في عالم الحيوان هناك العديد من الحشرات التي لا تعدّ ولا تحصى نظراً لكثرة أنواعها ووفرة أعدادها واختلاف سلوكها من مكان لآخر، ولعلّ الجراد واحد من أكثر الحشرات إثارة للجدل حول العالم، فهي حشرات متوسطة الحجم قادرة على التكاثر والهجرة من مكان لآخر بسرعة مذهلة، وعلى الرغم من ذلك فهي تشكّل تهديداً حقيقاً لأي بيئة أو مكان تتواجد فيه، ولكن هل يطير الجراد أم يقفز؟
كيف يتنقل الجراد من مكان لآخر
يمكن للعديد من الحيوانات البرية وخاصة الثدييات أن تنتقل من مكان لأخر من خلال الركض أو المشي، وكذلك الحال بالنسبة للطيور فهي تطير مستخدمة جناحيها أو قدميها في التنقّل، وكذلك هو الحال لدى العديد من الحشرات التي تنتقل من مكان لآخر إمّا من خلال الطيران كالنحل أو المشي كالنمل أو القفز كالجنادب، ولكن عندما نتحدّث عن حشرة الجراد فهي تطير وتقفز من مكان لآخر في محاولة التعايش بصورة طبيعية.
يعتبر الجراد الآفة الأكثر خطورة على حياة الإنسان والحيوان على حدّ سواء، فالجراد لا يشكّل خطورة على الأمن الغذائي الذي يضمن حياة الإنسان واستمراره بصورة طبيعية، ولكنّه يشكّل تهديداً حقيقياً أيضاً على حياة العديد من الحيوانات التي تعيش في المناطق الزراعية وبين الأشجار، حيث أن الجراد قادر على أن يأكل كلّ ما يجده أمامه من محاصيل زراعية وأشجار وخضار وفواكه مستخدماً قدرته الكبيرة على الطيران.
إنّ الخطورة التي تشكلها حشرة الجراد ليست في شكلها ولا حجمها ولا مقدار الضرر الذي تخلّفه، ولكن في مقدار الأسراب الضخمة التي تشكّلها والتي يصل عددها إلى مئات الملايين في بعض الأحيان، حيث يمكن للجراد أن يقطع ما مسافة تصل لغاية مئة وخمسين كيلو متر في اليوم الواحد، ويستخدم الجراد جناحيه التي تساعده على الطيران بسهولة كبيرة من مكان لآخر
ليس هذا فقط، فالجراد يمكنه القفز أيضاً لمسافات طويلة تساعده على الانتقال من مكان لآخر وخاصة إذا حصل على طعامه، حيث يمكن للجراد أن يستخدم أقدامه الخفية المهيأة لهذا الأمر من أجل الانتقال من مكان لآخر أو للمساعدة على الطيران كدفعة قوية تساعد على الهرب من الأعداء المحتملين والتنقّل السريع، حيث أنّ الجراد يطير ويقفز في آن واحد وهو ما يجعل منه حشرة مثيرة للاهتمام.