قد تبدو الطبيعة في كثير منصفة في نظر البعض إلا أن البقاء للأقوى هي من أصح النظريات التي لا تزال الطبيعة تثبتها لغاية اليوم، ففي القارة الأفريقية مثلاً يمكن لنا أن نشاهد أسداً يأكل ضبعاً، وضبعاً يأكل غزالاً، وكلباً برياً يأكل نمراً، ويمكن لنا رؤية نسراً يشارك أسداً في صيده، وهكذا هي الحال، وإذا ما تم الحديث عن أكثر الحيوانات المفترسة قوة فإن للتماسيح نصيب من حديثنا، وإذا ما تم الحديث عن أكبر الحيوانات حجماً وأكثرها قوة فإن لحيوان فرس النهر نصيب من هذا الحديث، فهل يمكن للتمساح المفترس اصطياد حيوان فرس النهر؟
مقارنة ما بين ثوة التماسيح وحيوان فرس النهر
1. أبرز السلوكيات الخاصة بالتماسيح
على الرغم من أن التماسيح من الزواحف إلا أنها من أكثر الحيوانات المفترسة قوة وأكثرها شراسة وقدرة على التأثير وإثبات الذات في المكان الذي تتواجد فيه، فهي قوية بالقدر الذي يسمح لها بأن تتحرش وتحاول صيد أكثر الحيوانات قوة حتى ولو كان الأسد أو النمر، فأهم ما في الأمر هو الحصول على اللحوم وابتلاعها بصورة سريعة بحثاً عن صيد جديد.
تعتبر التماسيح من أكثر الحيوانات المفترسة خطورة وأكثرها قوة وقدرة على الصيد، فهي حيوانات ذكية وأكثر ما تكون خطورة أثناء تواجدها داخل المياه ، إذ يمكن لها أن تستخدم أسنانها القوية وعضّة الفك الأكثر قوة من بين جميع الحيوانات لاصطياد الحيوانات مهما كانت قوتها، وهي قادرة على الركض في البرية والغوص داخل المياه والتعايش بصورة جماعية مع أفراد المجموعة، وهي ترغب في التهام اللحوم بغض النظر عن المصدر، وتعتبر مصادر المياه وخصوصاً المستنقعات والأنهار الأماكن التي تفضل التواجد بالقرب منها
2. أبرز السلوكيات التي تمتاز بها حيوانات فرس النهر
مما لا شكّ فيه أن حيوان فرس النهر من أكبر الحيوانات البرية حجماً، إذ يصل وزن الذكر البالغ ما يزيد على الأربعة أطنان، وهي حيوانات آكلة للأعشاب تمتلك فكّاً هو الأكبر بين جميع الحيوانات البرية وهو الأكثر قوة أيضاً، كما وان حيوان فرس النهر حيوان متقلب المزاج شرس جداً لا يمكن توقع تصرفاته، فهو قوي بالقدر الذي يسمح له بأن ينافس العديد من الحيوانات المفترسة وأن يكون هو صاحب الكلمة.
يمكن لحيوان فرس النهر التعايش في المستنقعات المائية، كما ويمكن له التعايش في الأماكن التي تتواجد فيها التماسيح كونها تخشى قوة حيوان فرس النهر، فهي حيوانات تمتلك جسداً هائلاً وقوة مفرطة ويمكن لها قتل العديد من الحيوانات التي تحاول التعدّي على خصوصيتها، وتمتلك حيوانات فرس النهر فتحة فم تصل لغاية المتر الواحد مع طول أنياب يصل لغاية النصف متر، ولهذا فهي قوية وخطرة ولا تخشَ الحيوانات الأخرى.
3. هل يمكن للتماسيح قتل حيوان فرس النهر
إذا ما تم مقارنة القوى ما بين الحيوانين فإننا سنجد أن حيوان فرس النهر أكبر حجماً وأكثر قوة من التمساح، كما وأن حيوان فرس النهر يمتلك فتحة فم وقوة فكّ أقوى من تلك التي يمتلكها التمساح، ولعل أنياب حيوان فرس النهر هي الأقوى أيضاً حيث يزيد طولها على الخمسين سنتيمتر، كما ويمكن لها ان تكون حيوانات قوية قادرة على إثبات وجودها في المكان الذي تتواجد فيه ولا يمكن لفرس النهر البالغ أن يتم التهامه من قبل أي حيوان آخر مهما بلغت قوته بما في ذلك التماسيح.
تعتبر التماسيح حيوانات قوية وهي حيوانات تكون في غاية القوة أثناء تواجدها في الماء، وهي تحب اللحوم وتضحي بحياتها للحصول على وجبة غنية باللحوم والعناصر الغذائية اللازمة للحياة، إلا أن التماسيح تعلم جيداً قوة حيوان فرس النهر وتدرك أنه لا طاقة لها في مقاومة الحيوانات البالغة منها، لذا فإن التماسيح تلجأ في بعض الأحيان إلى اصطياد صغار حيوان فرس النهر في حال كان وحيداً أو فقد أمه أو تعرضت أمه للقتل، فالتماسيح في هذه الحالة تكون قادرة على صيد صغير فرس النهر فقط.
في الختام يعتبر حيوان فرس النهر من الحيوانات القوية التي يمكن لها الوقوف في وجه أكثر الحيوانات المفترسة قوة وخطورة، فهي تمتلك القدرة على أن تدافع عن نفسها وعن صغارها، ولا تجرؤ التماسيح على مهاجمة حيوان فرس النهر البالغ ولا تملك القدرة على اصطياده، إلا أنها قد تتمكن في بعض الأحيان من صيد صغير حيوان فرس النهر في حال تغيب الأم أو فقدانها نتيجة المعارك ما بينها وبين الحيوانات الأخرى.
