مصطلح الاستقطاب السياسي: هو اختلاف المواقف السياسية عن التطرف الإيديولوجي، حيث تنظر جميع المناقشات حول الاستقطاب في العلوم السياسية تقريباً إلى الاستقطاب في سياق الأحزاب السياسية وأنظمة الحكم الديمقراطية، حيث أنه في معظم أنظمة الحزبين يجسد الاستقطاب السياسي توتر الإيديولوجيات السياسية الثنائية والهويات الحزبية.
لمحة عن الاستقطاب السياسي:
يشير الاستقطاب كدولة إلى مدى معارضة الآراء حول قضية ما فيما يتعلق ببعض الحد الأقصى النظري، ويشير الاستقطاب كعملية إلى زيادة هذه المعارضة بمرور الوقت، حيث يمكن أن يكون الاستقطاب حميداً وطبيعياً وديمقرطياً، أو قد يكون ضاراً وله آثار خبيثة طويلة المدى على المجتمع ويؤدي إلى ازدحام الوظائف الديمقراطية الأساسية.
وعندما يرى الناخبون الأحزاب على أنها أقل تباعداً، فمن غير المرجح أن يكونوا راضين عن كيفية عمل ديمقراطيتهم، حيث إن الاستقطاب يتطلب تباعداً حول مجموعة واسعة من القضايا.
حيث يميز علماء السياسة أحياناً بين مستويين من الاستقطاب السياسي: النخبة والجماهيرية ويركز استقطاب النخبة على استقطاب النخب السياسية مثل: منظمي الأحزاب والمسؤولين المنتخبين، حيث يركز الاستقطاب الجماهيري أو الشعبي على استقطاب الجماهير وفي أغلب الأوقات جمهور الناخبين أو عامة الناس.
وتقليدياً ينظر إلى الاستقطاب السياسي من منظور مواقف القضية أو المواقف السياسية، بما في ذلك المسافة الإيديولوجية بين النخب أو الجماهير ويقسم الناخبون أنفسهم إلى أحزاب سياسية متجانسة بشكل متزايد، أو تنسيب أنفسهم على مستويات إيديولوجية، حيث يؤكد بعض علماء السياسة أن الاستقطاب المعاصر يعتمد بدرجة أقل على الاختلافات السياسية على نطاق اليسار واليمين، ولكنه يعتمد بشكل متزايد على الانقسامات الأخرى مثل: ديني ضد علماني وقومي ضد العولمة وتقليدي مقابل الحديث أو الريف مقابل الحضر.
حيث يشير استقطاب النخبة إلى استقطاب بين الحزب الحاكم وحزب المعارضة والأحزاب السياسية المستقطبة متماسكة داخلياً وموحدة ومتميزة إيديولوجياً، حيث عادة ما توجد في نظام برلماني للحكم الديمقراطي في نظام الحزبين، ويتمتع المجلس التشريعي المستقطب بخاصيتين مهمتين: أولاً: يوجد تداخل إيديولوجي ضئيل أو معدوم بين الأعضاء من كلا الطرفين، وثانياً: كل الخلافات حول التشريعات والسياسات منقسمة عبر هوة إيديولوجية واسعة.