الشوفينية هي الإيمان بتفوق أو هيمنة مجموعة أو شعب ينظر إليه على أنه قوي وفاضل بينما يعتبر الآخرون ضعفاء أو غير جديرين، لذلك يمكن وصفها بأنها شكل من أشكال الوطنية المتطرفة والقومية وإيمان قوي بالتميز والمجد الوطنيين.
خلفية مصطلح الشوفينية:
وفقاً للأسطورة أصيب الجندي الفرنسي نيكولا شوفين بجروح بالغة في الحروب النابليونية وتلقى معاشاً ضئيلاً عن إصاباته، وبعد تنازل نابليون عن العرش حافظ شوفين على إيمانه البونابارتي المتعصب بالمهمة المسيحانية للإمبراطورية الفرنسية، على الرغم من عدم شعبية هذا الرأي في ظل استعادة بوربون، وبدأ استخدام هذا المصطلح في إخلاصه الأعمى لقضيته على الرغم من الإهمال من قبل فصيله ومضايقات أعدائه.
لقد امتدت الشوفينية من استخدامها الأصلي لتشمل التفاني المتعصب والتحيز غير المبرر لأي جماعة أو قضية ينتمي إليها المرء، خاصة عندما تشمل هذه الحزبية التحيز أو العداء تجاه الغرباء أو الجماعات المتنافسة وتستمر حتى في مواجهة معارضة ساحقة، حيث تجد هذه السمة الفرنسية موازية لها في المصطلح البريطاني الشوفينية الذي احتفظ بمعنى الشوفينية بشكل صارم بمعناه الأصلي؛ أي موقف القومية المحاربة.
في اللغة الإنجليزية الحديثة أصبحت الكلمة تستخدم في بعض الأوساط كاختصار للشوفينية الذكورية وهو اتجاه انعكس في قاموس ميريام وبستر، الذي بدأ اعتباراً من سنة 2018 أول مثال له على استخدام مصطلح الشوفينية مع موقف من التفوق على أفراد الجنس الآخر.
مصطلح الشوفينية كقومية:
في سنة 1945 وصفت المنظرة السياسية حنا أرندت المفهوم على النحو التالي:
الشوفينية هي نتاج طبيعي تقريباً للمفهوم الوطني بقدر ما تنبع مباشرة من الفكرة القديمة لـ “المهمة الوطنية”، حيث يمكن تفسير مهمة الأمة على وجه التحديد على أنها تسليط الضوء على الشعوب الأخرى الأقل حظاً، التي لأي سبب من الأسباب تركها التاريخ بأعجوبة بدون مهمة وطنية، لذلك طالما أن هذا المفهوم لم يتطور إلى إيديولوجية الشوفينية وظل في عالم غامض إلى حد ما من الكبرياء القومي فقد أدى في كثير من الأحيان إلى شعور كبير بالمسؤولية تجاه رفاهية الأشخاص المتخلفين.
الشوفينية الذكورية:
الشوفينية الذكورية هي الاعتقاد بأن الرجال متفوقون على النساء، وأول استخدام موثق لعبارة “الشوفينية الذكورية” كان في مسرحية كليفورد أوديتس سنة 1935 حتى اليوم الذي أموت.
في مكان العمل:
تغير ميزان القوى العاملة خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما ترك الرجال مناصبهم للالتحاق بالجيش والقتال في الحرب، إذ بدأت النساء في استبدالهن، حيث بعد انتهاء الحرب عاد الرجال إلى منازلهم ليجدوا وظائف في مكان العمل الذي تشغله النساء الآن وهو ما “يهدد احترام الذات الذي ينبع من كثير من الرجال من هيمنتهم على النساء في الأسرة والاقتصاد والمجتمع ككل” وبالتالي كانت الشوفينية الذكورية في ازدياد وفقاً لسينثيا بي لويد.
لقد جادل لويد ومايكل كوردا بأنه مع اندماجهما مرة أخرى في القوى العاملة عاد الرجال للسيطرة وشغلوا مناصب السلطة، بينما عملت النساء كسكرتيرات لهم وعادة ما يكتبون الإملاءات ويردون على المكالمات الهاتفية، حيث كان تقسيم العمل هذا مفهوماً ومتوقعاً وشعرت النساء عادة بعدم قدرتهن على تحدي مناصبهن أو رؤسائهن من الذكور كما يجادل كوردا ولويد.
الأسباب:
ينظر البعض إلى الافتراضات الشوفينية على أنها تحيز في اختبار الشخصية النفسية (TAT)، حيث من خلال الاستجوابات يظهر اختبار (TAT) ميلاً نحو المحفزات الشوفينية لأسئلته ولديه “إمكانية التقييم السريري غير المواتي” للنساء، وغالباً ما يستشهد بدراسة أجرتها شروين وودز في سنة 1976، حيث تحاول بعض ديناميكيات الذكور الشوفينية العثور على الأسباب الكامنة وراء شوفينية الذكور.
لقد تمت دراسة الشوفينية الذكورية في العلاج التحليلي النفسي لـ 11 رجلاً، ويشير إلى الحفاظ على المعتقدات والمواقف الثابتة لتفوق الذكور المرتبطة بالاستهلاك العلني أو الخفي للمرأة، حيث غالباً ما ينتج عن المواقف الشوفينية المتحدية القلق أو أعراض أخرى.
الشوفينية الأنثوية:
الشوفينية الأنثوية هي الاعتقاد بأن المرأة متفوقة أخلاقياً على الرجل وتعتبر مناهضة للنسوية، فقد تم تبني المصطلح من قبل نقاد من بعض أنواع أو جوانب النسوية من الأمثلة البارزة على ذلك: المدافعة عن حقوق المرأة من الموجة الثانية بيتي فريدان.
لقد استخدمت أرييل ليفي المصطلح بمعنى مماثل ولكن معكس في كتابها أنثى الخنازير الشوفينية، حيث تجادل بأن العديد من النساء الشابات في الولايات المتحدة وخارجها يكررن الشوفينية الذكورية والصور النمطية الأكبر سناً التي تكره النساء.