ما هي عملية رافيف؟

اقرأ في هذا المقال


كانت عملية الزعفرانة البارزة بمسمى 10 ساعات الحرب، وهو الهجوم التي قامت إسرائيل بشنه على سواحل البحر الأحمر في مصر أثناء حرب الاستنزاف وهذا يعني عملية الرش. لقد كان رافيف الذي وقع في 9 سبتمبر 1969 الهجوم البري الوحيد، للجيش الإسرائيلي ضد مصر طوال الحرب. لقد شهدت العملية تستر القوات الإسرائيلية على شكل القوات المصرية، واستخدام المدرعات العربية التي تم الاستيلاء عليها خلال حرب سنة 1967 في هذه العملية.

خلفية عملية رافيف:

مع اندلاع حرب الاستنزاف على مدى قناة السويس في صيف سنة 1969، وتحديداً في شهر مارس اضطر الجيش الإسرائيلي للتعامل مع ميزة التفوق العددي والمدفعي للجيش المصري، بدأ الجيش الإسرائيلي في اتخاذ إجراءات هجومية على مدى طريق قناة السويس وداخل العمق المصري، من خلال شن سلسلة من الضربات الجوية استهدفت إسرائيل من خلالها نقل القتال إلى الأراضي المصرية؛ لكسب تفوق جوي لإجبار المصريين على تقسيم قواتهم وإلحاق خسائر تكتيكية ومعنوية.
في عملية بوكسر كثف الجيش الإسرائيلي من استخدام القدرات الهجومية القوية لسلاحه الجوي، التي استعملتها كمدفعية طائرة بالإضافة إلى استخدام قدرات شيتيت 13، في غارات الجزيرة الخضراء والأدبية، لكن هذه العمليات كانت تحت تهديد التحسين المستمر في قدرات الدفاع الجوي المصرية، مما قلل من حرية الحركة للقوات الجوية الإسرائيلية.
علاوة على ذلك فإن الطبيعة الجامدة للحرب لم تشمل جميع قدرات إسرائيل، بما في ذلك فشلها في استخدام قواتها البرية المتفوقة ديناميكياً، لذلك اعتمدت إسرائيل على سياسة وصفت بالتصعيد المؤقت لوقف التصعيد بشكل كامل، وعلى هذه الخلفية بدأ سلاح المدرعات والبحرية الإسرائيلية في البحث عن حل يقوم على إنزال قوة مدرعة جنوب السويس على ساحل البحر الأحمر، بحيث تنتقل المعركة إلى الجانب المصري، إن الأمر الذي سيجذب القوات المصرية من منطقة قناة السويس جنوباً، وفي ذلك الوقت ستقصف إسرائيل الدفاعات الجوية على طول الجناح المصري المكشوف.
لقد قامت قيادة الجيش الإسرائيلي بالاستناد على عنصر المفاجأة والتفوق الجوي، الذي تميزت به للشروع في هذه العملية إضافة إلى عنصر الخداع. خلال حرب سنة 1967 سيطر الجيش الإسرائيلي على كمية كبيرة من الغنائم، بما في ذلك عدد كبير من الدبابات وناقلات الجند المدرعة، بما في ذلك دبابات T-55 المعدلة للاستخدام في الجيش الإسرائيلي باسم “تيران 5” وناقلات الجنود المدرعة PTR-50. لقد تم استخدام هذه المعدات في عملية الخداع، بحيث افترض من رآها أنها قوات مصفحة مصرية.

أهداف عملية رافيف وطرق تنفيذها:

  • غارة برمائية في الليل على ساحل خليج السويس.
  • تتحرك نهاراً على طول الطريق الساحلي من الشمال إلى الجنوب.
  • استهداف قوات الجيش المصري في المنطقة (آليات مشاة ومدرعات ومنشآت).
  • إجلاء سريع للقوات بعد العملية.

أثناء تنفيذ العملية تم التأكيد على حقيقة أن معظم العملية، ستستند إلى استخدام القوة المدرعة وتجنب الخسائر والإصابات غير الضرورية بين القوات المتقدمة، هذا هو إطلاق النار من مسافة بعيدة، وكذلك حظر خروج الأفراد من المركبات المدرعة.
لذلك أثناء عرض خطط العملية على رئيس الأركان الإسرائيلي في 4 سبتمبر تمت صياغة رأي نهائي بأن جوهر العملية سيكون على أساس القوة المدرعة، خاصة وأن رئيس الأركان كان يعتقد أن الخطر الرئيسي خلال ووقعت الغارة على القوات المصرية في المنطقة، كما صدرت تعليمات لجنود المشاة المشاركين بالتحرك خلف الدبابات والمساعدة في القضاء على المشاكل والتهديدات، التي لا يمكن أن تواجهها القوات المدرعة مثل: جنود المشاة المصريين على مسافة قريبة جداً من القوة المدرعة.

تخطيط عملية رافيف:

جاء التخطيط للعملية في إطار عمل مشترك بين سلاح المدرعات، بقيادة اللواء أفراهام أدان (باران) والبحرية بقيادة الأدميرال أفراهام بوتسر. لقد تم تشكيل فرقة عمل مخصصة للغارة، مكونة من قوات لوحدات مختلفة. لقد عين العقيد أوري بار أون قائد اللواء 875، وقائد العملية المقدم باروخ هاريل (بينكو) نائب قائد اللواء الثامن، قائداً للواء 14 الذي وضع خطة العملية، بالإضافة إلى ذلك فقد عُين الرائد شلومو بوم قائد الفصيلة السابعة نائباً له، أيضاً تم تكليف جاكوب لابيدوت بمهمة قيادة قوة الدبابات المشاركة في العملية، وتدربت القوة لمدة 6 أسابيع تقريباً استعداداً للعملية.
في الأسبوع الذي سبق العملية تم دفع الدبابات وناقلات الجند المدرعة في الظلام؛ لتجنب اكتشافها إلى نقطة البداية في رأس سدر، حيث اختفت العلامات والطلاء الأصفر الرملي للدبابات المصرية، كشكل من أشكال الخداع العسكري. كما تم تجهيز الدبابات بالذخيرة اللازمة والوقود الاحتياطي، حيث تم تشغيل الدبابات من قبل طواقم من مدرسة مدرعات جيش الدفاع الإسرائيلي، وكان كل دبابة يقودها ضابط. لقد تم تزويد القوة بجنود مشاة من سرية الاستطلاع التابعة للواء المدرعات السابع، كما تم تعزيزها بجنود يتحدثون العربية من سيرت ماتكال.


شارك المقالة: