تعيش الحيوانات بحسب طبيعتها وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، وتعبر البرية المكان الذي تفضل العديد من الحيوانات التعايش فيه، وعندما نقول البرية فإننا نعني بذلك الصحراء والجبال والمناطق الاستوائية وغير الاستوائية الباردة وغير الباردة، ولكل مكان طبيعة وتضاريس تختلف عن طبيعة المكان الآخر، وهذه الطبيعة لها علاقة كبيرة بسلوك الحيوان، ولكن هل تؤثر المناطق الموحلة على سلوك الحيوانات المفترسة في الصيد، وكيف هو الأمر لدى الأسود؟
سلوك الأسود في الصيد بصورة عامة
تحتل الأسود قائمة الحيوانات المفترسة الأكثر قوة من بين جميع أنواع الحيوانات، فهي ضخمة الحجم وقوية وتمتلك جميع الإمكانيات التي تجعل من الأسود ملوك الغابة عن استحقاق، إلا أن للأسود العديد من السلبيات المتعلقة بعدم قدرتها على الركض كثيراً وعدم قدرتها على المراوغة والتخفي كما هي الحال لدى النمر أو لدى اللبؤة الصيّادة، ولا شك أن الأسود تصيد إما بصورة فردية أو جماعية حسب الحاجة.
تعتبر الأسود من الحيوانات المفترسة التي تحتاج كميات كبيرة من اللحم بصورة شبه يومية، وفي حال عدم توفر الطعام فإنها تفقد طاقتها وقوتها بصورة سريعة وتتعر بالتالي للموت، لذلك فالأسود تأكل كلّ ما يتوفر لها من غذاء مستعينة بقوتها وقدرتها على الركض والمناورة وعمل الخطط اللازمة للصيد مستعينة باللبؤات الأكثر رشاقة وسرعة.
هل تستطيع الأسود الصيد في المناطق الموحلة
مما لا شكّ فيه أن البراري مليئة بالبحيرات والتجمعات المائية التي يتغير فيها منسوب المياه من فترة لأخرى، وفي موسم الجفاف تتعرض التجمعات المائية تلك إلى الجفاف أو انخفاض منسوبها بصورة كبيرة مما يؤدي إلى موت بعض الحيوانات التي تعتمد عليها مثل البقر الأفريقي أو بعض أنواع الغزلان أو الخنازير التي تحتاج ذلك الطين لتخفيض درجات حرارة أجسادها، وكذلك فرس النهر القوي الذي يعاني كثيراً من جفاف المياه.
تعتمد النمور والأسود بصورة كبيرة على التجمعات المائية كونها تعتبر مكاناً جاذباً للحيوانات التي تأتي لشرب المياه أو للحصول على التبريد اللازم، وفي نهاية المطاف تجد الأسود من تلك المناطق وسيلة للحصول على الصيد، ولكن إن جفّت المياه فإنّ تلك المناطق تصبح شبيهة بالفخ، إذ لا يمن لبعض الحيوانات من الغوص في المناطق الموحلة.
يمكن للأسود أن تصطاد في المناطق الموحلة ولكن ليس في المناطق العميقة جداً، فهي تصطاد في المناطق التي يتواجد فيها الوحل بصورة غير عميقة خوفاً من عدم القدرة على الخروج بسبب الحجم الكبير، فأقدام الأسود ليست مهيأة للدخول في المناطق الموحلة كما هي الحال بالنسبة لحيوان فرس النهر أو الخنزير.
في الختام فإن للأسود القدرة على الصيد في المناطق الموحلة ولكن ليس المناطق العميقة منها، كونها غير مجهزة جسدياً للتعامل مع المناطق الموحلة بصورة جيدة، وتعتبر المناطق الموحلة أماكن تفضل بعض الحيوانات التعايش فيها.
