يمكن لمعظم الثدييات أن تسبح داخل المياه بفضل غريزتها التي تمنحها الأسبقية في ذلك، ونستثني من هذه القاعدة عدد من الحيوانات التي لا تستطيع السباحة داخل المياه؛ لعدم توفرها غالباً مثل حيوان الجمل، ولعلّ حيوان الكسلان من أكثر الحيوانات غرابة على وجه الأرض، فهي حيوانات بليدة بطيئة للغاية بالكاد يمكنها الحركة أو النشاط، حيث تمتاز هذه الحيوانات ببشاعة المظهر وبعدد من السلوكيات الفريدة التي تجعل منها مَحط اهتمام علماء سلوك الحيوان.
كيف يتعايش حيوان الكسلان في بيئته
يعتبر حيوان الكسلان من الحيوانات النادرة التي تنتمي إلى فصيلة الدببة، فهي حيوانات تملتك شكلاً يُشبه شكل القرد بشعر خشن ولا يوجد لها أذنين ولا أنف، وأسنانها حادة تشبه أسنان الخنزير وتمتلك أظافر طويلة للغاية تساعدها على تسلّق الأشجار وفي الدفاع عن نفسها في بعض الأحيان، وهي حيوانات بطيئة للغاية بل تعتبر الحيوانات الثدية الأكثر بطئاً، ولا تنزل هذه الحيوانات البليدة إلى الأرض إلا من أجل التغوّط فقط أو لشرب المياه وبكميات قليلة وبفترات متباعدة.
يعيش حيوان الكسلان في الغابات الاستوائية في القارة الأمريكية، وهي حيوانات تعتمد في غذائها على أكل الحشرات والنمل واليرقات والأزهار والأوراق والثمار والحبوب، كما ويمكن لها تسلّق الأشجار أيضاً بحثاً عن النحل أو النمل وخاصة النمل الأبيض، وعلى الرغم من ذلك فهي حيوانات لا تملك الكثير من فرص النجاة في مواجهة الحيوانات المفترسة مثل النموروالتماسيح.
هل يسبح حيوان الكسلان
على الرغم من أنّ حيوان الكسلان من أكثر الحيوان بطئاً ولا يمتلك النشاط الكافي الذي يساعده على الركض أو حتى المشي كما هي باقي الحيوانات الثدية، إلا أنّ حيوان الكسلان من الحيوانات التي يمكن لها أن تسبح داخل التجمعات المائية والبِرك، حيث يقوم بالاستحمام داخل المياه في أوقات الحرّ الشديد وفي هذه الحالة فإنه يكون أكثر نشاطاً من حركته أثناء تواجده فزق الأشجار، ولعلّ حيوان الكسلان من الحيوانات التي يمكن لها السباحة ولكن بحذر شديد؛ خوفاً من الحيوانات المفترسة التي قد تتغذى عليها مثل النمور والأسود والضباع والتماسيح، ولكنّه يبقى أيضاً بطيئاً على الرغم من قدرته على السباحة.
لا يمكن لحيوان الكسلان السباحة بصورة دائمة، فهو من الحيوانات التي نادراً ما تقوم بالنزول على الأرض خوفاً من الافتراس نظراً إلى بطئه الشديد، وهذا الأمر يتطلّب منه الكثير من المرقبة والتفكير والحذر قبل النزول إلى مناطق تجمعات المياه والسباحة بصورة بطيئة نسبياً، ولكن السباحة عنده أسرع من حركته على اليابسة أو فوق الأشجار.