ما هي نظرية التحديد؟

اقرأ في هذا المقال


نظرية التحديد: هي نظرية تتحدث عن دور الحرب في تأليف الدولة وتماسكها في الأنثروبولوجيا السياسية التي قام بإنشائها عالم الأنثروبولوجيا روبرت إل كارنيرو، حيث كلما كانت الدولة أكثر تحديداً زادت سرعة توحيدها سياسياً.

لمحة عن نظرية التحديد:

تبدأ النظرية بالعديد من الافتراضات، فأحياناً ما تشتت الحرب الناس بدلاً من توحيدهم، حيث يجري التحديد للدولة عندما تكون المناطق المنتجة محاطة بمنطقة أقل إنتاجية مثل: الجبال أو الصحراء أو البحر، إذا لم تكن هناك قيود فيمكن للخاسرين في الحرب أن يهاجروا من المنطقة ويستقروا في مكان آخر، أما إذا كانت هناك قيود فإن الخاسرين في الحرب يضطرون إلى الخضوع للغزاة؛ لأن الهجرة ليست خياراً وكافة السكان من المنطقة المحتلة والغزاة متحدون.

وحدث التطور الأولي للدولة في 6 ولايات أصلية: وادي النيل، البيرو، أمريكا الوسطى، وادي النهر الأصفر في الصين، وادي نهر السند وبلاد ما بين النهرين؛ حيث حدث تطور الدولة الثانوية في الولايات التي تطورت من الاتصال بالدول القائمة بالفعل وحدث تطور الحالة الأولية في المناطق المحددة.

فالافتراضات في ظل بعض الفرضيات هو أن التنسيق الاجتماعي والإكراه الضروري لتحقيق هذه الغاية كان نتيجة حرب لم يتمكن السكان المهزومون فيها من التفرق؛ حيث يعتبر التنسيق القسري اللازم لزيادة فائض الإنتاج عاملاً سببياً في أصول الدولة.

ولقد تم تطبيق النظرية منذ ذلك الحين على العديد من السياقات الأخرى، حيث إنه يمكن تطبيقها بشكل عالمي، ومنذ ذلك الحين تم الاعتبار بأن التركيز السكاني يمكن أن يكون بمثابة قوة دافعة منخفضة المستوى للصراع القبلي، بالإضافة إلى ضرورات الغزو فقد كان السبب الأكثر أهمية لإنشاء مشيخات، وهو صعود قادة الحرب الذين يستخدمون مواليهم العسكريين للسيطرة على مجموعة من القرى ويصبحون زعماء كبار.

نقد نظرية التحديد:

لقد تعرضت نظرية التحديد لانتقادات شديدة من قِبل “المدرسة المبكرة للحكومة” الهولندية التي ظهرت في السبعينيات، حيث إنّ هناك أيضاً حالات فاشلة من الدول المحددة والثقافات العنيفة التي فشلت في تطوير البلدان النامية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تأليف العديد من الولايات المبكرة في شرق إفريقيا وسريلانكا وبولينيزيا لا يتناسق بسهولة مع نظرية التحديد، ثم طوّرت نموذج تفاعل معقد لشرح تأليف الدولة المبكر ويوجد العديد من العوامل التي تتماشى معها، مثل: البيئة والهياكل الاجتماعية والديموغرافية والظروف الاقتصادية والصراعات والإيديولوجية بطرق تفضل تنظيم الدولة.


شارك المقالة: