تمرّ جميع الحيوانات بمرحلة ما يطلق عليها مرحلة التزاوج ما بين الذكر والأنثى، حتى أن أكثر الحيوانات عزلة يمكن لها أن تتعايش مع شريك ما في موسم التزاوج، ولكون بعض الحيوانات تلتزم بأنثى واحدة طوال فترة حياتها إلا أنها وفي فترة التزاوج تكون مضطرة على تقديم بعض المحفزات لإتمام تلك العملية، وتعتبر القطط واحدة من الحيوانات التي تمتاز بعدد من السلوكيات الفريدة في فترة التزاوج.
ما سبب مواء القطط في فترة التزاوج
تختلف الحيوانات باختلاف تركيبتها الجسدية والنفسية وخاصة فيما يتعلّق بموضوع التزاوج، حيث لا بدّ وان يكون هناك توافق وقبول بين الطرفين لإتمام تلك العملية التي تضمن استمرارية النوع والنسل بصورة طبيعية، حيث تعمد بعض الحيوانات على الملامسة واللعب للحصول على موافقة الأنثى مثلما هي الحال لدى الغزلان، وفي أحيان أخرى يكون الصراع بين مجموعة من الذكور أمراً حتمياً للحصول على أنثى ما، وقد ينتهي الصراع بموت او نزيف احد الذكور بصورة وحشية كما هي الحال لدى الأسود.
تطلق العديد من الحيوانات أصواتاً تختلف وتيرتها عن الأصوات التي تتواصل فيما بينها في الأوقات العادية، فمن المعروف أنّ الحيوانات تطلق أصواتاً ما عندما تشعر بالخطر، وتتهامس أخرى بأصواتها عندما ترغب في التواصل أو البحث عن صغير هنا وهناك، ولكن تمتاز القطط تلك الحيوانات التي تعيش بيننا بأصوات مختلفة تماماً وخاصة في موسم التزاوج، حيث تقوم القطط بالمواء بصورة ملفتة ما بين الذكور والإناث.
لعلّ الإناث تطلق عدد من الأصوات التي تقوم من خلالها بدعوة الذكور لإتمام عملية التزاوج، وتردّ عليها ذكور القطط بأصوات مشابهة تشعرها بالأهمية والموافقة، ولكن في كثير من الأحيان يحصل صراع ما بين الذكور للحصول على ودّ أنثى ما بصورة ملفتة قد تستمر لعدة ساعات.
ولكن في نهاية المطاف ذكر القطّ الأكثر قوّة هو من يحصل على الأنثى، وفي تلك الاثناء يتكفّل في حمايتها وصولاً إلى عملية التزاوج التي عادة ما ينتج عنها عدد من الصغار، ولا تنقطع تلك الأصوات طوال فترة العام ولعلّها تزداد حدّة في شهر شباط من كلّ عام بصورة ملفتة.