مصطلح البرجوازية الوطنية: تعتبر البرجوازية التي تمارس مصلحتها ونشاطاتها بأسلوب مختلف عن الأعمال الاستعمارية حيث يتم اعتبارها بأنها صناعية وليست تجارية؛ لأنها تهتم بالاقتصاد الوطني وتقدمه بطريقة تخدم المصلحة للأسواق الوطنية، وتحميها من هيمنة الاستعمار والقيود الإقطاعية الداخلية التي تصوّرها على أنها حليف للفلاحين والعمال ضد الاستعمار.
لمحة عن البرجوازية الوطنية:
تلعب البرجوازية الوطنية غموض كبير في الأوساط “الشيوعية” العربية، وقد ساعد هذا الغموض في السيطرة على التحريفية الخروتشوية والماوية لعقود طويلة بعد تدمير الدكتاتورية البروليتارية في الاتحاد السوفييتي خلال السنوات 1953 – 1956، وتصفية الخط البلشفي النظري والسياسي وانتشار الانتهازي اليميني، حيث تعد الانحرافات والأخطاء السياسية الفادحة التي سادت البروليتاريا والجماهير الفلاحية في كثير من البلدان العربية هي في قاع البرجوازية، ولعبت دور الوقود وأوراق الضغط في مساوماتها مع الإمبريالية.
ومصطلح البرجوازية الوطنية في الأدب البلشفي المرتبطة بالمسألة الوطنية والاستعمارية، يعني البرجوازية القومية للدولة الاستعمارية أو التابعة الذي تعيش معه البرجوازية الإمبريالية، فغالباً ما تستعمل هذه الأدبيات مصطلح “اللغة البرجوازية” كمرادف لـ “البرجوازية الوطنية”، ويشير مصطلح “الوطنية” في المقام الأول إلى الفضاء الجغرافي الاجتماعي ولا يحمل معنى سياسياً أو وصفاً لموقف البرجوازية من الإمبريالية.
فإن البرجوازية الوطنية للبلدان الاستعمارية لا تحتل موقعاً موحداً في مواجهة الإمبريالية وجزء منها، خاصة البرجوازية التجارية حيث يخدم مباشرة مصالح الرأسمال الإمبراطوري (ما يسمى ببرجوازية كومبرادور)، وبشكل عام يدافع هذا الجزء بشكل متناغم تقريباً عن حلفاء الإمبريالية من اللوردات الإقطاعيين والخدم المحليين الذين يتقاضون أجوراً عالية؛ من أجل رؤية غير وطنية وإمبريالية موجهة ضد الحركة الوطنية بأكملها.
والجزء الباقي من البرجوازية المحلية وخصوصاً الجزء الذي يُجسّد مصلحة الصناعة المحلية، حيث يقف على أرض النضال الوطني ويألف طريقاً بشكل واضح يميل إلى التسوية حتى نسميها قومياً إصلاحياً، أو حسب مصطلحات أطروحات المؤتمر الشيوعي العالمي الثاني نهج ديمقراطي برجوازي.
صراع البرجوازية الوطنية مع الامبريالية:
إن استقلال البلاد عن الإمبريالية الذي يتوافق مع منافع كل الشعب المستعمر يتوافق مع منافع البرجوازية الوطنية، لكنه يتناقض بصورة مطلقة مع طبيعة النظام الإمبريالي برمتها، ومع ذلك فإن العديد من الرأسماليين مرتبطون إلى حد كبير برأس المال الإمبراطوري، من خلال مصالحهم المباشرة ومن خلال طرق متنوعة للغاية، ويمكن للإمبريالية رشوة جزء مهم منهم بشكل مباشر.