ما هي ثورة 11 فبراير؟

اقرأ في هذا المقال


اتبعت الثورة اليمنية الانتفاضة المعروفة باسم ثورة الكرامة اليمنية المراحل الأولى من الثورة التونسية، حيث حدثت بالتزامن مع الثورة المصرية سنة 2011 واحتجاجات الربيع العربي الأخرى في شرق وشمال أفريقيا. في مرحلتها الأولى كانت الاحتجاجات في اليمن في البداية ضد البطالة والظروف الاقتصادية، بالإضافة إلى الفساد وكذلك ضد مقترحات الحكومة لتعديل الدستور اليمني.
كما تصاعدت مطالب المحتجين إلى دعوات لاستقالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. لقد أدت الانشقاقات الجماعية من الجيش وكذلك من حكومة صالح، إلى جعل معظم البلاد خارج سيطرة الحكومة وتعهد المتظاهرون بتحدي سلطتها.

لمحة عن ثورة 11 فبراير:

لقد خرجت مظاهرة كبيرة شارك فيها أكثر من 16000 متظاهر، في العاصمة اليمنية صنعاء في 27 كانون الثاني، وفي 2 فبراير أعلن صالح أنه لن يرشح نفسه لإعادة انتخابه في 2013، وأنه لن ينقل السلطة إلى ابنه. في 3 شباط تظاهر 20000 شخص ضد الحكومة في صنعاء بينما احتج آخرون في عدن مدينة ساحلية جنوب اليمن، في يوم الغضب الذي دعا إليه توكل كرمان فيما نظم جنود وأعضاء مسلحون من مؤتمر الشعب العام، والعديد من المتظاهرين مسيرة مؤيدة للحكومة في صنعاء.
في “جمعة الغضب” في 18 فبراير شارك عشرات الآلاف من اليمنيين، في مظاهرات مناهضة للحكومة في تعز وصنعاء وعدن. في “جمعة اللاعودة” يوم 11 مارس دعا المتظاهرون إلى الإطاحة بصالح في صنعاء، حيث قتل ثلاثة أشخاص وخرج المزيد من الاحتجاجات في مدن أخرى بينها المكلا قتل فيها شخص. في 18 مارس تم إطلاق النار على المتظاهرين في صنعاء، مما أدى إلى مقتل 52 شخصاً وبلغت ذروتها في نهاية المطاف في الانشقاقات الجماعية والاستقالات.
بدءاً من أواخر أبريل وافق صالح على صفقة بوساطة مجلس التعاون الخليجي، فقط للتراجع قبل ساعات من التوقيع المقرر ثلاث مرات. بعد المرة الثالثة في 22 مايو، أعلن مجلس التعاون الخليجي أنه يعلق جهود الوساطة في اليمن، وفي 23 مايو بعد يوم من رفض صالح التوقيع على الاتفاق الانتقالي، أعلن الشيخ صادق الأحمر رئيس اتحاد قبائل حاشد إحدى أقوى القبائل في البلاد، دعم المعارضة ودخول أنصاره المسلحين الصراع مع قوات الأمن الموالية في العاصمة صنعاء.
تلا ذلك قتال عنيف في الشوارع شمل قصف مدفعي وقذائف هاون. لقد أصيب صالح وعدة أشخاص آخرين وقتل خمسة أشخاص على الأقل في قصف 3 يونيو، للمجمع الرئاسي عندما وقع انفجار في مسجد يستخدمه مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى لأداء الصلاة.
كما تضاربت التقارير حول ما إذا كان الهجوم ناتجاً عن قصف أو قنبلة مزروعة، وفي اليوم التالي تولى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي منصب الرئيس بالنيابة، بينما سافر صالح إلى المملكة العربية السعودية للعلاج. احتفلت الجماهير بانتقال صالح للسلطة لكن المسؤولين اليمنيين أصروا، على أن غياب صالح مؤقت وسيعود قريباً إلى اليمن لاستئناف مهام منصبه.

أحداث ثورة 11 فبراير:

في أوائل يوليو رفضت الحكومة مطالب المعارضة بما في ذلك تشكيل مجلس انتقالي بهدف نقل السلطة رسمياً من الإدارة الحالية، إلى حكومة تصريف أعمال تهدف إلى الإشراف على أول انتخابات ديمقراطية في اليمن. لذلك رداً على ذلك أعلنت فصائل المعارضة عن تشكيل مجلس انتقالي خاص بها، مؤلف من 17 عضو في 16 يوليو على الرغم من أن أحزاب اللقاء المشترك التي عملت كمظلة للعديد من جماعات المعارضة اليمنية، خلال الانتفاضة قالت إن المجلس لا يمثلها ولم تتطابق مع “خطتهم” للبلد.
في 23 نوفمبر وقع صالح اتفاقية نقل السلطة بوساطة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، التي بموجبها سينقل سلطته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي في غضون 30 يوم، ويترك منصبه كرئيس بحلول فبراير سنة 2012 مقابل الحصانة من الملاحقة القضائية.
على الرغم من قبول اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي، من قبل أحزاب اللقاء المشترك فقد رفضها العديد من المحتجين والحوثيين. لقد أجريت انتخابات رئاسية في اليمن في 21 فبراير سنة 2012، مع خوض هادي دون معارضة. يزعم تقرير أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 65٪، وحصل هادي على 99.8٪ من الأصوات.
لقد أدى هادي اليمين الدستورية في البرلمان اليمني في 25 فبراير 2012، وعاد صالح إلى المنزل في نفس اليوم لحضور حفل تنصيب هادي، وبعد شهور من الاحتجاجات استقال صالح من الرئاسة ونقل السلطة رسمياً إلى خليفته إيذاناً بنهاية حكمه الذي دام 33 عام.

المصدر: أوهام الربيع العربي وكوارثه التى لا تحصى، الدكتور سالم حميدالسياسات العامة لرتق النسيج الاجتماعي اليمني، أبو تيسير الهمدانيعاصفة الحزم، هادي محمد صالحفي اعقاب الثورة المصرية، عبد الرحمن رافي


شارك المقالة: