لقد اعتدنا من خلال عروض البرامج المتلفزة أن نشاهد الحيوانات المفترسة تقوم بعملية الصيد مثل التماسيح والضباع والنمور وغيرها، ولكننا لم نعتد أن نسأل عن أقوى الحيوانات من حيث القدرة على العضّ أو القضم، لنجد أن للحيوانات العاشبة نصيب كبير من حيث القوّة، إذ تعتبر حيوانات فرس النهر من أكثر الحيوانات قوّة من حيث قوّة الفك، وكذلك إن الغوريلا مُتعارف عليها بشكلها الغريب وقوتها المذهلة إلا أنها تمتلك قوّة هائلة في الفكّ، فهل تعتبر الغوريلا ذات عضّة قاتلة؟
سلوك الغوريلا الدفاعي
تعتبر الغوريلا نوع من أنواع القرود وأكبرها حجماً وأكثرها قوّة وقدرةً على التكيّف وفقاً لطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، فهي تتعايش في جنوب ووسط القارة الأفريقية في الغابات الاستوائية المطيرة، ولعلّ الغوريلا واحدة من أكثر الحيوانات خوفاً وجُبناً ولا تملك الجرأة على المهاجمة أو الدفاع عن نفسها إلا في حالات نادرة، فهي حيوانات تمتلك شكلاً مخيفاً كونها طويلة وذات عضلات قوية وشكل يُرهب الكثير من الحيوانات، وتمتلك أسنان وأنياب حادة تجعل منها حيوانات في غاية الخطورة.
يصل وزن الغوريلا اليافعة إلى حوالي مئتين وخمسين كيلو غرام، وهي حيوانات حسّاسة للغاية تتأثر بالواقع الذي حولها وتعاني من اليأس والضيق والملل وعدم القدرة على التكيف، وقد تصل بها الحال إلى الانتحار أو العُزلة دون أكل أو شرب لفترات طويلة، وعلى الرغم من أنّ شكلها يوحي بأنها حيوانات مفترسة قادرة على افتراس كلّ ما يأتي أمامها، إلا أنها حيوانات عاشبة تتغذى على النباتات والأعشاب وأوراق الأشجار، حيث أنها تأكل ما يصل لغاية ثلاثين كيلو غرام من الطعام بصورة يومية.
الغوريلا من الحيوانات الاجتماعية التي تتعايش برفقة عدد من أفراد نفس الأسرة التي لا يتجاوز عدد أفرادها الخمسة إلى ثلاثين فرداً، وهي تحاول أن تبقى بعيدة عن الحيوانات الأخرى وخاصة المفترسة منها مثل النمور والضباع، وهي عادة ما تحاول الأكل والنوم ومساعدة أفراد أسرتها بصورة دائمة، وهي تحاول أن تستعرض قوّتها الجسدية أمام الحيوانات الأخرى في محاولة البُعد عن المواجهة، ولكن إن اقتضى الأمر فإنها تكون خطرة للغاية، وخاصة إن قامت بالضرب على صدورها بواسطة أيديها أو قامت بفتح فكّيها مُبرِزة أسنانها القوية.
ما مقدار قوة عضة الغوريلا
لا يكترث الكثير من البشر بمقدار عضّة الغوريلا لاعتقادهم بأنها عادية تساوي عضّة الإنسان، أو أقوى قليلاً أو لكونها ليست من المفترسات نسبةً إلى النمور والأسود والذئاب والدببة، ولكن في حقيقة الأمر إنّ الغوريلا تمتلك عَضّة في غاية القوّة والخطورة، ولا يمكن للعديد من الحيوانات أن تنجو من فخّ تلك العضّة القاتلة، فهي تمتلك قوّة عضّة تصل لغاية تسعين بار بما يزيد عن قوّة الأسد والنمر بحوالي الضعفين، حيث يمكن لها من خلال هذه العضة القاتلة أن تحمي نفسها من شرّ الحيوانات المفترسة وأن تقتل كل من يقترب منها إذا ما شعرت بالخطر الحقيقي.
إنّ ما يزيد من مقدار قوّة عضة الغوريلا الهائلة هو قوّة عضلاتها البارزة وخاصة تلك المتواجدة في منطقة الرقبة، حيث أنها تمتلك رقبة في غاية القوّة تساعدها في الحصول على قوّة فكّ كبيرة حيث يبلغ مقدار فتحة الفم لديها حوال أربعين إلى خمسين سنتيمتر وربما زيادة عن ذلك، لذلك فهي عندما تقدم على عضّ أحد الحيوانات فإنها قد تكون قاتلة إلى حدّ كبير، ولعلّ قوّة تلك العضّة تتناسب وطبيعة الأشجار التي تقوم بأكلها للحصول على طعامها، حيث أن الأشجار التي تتغذّى عليها صلبة للغاية تحتاج إلى أسنان حادة وفكّ قوي.
تمتلك الغوريلا اثنين وثلاثين سِنّاً قوياً تستخدمها في الأكل، وتمتلك الغوريلا أنياب قوية في مقدمة الفم تساعدها على تقطيع الطعام وتخويف الأعداء وفي عملية العضّ إذا تعرضت للخطر، والغوريلا من الحيوانات القوية التي تمتلك حواساً جيدة مثل حاسة الشمّ القوية وحاسة البصر الجيدة مع القدرة على التمييز بين الألوان، كما وأنها تمتلك حاسة سمع جيدة تساعدها على سماع الأشياء من حولها.
تمشي الغوريلا عادةً على أطرافها الأربعة وهي تمتلك ذراعين كبيرين تنتهي بأصابع خمسة تُشبه إلى حَدّ كبير أصابع الإنسان، مع صد ضخم ورأس كبيرة تساعدها في الرؤية وفي قوّة التحمّل، وتعتبر الغوريلا من الحيوانات الذكية التي تُشكّل خطراً كبيراً على حياة الإنسان والحيوانات التي تعيش معها أيضاً وخاصة إذا كانت في حالة مزاجية غير جيدة، فمن الممكن أن توجه ضربة قاتلة للأشخاص أو الحيوانات التي حولها دون سابق إنذار.
