يعتبر التغريب توجّه فكري واسع ذو أبعاد، يهدف إلى نقض عرى الإسلام، أيضاً يؤدي إلى صبغ حياة المسلمين خصوصاً والأمم بشكل عام بالأسلوب الغربي؛ بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وسماتهم المتفردة، أيضاً جعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية.
الجذر الفكري والعقائدي:
لقد عادت الحملة الصليبية مغلوبة بعد حطين، ففي عام 1453 فتح العثمانيون عاصمة الدولة البيزنطية ومنشأ كنيستهم، حيث اتخذوها عاصمة لهم وغيَّروا مُسمّاها إلى إسلامبول أي دار الإسلام.
وفي عام 1529، وصلت الجيوش العثمانية إلى أوروبا وقامت بتهديد فيينا، حيث استمر هذا التهديد قائماً حتى عام 1683. وقبل تلك الاحداث انهارت الأندلس وجعلها منشأ للخلافة الأموية، فقد كان الهدف من كل ذلك مدعاة للتفكير بالتغريب والتبشير جزء منه؛ من أجل أن يكون السلاح الذي يُدمّر العالم الإسلامي من داخله.
ويعتبر التغريب هجوم استعماري صهيوني نصراني في وقت واحد، حيث تلاقت على هدف مشترك بينها. وهو طبع العالم الإسلامي بالطابع الغربي؛ تمهيداً لإلغاء الطابع المميز للشخصية الإسلامية.
مواقع نفوذ التغريب:
لقد تمكَّنت حركة التغريب أن تخترق في كل بلاد العالم الإسلامي، إلى كل البلاد المشرقية على أمل نشر معالم الحضارة الغربية المادية الجديدة، على هذه البلاد وربطها بالغرب فكراً وسلوكاً.
ولقد تباين مفعول حركة التغريب، حيث برز بشكل ظاهر في تركيا وبلاد الشام ومصر، أندونيسيا والمغرب العربي. وتدرّج بعد ذلك في البلاد الإسلامية الأقل فالأقل، حيث لم يخل أي بلد إسلامي أو مشرقي من آثار ومعالم هذه الحركة.
مؤتمرات تغريبية:
- إبرام مؤتمر في بلتيمور سنة 1942، الذي يدعو إلى دراسة الحركات السرية في الإسلام.
- إبرام مؤتمر لدراسة الشؤون الاجتماعية والثقافية في الشرق الأدنى، في جامعة برنستون بأمريكا سنة 1947، حيث ترجمت البحوث إلى العربية، من مشروع الألف كتاب في مصر.
- تم إبرام مؤتمر الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة، الذي حضر فيه أهم المُفكّرين، مثل: ميل بروز، روفائيل باتاي، جون كرسويل، سنة 1953.
- إبرام مؤتمر آخر عام 1955 بالباكستان، لكنه لم ينجح وتبينت خطتهم بالمحاولة، في إشراك باحثين من المستشرقين والمسلمين في توجيه الدراسات الإسلامية.
- إبرام مؤتمر عام 1953، للتأليف بين الإسلام والمسيحية، ثم عام 1954 في الاسكندرية، حيث استمرت المؤتمرات في روما وغيرها من الدول لنفس الهدف.