تبعاً للنظرية الماركسية يتألف المجتمع من: البنية التحتية والفوقية، وتعتبر البنية الفوقية مفهوماً مهماً جداً في هذه العقيدة؛ لأنها تقوم بتحديد مجموعة الأجهزة والمؤسسات التي هي أفراد في المجتمع، والتي تستجيب لبعض الهياكل الإيديولوجية والسياسية والقانونية؛ أي الأفكار التي يحملها المجتمع والتي تنشأ من الاقتصاد والقاعدة التي تتجلى في هذه الأثناء، ويبدو مفهوم البنية الفوقية مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمفهوم البنية التحتية، الذي هو الأساس المادي للمجتمع المعني والذي يحدد البنية الاجتماعية وتطورها وتغيراتها الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك تبرز قوى الإنتاج وعلاقاته بداخله.
لمحة عن البنية الفوقية:
البنية الفوقية لا تعد مستقلة ولكنها متصلة بالظروف الاقتصادية والاستيعاب الذاتي لمصلحة الطبقات الحاكمة التي أوجدتها، مثلاً أي تغيير في هذه المسألة سوف يؤثر على تغيير في القاعدة الاجتماعية، لذلك من المهم جداً ملاحظة ذلك وتكرار ذلك، فالبناء الفوقي ليس له وجود مستقل فهو دائماً ما يتطور ويعمل فيما يتعلق بمصالح الطبقة الحاكمة، حيث يعني أي تغيير في البنية الفوقية سيكون له تأثير على البنية التحتية.
وفي سنة 2014 تم تقديم نقداً لدور الدولة الرأسمالية في عصر النيوليبرالية باستخدام البنية التحتية ونظرية البنية الفوقية، بالإضافة إلى أدبيات نيكوس بولانتزاس (عالم سياسي) وتحديداً فيما يتعلق بالتطورات في الولايات المتحدة خلال هذه الحقبة بشكل سنة 1980 – 2015، حيث يسلّط الضوء على حقيقة أن الأحزاب السياسية والنظام السياسي نفسه كان بطبيعته مصمماً بهدف حماية القاعدة الاقتصادية للرأسمالية، وبالتالي أصبح مركزياً ومنسقاً ومتزامناً بشكل متزايد خلال نصف القرن الماضي.
ولقد أدى ذلك إلى قيام “دولة فاشية مؤسسية” هددت التوازن غير المستقر لتلك العلاقة، حيث كان معنياً بشكل خاص بتحليل دور الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة.
وأحد انتقادات البنية الفوقية هو أن علاقات الملكية التي من المفروض أنها جزء من البنية التحتية والقوة الحركية التي تعتبر عنصراً من عناصر البنية الفوقية، حيث يزعم المدافعون عن النظرية أن الفيلسوف الألماني ماركس يظن أن علاقات الملكية وعلاقات الإنتاج الاجتماعية كيانان منفصلان، أما بالنسبة لماركس فإن البنية الفوقية لا تعد أكثر من حيلة للابتعاد عن ملاحظة حقيقة استغلال العمال، وعدم المساواة الطبقية وأولئك الذين لديهم وسائل الإنتاج وأولئك الذين ليس لديهم.