اتفاقية يافا 1229

اقرأ في هذا المقال


لقد جهزت أوروبا الحملة الصليبيّة الخامسة، حيث توجهت العساكر إلى دولة مصر قاصدة منطقة دمياط، فوصلوا إليها في يوم الثلاثاء من 4 ربيع الأول من عام 1218، حيث أحكموا الحصار عليها، الذي زاد في حدّة الحصار هو وفاة الملك العادل، الذي قام بالاستيلاء على الحكم في مصر، ثمّ من بعده جاء ابنه الملك الكامل الذي ثار عليه بعض القادة.

اتفاقية يافا:

اتفاقيّة يافا: هي اتفاقية وقعت بتاريخ 22 من ربيع الأول 626هـ / 18 فبراير من عام 1229، حيث كانت بين الامبراطور الألماني فريدريك الثاني، الذي قاد الحملة الصليبيّة السادسة والسلطان الكامل ناصر الدين محمد. حيث قام فريدريك بالدخول إلى بيت المقدس، فدخل المدينة المقدسة في 19 من ربيع الآخر 626هـ / 17 مارس من عام 1229. وفي اليوم التالي قام على دخول كنيسة القيامة، حتى يتمّ تتويجه ملك على بيت المقدس.

بنود اتفاقية يافا:

  • بمقتضاها لقد تقرر الصلح بين الطرفين لمدَّة عشر سنوات.
  • أن يأخذ الصليبيون بيت المقدس، أيضاً بيت لحم والناصرة وصيدا.
  • نصّت المعاهدة على أن تبقى مدينة القدس على ما هي عليه فلا يتمّ تجديد سورها. أيضاً أن يظل الحرم بما يضمه من المسجد الأقصى وقبة الصخرة بيد المسلمين، أن تقام فيه الشعائر ولا يدخله الفرنج إلا للزّيارة فقط.
  • أن يفرج الملك الكامل عن جميع الأسرى الصليبيين .
  • أن يتعهّد فريدريك الثاني بالتّحالف الكامل، ضدّ كل أعداء الملك الكامل حتى لو كانوا صليبيين.

ردود الفعل على اتفاقية يافا:

لقد استقبل المسلمون خبر تسليم المدينة المقدسة بالأسى والحزن، حيث عمّ السخط أرجاء العالم الإسلاميّ، وأقيمت بيوت العزاء في المدن الكبرى. ولقد صوّر المقريزي ( مؤرخ مسلم ) ما حلّ بالمسلمين من ألم بقوله: ( فاشتد البكاء وعظم الصراخ والعويل، وحضر الأئمة والمؤذنون من القدس إلى مخيم الكامل، وأذنوا على بابهِ في غير وقت الأذان، واشتد الإنكار على الملك الكامل وكثرت الشّفاعات عليه في سائرِ الأقطار ).
عندما أحس السلطان الكامل أنه تورّط مع ملك الفرنج، فقد أخذ يهوّن من أمر تسليم بيت المقدس، ويعلن أنه لم يعطِ الفرنج إلا الكنائس والبيوت الخربة، على حين بقي المسجد الأقصى على حاله، غير أن هذه المبررات لم تنطل على أحد من الناس.

نهاية اتفاقية يافا:

لقد ظلّ بيت المقدس أسيراً في أيدي الصليبيين نحو 15 عاماً، حتَّى نجح الخوارزميون في تحريره في 11 يوليو من 1244.


شارك المقالة: