عصبة الأمم كانت أول منظمة حكومية دولية في العالم، كانت مهمتها الأساسية الحفاظ على السلام العالمي. ونشأت في 10 يناير 1920 بعد مؤتمر باريس للسلام، الذي قام بإنهاء الحرب العالمية الأولى. وفي عام 1919، فاز الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون بجائزة نوبل للسلام لدوره كمهندس رائد في الدوري.
خلفية عصبة الأمم:
تم اقتراح مفهوم المجتمع السلمي للأمم منذ عام 1795، عندما أوضح إيمانويل كنت فكرة وجود عصبة من الدول للسيطرة على الصراع وتعزيز السلام بين الدول. فقد جادل كنت في تأسيس مجتمع عالمي مسالم ليس بمعنى حكومة عالمية، لكن على أمل أن تعلن كل دولة نفسها دولة حرة تحترم مواطنيها، أيضاً ترحب بالزوار الأجانب كزملاء عاقلين، بالتالي تعزيز المجتمع السلمي في جميع أنحاء العالم.
أهداف عصبة الأمم:
كانت الأهداف الرئيسية للمنظمة كما جاء في ميثاقها، هي منع الحروب من خلال الأمن الجماعي ونزع السلاح، أيضاً تسوية النزاعات الدولية من خلال التفاوض والتحكيم. وشملت القضايا الأخرى في هذه المعاهدة والمعاهدات ذات الصلة، ظروف العمل والمعاملة المنصفة للسكان الأصليين، أيضاً الإتجار بالبشر والمخدرات وتجارة الأسلحة والصحة العالمية وأسرى الحرب وحماية الأقليات في أوروبا.
وتم التوقيع على ميثاق عصبة الأمم سنة 1919 كجزء من معاهدة فرساي، ودخلت حيز التنفيذ مع بقية المعاهدة في سنة 1920. ولقد عقد الاجتماع الأول لمجلس العصبة في 16 يناير سنة 1920، وعقد الاجتماع الأول للعصبة في 15 نوفمبر 1920.
ولقد نشأ التعاون الدولي لتعزيز الأمن الجماعي في حزب أوروبا، الذي تطور بعد الحروب النابليونية في القرن الـ 19، في محاولة للحفاظ على الوضع الراهن بين الدول الأوروبية وبالتالي تجنب الحرب، فقد شهدت هذه الفترة أيضاً تطور القانون الدولي، حيث وضعت اتفاقيات جنييف الأولى قوانين، تتعامل مع الإغاثة الإنسانية في زمن الحرب، واتفاقيات لاهاي الدولية لعام 1899 و 1907، التي تحكم قواعد الحرب والتسوية السلمية للنزاعات الدولية.
كما أشار المؤرخان ويليام هاربو ورونالد باواسكي، كان ثيودور روزفلت أول رئيس أمريكي يتصل بدوري دولي. عندما وافق على جائزة نوبل، حيث قال روزفلت: سوف تكون ضربة قوية إذا كانت تلك القوى العظمى عازمة على السلام شكّلت بالفعل عصبة سلام.
تأسيس عصبة الأمم:
في مؤتمر باريس للسلام سنة 1919، قدم كل من ويلسون وسيسيل وسموتس مسودات مقترحاتهم. وبعد مفاوضات مطولة بين المندوبين، فقد تم إنتاج مسودة هيرست ميللر أخيراً كأساس للعهد، بعد مزيد من المفاوضات والحلول الوسط، لقد وافق المندوبون على اقتراح إنشاء عصبة الأمم في 25 يناير 1919.
وتمَّت صياغة العهد النهائي لعصبة الأمم من قبل لجنة خاصة، وأنشئت العصبة وفقاً للجزء الأول من معاهدة فرساي. في 28 حزيران 1919 وقعت 44 دولة على العهد، بما في ذلك 31 دولة شاركت في الحرب إلى جانب الوفاق الثلاثي أو انضمت إليه أثناء الصراع.
ودعا المدافعون عن حقوق المرأة الفرنسية النسويات العالميات، للمشاركة في مؤتمر مواز لمؤتمر باريس على أمل أن يحصلوا على إذن للمشاركة في المؤتمر الرسمي. فقد طلب مؤتمر النساء المتحالفات معاً، السماح له بتقديم اقتراحات لمفاوضات السلام واللجان، حيث تم منحه الحق في المشاركة في اللجان، التي تتناول على وجه التحديد النساء والأطفال. وعلى الرغم من أنهم طلبوا حق الانتخاب والحماية القانونية الكاملة، بموجب القانون على قدم المساواة مع الرجال، حيث تم تجاهل هذه الحقوق. وفازت المرأة بالحق في العمل بجميع القدرات، بما في ذلك كموظفات أو مندوبات في منظمة عصبة الأمم.
كما فازوا بإعلان مفاده أن الدول الأعضاء يجب أن تمنع الاتجار بالنساء والأطفال، أيضاً يجب أن تدعم على قدم المساواة الظروف الإنسانية للأطفال والنساء والرجال العاملين. وفي مؤتمر زيورخ للسلام الذي عقد في الفترة من 17 إلى 19 مايو 1919، حيث أدانت نساء منظمة (WILPF) بنود معاهدة فرساي على حد سواء لتدابيرها العقابية، كذلك فشلها في النص على إدانة العنف واستبعاد النساء من المدنية والمشاركة السياسية. وعند قراء ة القواعد الإجرائية لعصبة الأمم، اكتشفت كاترين مارشال وهي بريطانية من حقوق الاقتراع، أن المبادئ التوجيهية كانت غير ديمقراطية تماماً وتم تعديلها بناءً على اقتراحها.
أعضاء عصبة الأمم:
تتكوَّن العصبة من جمعية عامة تمثل جميع الدول الأعضاء، ومجلس تنفيذي بعضوية تقتصر على السلطات الكبرى وأمانة دائمة. وكان من المتوقع أن تحترم الدول الأعضاء، أيضاً تحافظ على السلامة الإقليمية للأعضاء الآخرين، بالإضافة أن تحميها من العدوان الخارجي ونزع سلاحها، إلى أدنى نقطة تتوافق مع السلامة المحلية. وكان على جميع الدول تقديم شكاوى للتحكيم أو التحقيق القضائي قبل خوض الحرب. ولذلك سينشئ المجلس التنفيذي محكمة دائمة للعدل الدولي لإصدار أحكام بشأن المنازعات.