ما هو الحراك السياسي؟

الحركة السياسية هي محاولة جماعية من قبل مجموعة من الناس لتغيير سياسة الحكومة أو القيم الاجتماعية.

لمحة عن الحراك السياسي:

عادة ما تكون الحركات السياسية معارضة لعنصر من عناصر الوضع الراهن، وغالباً ما ترتبط بإيديولوجية معينة، حيث بعض نظريات الحركات السياسية هي نظرية الفرصة السياسية التي تنص على أن الحركات السياسية تنبع من مجرد ظروف ونظرية تعبئة الموارد، التي تنص على أن الحركات السياسية ناتجة عن التنظيم الاستراتيجي والموارد ذات الصلة.

ترتبط الحركات السياسية أيضاً بالأحزاب السياسية بمعنى أنها تهدف إلى التأثير على الحكومة، وأن العديد من الأحزاب السياسية نشأت من حركات سياسية أولية، بينما تنخرط الأحزاب السياسية في العديد من القضايا تميل الحركات السياسية إلى التركيز على قضية رئيسية واحدة فقط.

تعريف الحراك السياسي:

الحركة السياسية هي نوع من الحركات الاجتماعية، حيث يشكل العديد من الأشخاص مجموعة من أجل تحقيق تغييرات جماعية في السياسات أو القيم الاجتماعية على المستوى المحلي أو الوطني أو العالمي، غالباً ما تكون أهداف الحركات السياسية حول إحداث تأثير على السياسة في المجال السياسي أو تحقيق التغيير الاجتماعي بشكل عام.

في حين أن الحركات السياسية تنطوي على التعامل مع الصراعات والتسويات، فإن خطاب هذه الحركات يميل إلى أن يتكون من طبيعة المواجهة، حيث هناك عدة أنواع من الحركات السياسية مثل: الحركات الإصلاحية والحركات الجماهيرية والحركات الشمولية أو الحركات السياسية العنيفة مثل: العصابات وحركات التمرد.

تلعب الإيديولوجيات دوراً كبيراً في الحركات السياسية والأفراد الذين يشكلون جزء من حركة عادة ما يكون لديهم تفكير إيديولوجي مماثل لمشاركتهم، حيث يمكن أن تكون هذه الإيديولوجيات معارضة جداً للنظام السياسي الحالي، وكيف يعمل مقارنة بالأهداف التي يتطلع أعضاء الحركة إلى تحقيقها، ومع ذلك يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز رسالة الحركة السياسية.

نظريات الحراك السياسي:

لقد تم أيضاً تطبيق بعض النظريات الكامنة وراء الحركات الاجتماعية على ظهور حركات سياسية محددة، مثل: نظرية الفرصة السياسية ونظرية تعبئة الموارد.

نظرية الفرصة السياسية:

تؤكد نظرية الفرصة السياسية أن الحركات السياسية تحدث من خلال الصدفة أو بعض الفرص وليس لها علاقة تذكر بالموارد أو العلاقات أو المظالم في المجتمع، حيث يمكن خلق الفرص السياسية من خلال التغييرات المحتملة في النظام السياسي أو الهيكل السياسي أو من خلال التطورات الأخرى في المجال السياسي وهي القوة الدافعة لتأسيس الحركات السياسية.

نظرية تعبئة الموارد:

تنص نظرية تعبئة الموارد على أن الحركات السياسية هي نتيجة التخطيط الدقيق والتنظيم وجمع الأموال بدلاً من الانتفاضات التلقائية أو المظالم المجتمعية، حيث تفترض هذه النظرية أن الحركات تعتمد على الموارد والاتصال بالمؤسسة من أجل التطور الكامل، وهكذا في بداية الحركة السياسية وجوهرها تكمن تعبئة استراتيجية للأفراد.

علاقة الحراك السياسي مع الأحزاب السياسية:

تختلف الحركات السياسية عن الأحزاب السياسية لأن الحركات تركز عادة على قضية واحدة وليس لديها مصلحة في تولي منصب في الحكومة، حيث الحركة السياسية بشكل عام هي منظمة غير رسمية وتستخدم أساليب غير تقليدية لتحقيق أهدافها، ففي الحزب السياسي تسعى المنظمة السياسية إلى التأثير أو السيطرة على سياسة الحكومة من خلال الأساليب التقليدية، عادة عن طريق تسمية مرشحيها وتعيين المرشحين في السياسة والمكاتب الحكومية.

ومع ذلك تهدف الأحزاب والحركات السياسية على حد سواء إلى التأثير على الحكومة بطريقة أو بأخرى، وكلاهما مرتبط غالباً بإيديولوجية معينة، كما تشارك الأحزاب في الحملات الانتخابية والتوعية التثقيفية أو أعمال الاحتجاج، التي تهدف إلى إقناع المواطنين أو الحكومات باتخاذ إجراءات بشأن القضايا والاهتمامات التي تركز عليها الحركة.

ما يربط الحركات السياسية بالأحزاب على وجه الخصوص هو أن بعض الحركات تحولت إلى أحزاب سياسية، على سبيل المثال أدت حركة (15-M) ضد التقشف في إسبانيا إلى إنشاء حزب بوديموس الشعبوي وساعدت الحركات العمالية في البرازيل في تشكيل حزب العمال البرازيلي، حيث تعمل هذه الأنواع من أحزاب الحركات على رفع مستوى الوعي حول القضية الرئيسية لحركتهم السياسية الأولية في الحكومة؛ لأن الأحزاب القائمة ربما تكون قد أهملت هذه القضية في الماضي.

بالنسبة للجماعات التي تسعى للتأثير على السياسة يمكن للحركات الاجتماعية أن توفر بديلاً للسياسات الانتخابية الرسمية، على سبيل المثال أوضحت عالمة السياسة س.لوريل ويلدون أن الحركات النسائية ووكالات سياسات المرأة تميل إلى أن تكون أكثر فعالية، في الحد من العنف ضد المرأة من وجود المرأة في المجالس التشريعية.