مصطلح ليلة السكاكين الطويلة: هو مصطلح يطلق على عملية تطهير جرت في ألمانيا النازية سنة 1934، حيث أمر المستشار أدولف هتلر الذي حثّ عليه هيرمان وهيملر، بمجموعة من الإعدامات السياسية خارج حدود الدولة؛ بهدف تعزيز سلطته وتخفيف مخاوف الجيش الألماني بشأن المنظمة شبه العسكرية النازية، حيث قدمت الدعاية النازية جرائم القتل كإجراء وقائي ضد الانقلاب الوشيك المزعوم من قبل جيش الإنقاذ بقيادة روم.
لمحة عن مصطلح ليلة السكاكين الطويلة:
كانت الأدوات الأساسية لعمل هتلر والتي نفذت معظم عمليات القتل هي القوات شبه العسكرية تحت قيادة هيملر وجهاز الأمن والشرطة السرية بقيادة راينهارد هايدريش، كما شاركت كتيبة الشرطة الشخصية في غورينغ في عمليات القتل.
ولقد كان العديد من الذين قتلوا في التطهير من قادة جيش الإنقاذ، وأشهرهم روم نفسه رئيس أركان جيش الإنقاذ وأحد مؤيدي هتلر وحلفائه القدامى، كما قتل أعضاء قياديون في الفصيل اليساري من الحزب النازي، بما في ذلك زعيمه جريجور وكذلك المحافظون المؤسسيون والمناهضون للنازية مثل: المستشار السابق كورت فون والسياسي البافاري الذين قمع هجوم هتلر في ميونيخ بير هول في سنة 1923، حيث كان الهدف من قتل قادة جيش الإنقاذ أيضاً هو تحسين صورة حكومة هتلر مع الجمهور الألماني الذي كان ينتقد بشكل متزايد تكتيكات جيش الإنقاذ البلطجية.
ورأى هتلر استقلال جيش الإنقاذ وميل أعضائه إلى العنف في الشوارع كتهديد مباشر لسلطته السياسية المكتسبة حديثاً، كما أراد أيضاً استرضاء قادة الرايشفير الجيش الألماني الذين كانوا يخشون ويحتقرون جيش الإنقاذ كمنافس محتمل، لا سيما بسبب طموح روم في دمج الجيش وكتيبة الإنقاذ تحت قيادته.
وبالإضافة إلى ذلك، كان هتلر غير مرتاح لدعم روم الصريح لـ “ثورة ثانية” لإعادة توزيع الثروة، ومن وجهة نظر روم فإن تعيين الرئيس هيندنبورغ لهتلر كمستشار في 30 يناير 1933 قد أوصل الحزب النازي إلى السلطة، لكنه لم يحقق أهداف الحزب الأكبر، ففي النهاية استخدم هتلر التطهير لمهاجمة أو القضاء على النقاد الألمان لنظامه الجديد وخاصة أولئك الموالين لنائب المستشار فرانز فون بابن، وكذلك لتصفية الحسابات مع الأعداء القدامى.