انتشر معنى الفيتو بشكل أوسع بعد الحرب العالمية الثانية وقيام الأمم المتحدة عام 1945، حيث ترجع بداية كلمة فيتو إلى اللاتينية، معناها أنا معترض، حيث لم تذكر (فيتو) في ميثاق الأمم المتحدة، بل ذكر (حق الاعتراض) وهو في الحقيقة حق تعطيل للقرار وليس مجرَّد اعتراض.
مفهوم حق الفيتو:
هو الحق الدستوري في رفض اقتراح، تقدَّمت به هيئة صنع القوانين، أيضاً القوة التي يمتلكها فرد ما أو منظمة ما، في حظر طريق عمل اختاره فرد آخر، حيث يدلّ حق الفيتو في السياق السياسي، بأنه نفوذ رئيس تنفيذي في منع وعرقلة وتمرير قانون تشريعي من خلال منع توقيعه.
الأعضاء التي تمتلك حق الفيتو:
يتمكّن أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمة “الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، الاتحاد الروسي، فرنسا” من استعمال حق النقض فقط، إلى جانب هيئة التصويت الخاصة.
ولقد اتفق بأن هذه الدول فقط في حال إعطائها بصوت سلبي، في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضو، فإن القرار لن يتم الموافقة عليه، كما أنه قد مارست جميع الأعضاء الدائمين هذا الحق من حين لآخر، ففي حال عدم رغبة أي عضو بالموافقة على قرار مقترح، من دون الرغبة بإعطاء حق النقض، يمكن الرفض عن التصويت في هذه الحالة، ممّا يسمح بالموافقة على الاقتراح، في حال امتلك العدد المطلوب من الأصوات التسعة المؤيدة.
استعمال حق الفيتو:
لقد أشار قرار الفيتو في المادة 27 من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يخوّل للأعضاء الدائمين بتعطيل أي اقتراح، بعيداً عن مستوى المساعدة الدولية له، حيث يعتبر السبب الأساسي لإدراج هذا الحق، هو منع الأمم المتحدة من اتخاذ تدابير مباشرة، ضد الأعضاء الرئيسيين، فقد تحوّل هذا الحق إلى وسيلة لحماية المصالح الوطنية، للأعضاء الدائمين وحلفائهم الاستراتيجيين.
ولقد ظهر ذلك من خلال سكوت مجلس الأمن، حول بعض النزاعات الدولية الكبرى، مثل: صراع جورجيا سنة 2008، مذبحة سيريلانكا سنة 2009، حرب العراق عام 2003، قضية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والنزاع السوري الأخير، أيضاً عدم استطاعتها على اتهام أعمال الشغب والاحتلال والعنف التي تجري.
ويُعَدّ أول رئيس استعمل حق النقض، الرئيس الأمريكي جورج واشنطن، حيث استعمله ضد مشروع قرار التقسيم الجديد، الذي قدمه توماس جيفرسون سنة 1792، حيث ينص على توزيع الكونغرس، لمقاعد مجلس النواب بين الولايات المتحدة، اعتماداً إلى رقم تعدد الولايات المتحدة، حيث شجَّع الكونغرس حق النقض.