ما هي عملية الموساد في طرابلس؟

اقرأ في هذا المقال


معلوم أن إسرائيل تخفي ما تقوم به من أحداث أمنية على أراضي الغير لتعود بعد عشرين أو ثلاثين عاماً، وتنشر معلومات بعد انقضاء الوقت عليها ولكن ما الذي يمنع الموساد من الحديث، حول عملية الموساد الفاشلة في طرابلس بعد خمسة وأربعين سنة من حدوثها.
لقد ألمح رونين بيرغمان المقرب من جهاز الأمن الإسرائيلي إلى العملية وذكرها في كتابه الجديد “اقتل أولاً” خلال حديثه مع مجلس الأمن العاشر مدير الموساد مئير دغان الذي قال: لو قتل جندياً في جنين فستكون كارثة مروعة على أسرته إنها نهاية حياتهم. لكن هذه ليست كارثة كبيرة لدولة إسرائيل إذا تم أسر عملاء الموساد في أراضي العدو، فهذه كارثة كبيرة وتقع مباشرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي.

مفهوم عملية الموساد في طرابلس:

وهي عملية استهدفت اغتيال الرئيس سعيد السبع في مدينة طرابلس لبنان منتصف سنة 1973، حيث كان محكوماً عليها بالفشل بعد أن اشتبه سعيد السبع بفرد ألماني يقطن عند بيته، فكلف عدداً من الفدائيين بمتابعته واتضح أنه كان يزور مكان رينوار للتصوير في شارع عزمي وسط طرابلس، وعند الاستفسار من صاحب المحل اتضح أن لديه مظروفاً يحتوي على صور لجميع أقسام منزل سعيد السبعة، لذلك تم إبلاغ الأجهزة الأمنية اللبنانية التي لم تحرك ساكناً.
لقد أدى ذلك إلى هروب فريق الموساد من مدينة طرابلس إلى إسرائيل ومن هناك إلى النرويج لتصفية أحمد بوشيقي، بينما بقي عضو فريق الموساد أولريش لوسبرغ (حجاي حدس) في طرابلس، لاختطاف نفسه ويحاول اتهام سعيد السباع بالاختطاف في محاولة من جهاز الموساد، لتلفيق اشتباك في شمال لبنان بين المقاومة الفلسطينية والحكومة اللبنانية.
إن محاولة اغتيال سعيد السبع هي جزء من عملية غضب الله، وهو الاسم الذي أطلقته غولدا مئير في ذلك الوقت لاستهداف قادة العمل الوطني الفلسطيني، حيث جاءت هذه العملية بعد عملية فردان الشهيرة التي شارك فيها ثلاثة من وقتل قادة فلسطينيون في بيروت.

أسباب عملية الموساد في طرابلس:

بعد مقتل أبو علي إياد والقضاء على وجود الفدائيين في الأردن، بدأت جماهير الفدائيين الفلسطينيين في الانتقال إلى القواعد العسكرية، التي أقيمت سنة 1969 في جنوب لبنان بعد توقيع اتفاق القاهرة. في سنة 1972 مع تصفية عدد من القيادات الفلسطينية في لبنان اغتيل غسان كنفاني في بيروت، وبعد أسبوعين انفجر طرد إسرائيلي بأيدي بسام أبو شريف وتعرض سعيد السبع وزوجته لقتل حادث سير مدبر، أثناء عودته من بيروت إلى طرابلس مساء 25 أكتوبر 1972 وغادر بأعجوبة، هذا الحادث بعد كسر ضلوعه واتضحت بصمات جهاز الموساد في هذا الحادث.
لكن بدون أي دليل ملموس يذكر أنه عندما ينفذ فريق كيدون الإسرائيلي معظم عملياته، تبدو العملية وكأنها حادث أو موت طبيعي. ولم تكن هذه العملية هي الأولى إذ تعرضت لمحاولة سابقة لاغتياله، عندما كان ممثلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر في النصف الأول.
منذ سنة 1966، انتقل بعد ذلك إلى الخرطوم وهناك كان تحت متابعة مستمرة من قبل فريق كيدون في الموساد بقيادة مايك هراري، وحملته إسرائيل مسؤولية اختطاف الجندي الإسرائيلي الأول شومويل روزين فايزر الذي نسق مع ابن عمه أبو علي إياد، إلى جانب عمليات أخرى من جنوب لبنان ومرتفعات الجولان.

عملية الموساد في طرابلس:

بعد أن نفذت إسرائيل عملية فردان قتل فيها 3 من قادة المقاومة الفلسطينية، أبو يوسف النجار كمال عدوان كمال ناصر، جميعهم أعضاء في فريق كيدون المخصص للعمليات الخارجية والاغتيالات، لاستكمال استهداف قادة الفدائيين الفلسطينيين في شمال لبنان، حيث أقيمت الشبكة في شارع الثقافة حيث يسكن سعيد السبع.
لقد كان على رأس الفرقة تسفي زامير مدير جهاز الموساد إضافة إلى مدير وحدة كيدون مايك هراري، منتحلاً صفة القس روبرت مالاوي الذي تبين انه مطرود من السودان لاسباب سياسية، حسب ما أفاد سعيد السبع للصحفي في مجلة الحوادث إبراهيم عوض.
لكن أكثر ما أثار الشبهات هو تحركات الألماني أولريش لوسبرغ الذي كان يزور مدينة طرابلس منذ بداية فبراير 1973، ثم انتقل بعد ذلك إلى شقة خطيبته اللبنانية جميلة معتوق مقابل شقة سعيد مباشرة بعد عملية فردان. لقد لاحظ أبو باسل أن الألماني أولريش لوسبرغ غالباً ما كان يقف على شرفة منزل خطيبته، محاولاً التقاط صور لشقة السبعة لذلك كلف عدداً من مقاتليه الفلسطينيين بمراقبة لوسبرغ الألماني.


شارك المقالة: