على الغذاء فقط، لذا فالأفاعي خطرة مهما كان نوعها او شكلها ولا يمكن تخيّل سلوكها، فهي خطرة على أبناء جنسها وكذلك الأمر هي خطرة على الإنسان وعادة لا تفي بصداقاتها مع البشر بصورة جيدة.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008.


شارك المقالة: