يشمل التهديد السياسي والصراعات العسكرية والخلافات بين الدول العربية وإسرائيل، التي تصاعدت خلال القرن العشرين لكنها تلاشت في الغالب في أوائل القرن الحادي والعشرين. تعزى جذور الصراع العربي الإسرائيلي إلى دعم الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية للفلسطينيين، وهو عضو زميل في الجامعة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر والذي يعزى بدوره إلى الصعود المتزامن للصهيونية والعربية القومية، في نهاية القرن التاسع عشر على الرغم من أن الحركتين الوطنيتين لم تصادما حتى العشرينات.
نشوء الصراع العربي الإسرائيلي:
نشأ جزء من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من المطالبات المتضاربة، من قبل هذه الحركات بالأرض التي شكلت فلسطين الانتداب البريطاني والتي كان ينظر إليها من قبل الشعب اليهودي كوطن أجدادهم، بينما في الوقت نفسه كان ينظر إليها من قبل القومية العربية.
الحركة تنتمي تاريخياً وحالياً للفلسطينيين العرب وفي السياق الإسلامي كأراضي إسلامية. إن تصاعد الصراع الطائفي داخل أراضي الانتداب البريطاني بين اليهود الفلسطينيين والعرب إلى حرب أهلية فلسطينية واسعة النطاق في سنة 1947.
انحيازاً للعرب الفلسطينيين خاصة بعد إعلان الاستقلال الإسرائيلي، غزت الدول العربية المجاورة أراضي الانتداب السابق في مايو 1948، وبدأت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى. لقد انتهت الأعمال العدائية واسعة النطاق في الغالب باتفاقات وقف إطلاق النار، بعد حرب يوم الغفران سنة 1973.
لقد تم توقيع اتفاقيات السلام بين إسرائيل ومصر في سنة 1979 مما أدى إلى انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء، وإلغاء نظام الحكم العسكري في الضفة الغربية وقطاع غزة لصالح الإدارة المدنية الإسرائيلية، وما تبع ذلك من ضم أحادي الجانب لمرتفعات الجولان و القدس الشرقية.
لقد تحولت طبيعة الصراع على مر السنين، من الصراع الإقليمي العربي الإسرائيلي الواسع النطاق إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المحلي، الذي بلغ ذروته خلال حرب لبنان سنة 1982 عندما تدخلت إسرائيل في الحرب الأهلية اللبنانية للإطاحة بمنظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.
وبحلول سنة 1983 توصلت إسرائيل إلى التطبيع مع الحكومة اللبنانية التي يهيمن عليها المسيحيون، ولكن تم إلغاء الاتفاقية في العام التالي مع سيطرة الميليشيات الإسلامية والدرزية على بيروت. مع تراجع الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987 – 1993، أدت اتفاقيات أوسلو المؤقتة إلى إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية في سنة 1994، وفي سياق عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية وفي العام نفسه توصلت إسرائيل والأردن إلى اتفاق سلام.
في سنة 2002 عرضت جامعة الدول العربية اعتراف الدول العربية بإسرائيل، كجزء من حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في مبادرة السلام العربية. أيضاً تدعو المبادرة التي أعيد التأكيد عليها منذ ذلك الحين إلى تطبيع العلاقات بين جامعة الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية وتسوية عادلة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 194 في التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، كما تم الحفاظ على وقف إطلاق النار إلى حد كبير بين إسرائيل وسوريا البعثية وكذلك مع لبنان.
على الرغم من اتفاقيات السلام مع مصر والأردن واتفاقات السلام المؤقتة مع السلطة الفلسطينية ووقف إطلاق النار القائم عموماً حتى منتصف سنة 2010، ظلت جامعة الدول العربية وإسرائيل على خلاف مع بعضهما البعض حول العديد من القضايا، ومن بين المتحاربين العرب في الصراع العراق وسوريا هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم تتوصلا إلى اتفاق سلام رسمي أو معاهدة مع إسرائيل لكن كلاهما تحول إلى دعم إيران.
لقد أدت التطورات خلال الحرب الأهلية السورية إلى تغيير الوضع بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل، مما وضع الجمهورية العربية السورية وحزب الله والمعارضة السورية على خلاف مع بعضهم البعض، وعقد علاقاتهم مع إسرائيل على خلفية الحرب الناشئة مع إيران.
كما ينسب الصراع بين إسرائيل وغزة التي تحكمها حماس، إلى الصراع بالوكالة بين إيران وإسرائيل في المنطقة. بحلول سنة 2017 شكلت إسرائيل والعديد من الدول العربية السنية، بقيادة المملكة العربية السعودية تحالفاً شبه رسمي لمواجهة إيران. هذه الخطوة والتطبيع الإسرائيلي مع دول الخليج اتسم بهما البعض على أنهما تلاشي للصراع العربي الإسرائيلي.
خلفية الصراع العربي الإسرائيلي:
تتذرع بعض الجماعات التي تعارض عملية السلام بحجج دينية لمواقفها التي لا هوادة فيه، حيث تأثر التاريخ المعاصر للصراع العربي الإسرائيلي إلى حد كبير بالمعتقدات الدينية، لمختلف الأطراف وأفكارهم ووجهات نظرهم عن الشعب المختار في سياساتهم، فيما يتعلق بـ “أرض الميعاد” و “المدينة المختارة” في القدس.
لقد كانت أرض كنعان أو أرض إسرائيل وفقاً للكتاب المقدس العبري، قد وعد بها الله بني إسرائيل وهذا مذكور أيضاً في القرآن. في بيانه الصادر سنة 1896 الدولة اليهودية أشار تيودور هرتزل، مراراً وتكراراً إلى مفهوم أرض الميعاد الكتابي. يعتبر الليكود حالياً الحزب السياسي الإسرائيلي الأبرز، الذي يدرج المطالبة التوراتية بأرض إسرائيل في برنامجه.