ما هو الحزب الشيوعي الأردني؟

اقرأ في هذا المقال


الحزب الشيوعي الأردني هو حزب شيوعي في الأردن تأسس سنة 1948 وأمينه العام الحالي هو الدكتور منير حمرانة.

تاريخ الحزب الشيوعي الأردني:

في حزيران سنة 1951 انضم الشيوعيون الفلسطينيون في الضفة الغربية الذين كانوا منظمين آنذاك في رابطة التحرير الوطنية الفلسطينية إلى حزب العدالة والتنمية، خلال السنوات التالية كان المعقل الرئيسي للحزب في الضفة الغربية وكانت قيادة الحزب في الغالب فلسطينية.

قبل الاندماج في (JCP) عارض الشيوعيون الفلسطينيون ضم الأردن للضفة الغربية، ومع ذلك في سنة 1951 تم عكس هذه السياسة واعترف (JCP) بالضفة الغربية كجزء من الأردن.

كان القادة الرئيسيون خلال الفترة الأولى هم فؤاد نصار وفهمي السلفيتي وفايق واراد، حيث اكتسب الحزب نفوذاً في أوساط المثقفين المدينيين في نابلس والقدس على وجه الخصوص طور الحزب موقعاً قوياً في قرية سلفيت خارج نابلس، حيث أشاد العديد من قادة حزب العدالة والتنمية البارزين ومن المناطق الأخرى التي نشط فيها الحزب رام الله وبيت لحم وبين اللاجئين بالقرب من أريحا، حيث كان الجهاز الرئيسي للحزب هو “المقاومة الشعبية” وهي نشرة شهرية.

واجه الحزب قمعاً قاسياً من الدولة الأردنية ففي 29 ديسمبر سنة 1951 اعتقل فؤاد ناصر، حيث حكم عليه بالسجن عشر سنوات وفي سنة 1953 صدر تشريع يأمر بالعمل الجبري لكوادر حزب خلق فرص العم، ومع ذلك استمر الحزب في العمل بشكل سري.

أقام الحزب منظمات جماهيرية مثل: جمعية الشباب الديمقراطي وأنصار السلام، ففي مايو سنة 1954 شكلت الجبهة الوطنية، والتي من خلالها شارك الحزب في الانتخابات في ذلك العام، حيث فازت الجبهة الوطنية في تلك الانتخابات بمقعد نيابي واحد هو عبد القادر صالح من نابلس.

بلغ الحزب ذروة نفوذه في 1956 – 1957 ففي أعقاب أزمة السويس وأثناء التحركات ضد المعاهدة الأنجلو أردنية، وفي انتخابات سنة 1956 فازت الجبهة الوطنية بثلاثة مقاعد، حيث احتفظ صالح بمقعده وفاز فائق وراد في رام الله وفاز يعقوب زيادين بمقعد في القدس، بعد الانتخابات كان هناك افتتاح قصير للحزب، كما عين صالح وزيراً للزراعة في حكومة نابلس وتم إطلاق سراح سجناء مثل: فؤاد نصار، حيث يمكن توزيع الصحافة الحزبية علانية وكان خصمه الرئيسي في ذلك الوقت هو حزب البعث الذي سعى أيضاً إلى اختراق القطاعات العلمانية.

لكن الافتتاح سيصبح قصيراً جداً وفي يناير سنة 1957 هاجم الملك حسين الحزب، واتهم الشيوعيون بالتعاون مع إسرائيل، حيث تم اعتقال زيادين وواراد بعد رفع الحصانة البرلمانية عنهما، أيضاً حكم عليهما بالسجن 19 سنة و16 سنة على التوالي، حيث كادت أنشطة الحزب أن تتوقف باستثناء تعليم الكوادر الداخلية ونشر “المقاومة الشعبية”، في منتصف الستينيات قدرت وزارة الخارجية الأمريكية عضوية الحزب بحوالي 500.

في الوقت نفسه عانى الحزب من انقسامات داخلية وقاد الامين العام بالوكالة في عمان فهمي السلفيتي الفئات المعتدلة في الحزب وقد دافع عن التقارب مع الأسرة الهاشمية، حيث عارض حرب العصابات وأعرب عن إرادته في أن يأخذ الملك حسين الدور القيادي في النضال ضد إسرائيل، حيث أيد حزب السلفيتي القرار 242 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقد عارض السلفيتي قيادة المنفى بقيادة الأمين العام للحزب فؤاد نصار.

بعد حرب الأيام الستة 5 – 10 حزيران سنة 1967 وقاد التنظيم الحزبي في الضفة الغربية نعيم الأشهب وسليمان النجب وعربي عواد ولاحقاً بشير البرغوثي، ففي الضفة الغربية بدأ الحزب بنشر الوطن وتحت توجيه الأشهب ظل شيوعيو الضفة الغربية حذرين من الكفاح المسلح بحجة أنه سابق لأوانه في ظل الظروف الحالية.

لكن السيناريو السياسي المتغير في الضفة الغربية سيجبر النشطاء المحليين على مراجعة مواقفهم، حيث أصبحت مواقف الحزب الموالية للأردنيين وغموضه تجاه الكفاح المسلح إشكالية أكثر فأكثر، حيث اقترب شيوعيو الضفة الغربية من حركة التحرير الفلسطينية.

بحلول سنة 1973 دعم شيوعيو الضفة الغربية إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث أدت هذه التطورات إلى توتر العلاقات بين شيوعي الضفة الغربية وقيادتهم الرسمية في عمان.

في المنفى أنشأ فؤاد نصار ميليشيا مسلحة للشيوعيين الفلسطينيين قوات الأنصار في آذار سنة 1970، نظرياً ستبقى قوات الأنصار تحت إشراف حزب العدالة والتنمية والحزب الشيوعي السوري والعراقيين، أما من الناحية العملية لن تلعب المجموعة دوراً رئيسياً ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سلبية (JCP) بحلول سنة 1975 تم تفكيك الهيكل.

في سنة 1975 انقسم الشيوعيون في الضفة الغربية إلى منظمتين منفصلتين، حيث شكل الفرع الموالي للسلفيتي منظمة الشبيبة الشيوعية الفلسطينية، أيضاً أعيد تنظيم المجموعة التي بقيت في (JCP) على أنها “المنظمة الشيوعية الفلسطينية” والتي حصلت على مكانة مستقلة داخل (JCP).

في مايو 2006 نظم الحزب “مؤتمر الوحدة للشيوعيين الأردنيين” الذي دمج القطاعات التي تركت الحزب، ومع ذلك فإن المجموعة المنشقة الرئيسية حزب الكادحين الشيوعيين الأردنيين لم تحضر.


شارك المقالة: