ما هي الاشتراكية العلمية؟

اقرأ في هذا المقال


الاشتراكية العلمية مصطلح طرحه سنة 1840 بيير جوزيف في ممتلكاته هو السرقة، يعني مجتمعاً تسيطر عليه حكومة علمية، أي مجتمع تقوم السيادة بداخله على العقل، هكذا في مجتمع معين تتناسب سلطة الإنسان على الإنسان عكساً، مع مرحلة التطور الفكري التي وصل إليها ذلك المجتمع، حيث يمكن حساب المدة المحتملة لهذه السلطة، من الرغبة العامة إلى حد ما لحكومة حقيقية أي لحكومة علمية، مثلما يتراجع حق القوة وحق الحيلة قبل التقدم المطرد للعدالة، يجب في النهاية إخماده على قدم المساواة، بالتالي فإن سيادة الإرادة تستسلم لسيادة العقل، ويجب أن تضيع في النهاية علمياً الاشتراكية.
هكذا في مجتمع ما، تتناسب سلطة الإنسان على الإنسان عكساً مع مرحلة التطور الفكري، التي وصل إليها ذلك المجتمع، حيث يمكن حساب المدة المحتملة لتلك السلطة من الرغبة العامة، إلى حد ما في تشكيل حكومة حقيقية، أي في حكومة علمية، مثلما يتراجع حق القوة وحق الحيلة قبل التقدم المطرد للعدالة، لذلك يجب في نهاية المطاف إخمادهما على قدم المساواة، لذا فإن سيادة الإرادة تقوم بالاستسلام لسيادة العقل، حيث يجب أن تضيع في النهاية علمياً الاشتراكية.

الاشتراكية:

الاشتراكية فلسفة سياسية واجتماعية واقتصادية، تشمل مجموعة من الانظمة الاجتماعية والاقتصادية، التي تتميز بالملكية الجماعية من وسائل الإنتاج والعمال والإدارة الذاتية للمؤسسات.

استخدام مصطلح الاشتراكية العلمية:

في وقت لاحق سنة 1880 استعمل فريدريك إنجلز المفهوم، للتعبير نظرية كارل ماركس السياسية الاجتماعية، على الرغم من أن مصطلح الاشتراكية، أصبح يعني على وجه التحديد مزيج من العلوم السياسية والاقتصادية، إلاّ أنه ينطبق أيضاً على مجال أوسع من العلوم، يشمل ما يعتبر الآن علم الاجتماع والعلوم الإنسانية.
التفريق بين اليوتوبية والاشتراكية العلمية ظهر مع ماركس، الذي انتقد الخصائص المثالية للاشتراكية الفرنسية والإنجليزية والاقتصاد السياسي الاسكتلندي، جادل إنجلز في وقت لاحق بأن الاشتراكيين الطوباويين، فشلوا في إدراك سبب بروز الاشتراكية في السياق التاريخي الذي حدث، وأنه نشأ كاستجابة للتناقضات الاجتماعية الجديدة لنمط جديد من الإنتاج أي الرأسمالية.
من خلال الاعتراف بخلفية الاشتراكية، كحل لهذا التعارض وتنفيذ فهم شامل للرأسمالية، قام إنجلز بالتأكيد على أن الاشتراكية قد تخلصت من حالة بدائية وأصبحت علم، إذ اعتبر هذا التحول في الاشتراكية مكملاً للتحولات في علم الأحياء المعاصر، التي أثارها تشارلز داروين وفهم التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي، حيث رأى ماركس وإنجلز أن هذا الفهم الجديد لعلم الأحياء، ضروري للفهم الجديد للاشتراكية والعكس صحيح.
كما استخدم المنظرون غير الماركسيين طرق مشابهة، لتحليل الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية وإشراك الاشتراكية كمنتج للتطور الاجتماعي والاقتصادي، مثل: جوزيف شومبيتر وثورستين فيبلين.

منهجية الاشتراكية العلمية:

تدل الاشتراكية إلى أسلوب التنبؤ بالظواهر الاجتماعية والاقتصادية، عن طريق فحص توجهاتها التاريخية عن طريق استعمال المنهج العلمي، من أجل استنتاج النتائج والتطورات المستقبلية، إنها على النقيض مما أشار إليه الاشتراكيون، فيما بعد بالاشتراكية المثالية :وهي أسلوب تقوم على إنشاء مقترحات تبدو عقلانية؛ لتنظيم المجتمع وإقناع الآخرين بعقلانيتهم ​​أو استصابتهم، كما أنه يتناقض مع المفاهيم الليبرالية الكلاسيكية للقانون الطبيعي، التي تقوم على المفاهيم الميتافيزيقية للأخلاق، بدلاً من المفهوم المادي أو المادي الديناميكي للعالم.
ينظر الاشتراكيون العلميون إلى التقدم السياسي، بأنه تحددها الأحوال الاقتصادية إلى حد كبير على عكس الآراء، التي تتعارض مع الاشتراكيين الطوباويين والليبراليين الكلاسيكيين، بالتالي يعتقدون أن العلاقات الاجتماعية ومفاهيم الأخلاق، تستند إلى السياق بالنسبة لمرحلة التطور الاقتصادي الخاصة بهم.
لذلك لا يعد الأنظمة الاقتصادية الاشتراكية والرأسمالية، بنيات اجتماعية يمكن إنشائها في أي وقت، بناءاً على الإرادة الذاتية ورغبات السكان، لكنها بدلاً من ذلك نتاج للتطور الاجتماعي، ومن الأمثلة على ذلك ظهور الزراعة، التي مكنت المجتمعات البشرية من إنتاج فائض، أدى هذا التغيير في التطور المادي والاقتصادي، إلى تغيير في العلاقات الاجتماعية وجعل الشكل القديم للتنظيم الاجتماعي، القائم على الكفاف المعيشي عائق أمام مزيد من التقدم المادي، لذلك استلزم تغيير الظروف الاقتصادية تغيير التنظيم الاجتماعي.

نقد الاشتراكية العلمية:

في كتاب المجتمع المفتوح وأعداؤه وصف فيلسوف العلوم كارل بوبر الاشتراكية العلمية، بأنها علم زائف، يجادل بأن منهجه هو ما يسميه التاريخية، أي طريقة تحليل الاتجاهات التاريخية واستخلاص القوانين العالمية منها، ينتقد هذا النهج على أنه غير علمي، حيث لا يمكن اختبار ادعاءاته ولا يمكن على وجه الخصوص أن يتم دحضها.


شارك المقالة: