الفحص الكيميائي لتحليل البول

اقرأ في هذا المقال


البول: هو عبارة عن النفايات السائلة الناتجة عن الكليتين، وهو سائل شفاف له لون كهرماني عادة. يتراوح متوسط كمية البول التي تفرز خلال 24 ساعة بين 5 إلى 8 أكواب.

فحص البول:

يتم إجراء الفحص الكيميائي للبول بشكل شائع، باستخدام شرائط الاختبار المُعدّة تجارياً. هذه الشرائط عبارة عن شرائط بلاستيكية رفيعة تحمل كواشف اختبار، مُرتبة على التوالي. عندما يتم غمس شريط لفترة قصيرة، تمتص كواشف الاختبار البول وتتفاعل لتحديد نوع المواد الموجودة في عينة البول.

ما هو الفحص الكيميائي للبول؟

الاختبارات الكيميائية التي قد يتم إجراؤها بشكل متكرر باستخدام شرائط اختبار الكواشف هي:

  • الثقل النوعي (specific gravity).
  • الرقم الهيدروجيني (pH).
  • بروتين (protein).
  • جلوكوز(glucose).
  • الكيتون (ketones).
  • دم (blood).
  • الكريات البيض استريز (leukocyte esterase).
  • النتريت (nitrite).
  • البيلروبين (bilirubin).
  • يوروبيلينوجين (urobilinogen).

أولاً: الثقل النوعي (specific gravity)

الثقل النوعي: هو في الواقع خاصية فيزيائية للبول تُعتبر مقياس لتركيز البول. ومع ذلك، يُمكن تحديد هذه الخاصية الفيزيائية باستخدام اختبار كيميائي.

هذا الاختبار يُشير ببساطة إلى مدى تركيز البول. نتائج اختبار الثقل النوعي (SG) هي مقارنة بين كمية المواد الكيميائية الذائبة في البول مقارنة مع المياه النقية. إذا لم تكن هناك مواد مذابة في البول، فإن تركيز البول سيكون 1000، وهو نفس تركيز الماء النقي.

من المستحيل أن يكون تركيز البول 1.000، إلا إذا كان الشخص يشرب كميات هائلة من الماء أو يتلقّى كميات كبيرة من الماء في الوريد (IV)، يُمكن أن تكون كثافة البول مُنخفضة حتى 1.002. وتُشير قراءة هذه النتيجة 1.035 إلى البول المركّز، عندما يكون هناك الكثير من المواد الكيميائية الذائبة في كمية محدودة من الماء.

تُساعد معرفة تركيز البول على تقرير ما إذا كانت عينة البول التي يقومون بتقييمها هي الأفضل لكشف مادة مُعينة. على سبيل المثال، إذا كانوا يبحثون عن كميات صغيرة جداً من البروتين، فستكون عينة البول المُركّزة هي أفضل عينة.

ثانياً: الرقم الهيدروجيني (pH)

ليس اختباراً مفيداً جداً، ونادراً ما يلعب دور مهم في التشخيص أو العلاج. كما هو الحال مع الثقل النوعي، لا توجد قيم الأس الهيدروجيني “غير الطبيعية”. تلعب الكليتان دوراً مهماً في الحفاظ على توازن الحمض في الجسم. لذلك، فإنّ أيّ حالة تُنتِج الأحماض أو القواعد في الجسم، سوف تُؤثّر بشكل مباشر على درجة حموضة البول.

يُمكن تعديل درجة حموضة البول من خلال النظام الغذائي. اتباع نظام غذائي عالي البروتين سوف يجعل البول أكثر حامضية. في المقابل، فإنّ اتباع نظام غذائي نباتي، أو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، أو تناول ثمار الحمضيات سيجعل البول أكثر قلوية.

بعض المواد الذائبة في البول سوف تترسب لتُشكّل بلورات، إذا كان الرقم الهيدروجيني مناسباً. إذا تشكّلت هذه البلورة أثناء إنتاج البول في الكلى، فقد يتطوّر حصى الكلى. عن طريق تعديل درجة الحموضة البولية من خلال النظام الغذائي أو الأدوية، يُمكن تقليل تشكيل هذه البلورات أو القضاء عليها.

ثالثاً: البروتين

عادةً، كمية البروتين (وخاصة الألبومين) في البول غير قابلة للكشف. عندما يكون بروتين البول مرتفعاً، لديك حالة تسمّى بروتينية (بروتين في البول)، هذا يُمكن أن يكون علامة مُبكّرة لمرض الكلى. تشمل الحالات الأخرى التي يُمكن أن تنتج أيضاً بروتينية:

  • الاضطرابات التي تنتج كميات كبيرة من البروتينات في الدم، مثل المايلوما المتعددة.
  • الظروف التي تدمّر خلايا الدم الحمراء.
  • التهاب أو ورم خبيث أو إصابة المسالك البولية (على سبيل المثال المثانة أو البروستاتا أو مجرى البول).
  • إفرازات مهبليّة تدخل في البول.

رابعاً: الجلوكوز

الجلوكوز عادة غير موجود في البول. عندما يكون الجلوكوز موجوداً في البول، فإنّ الحالة تُسمّى جلوكوزيوريا (سكر في البول). ينتج عن:

  • تركيز الجلوكوز المُرتفع بشكل مُفرط في الدم (على سبيل المثال، عندما لا يتم علاج الأفراد المُصابين بـمرض السكري بـ الأنسولين بشكل مناسب).
  • مشكلة في الكلى حيث تتقلّص القدرة على امتصاص الجلوكوز.

بعض الأسباب الأخرى لداء السكر في البول تشمل الاضطرابات الهرمونية وأمراض الكبد والعقاقير والحمل. في حالة حدوث جلوكوز يوريا، سوف تحتاج إلى فحص الدم وفحص البول لتحديد السبب.

خامساً: الكيتون

الكيتونات هي منتجات وسيطة لاستقلاب الدهون. يحدث هذا عندما لا يتناول الشخص ما يكفي من الكربوهيدرات (على سبيل المثال، في حالات الجوع أو النظام الغذائي الغني بالبروتين)، أو عندما يأكل الشخص ما يكفي من الكربوهيدرات ولكن جسمه لا يستطيع استخدامها بشكل صحيح (على سبيل المثال، إذا كان لديه مرض السكري). في هذه المرحلة، يستخدم الجسم الدهون (بدلاً من الكربوهيدرات) للحصول على الطاقة التي يحتاجها للحفاظ على أداء وظيفته.

الكيتونات في البول تُعطي مؤشراً مُبكّراً على عدم كفاية الأنسولين لدى الشخص المُصاب بالسكري. يُمكن للتمرينات الشديدة والتعرّض للبرد وفقدان الكربوهيدرات (كما هو الحال في القيء المتكرر) أيضاً زيادة التمثيل الغذائي للدهون، ممّا يُؤدي إلى إنتاج الكيتون.

سادساً: الدم (الهيموغلوبين)

يستخدم هذا الاختبار للكشف عن الهيموغلوبين من خلايا الدم الحمراء (RBCs) في البول. عادة ما يُؤدي العدد القليل من خلايا الدم الحمراء الموجودة في البول إلى إجراء نتائج فحص سلبية. ومع ذلك، عندما يزيد عدد خلايا الدم الحمراء، فإنّه يكوّن نتيجة فحص إيجابية.

حتى الزيادات الطفيفة في كمية خلايا الدم الحمراء في البول تُعتبر كبيرة. ويُمكن أن تسبب العديد من الأمراض التي تُصيب الكلى والمسالك البولية، وكذلك الصدمة أو الأدوية أو التدخين أو التمارين الرياضية الشاقة، بيلة دموية (خلايا الدم الحمراء في البول) أو (هيموغلوبين في البول).

لا يمكن لهذا الفحص أن يحدد شدة المرض (بمعنى آخر، فإنّ ارتفاع كمية الدم في البول لا يعني أن المرض أكثر تقدماً، ولا يعني انخفاض كمية الدم في البول أن المرض أقل تقدماً). لا يمكن لهذا الفحص أيضاً تحديد مصدر الدم. على سبيل المثال، لا يمكن تمييز تلوث البول بالدم الناجم عن البواسير أو النزيف المهبلي عن نزيف في المسالك البولية. هذا هو السبب في أنه من المهم جمع عينة من البول بشكل صحيح، وللنساء أن يخبرن الطبيب إذا ما كن حائض في الوقت الذي طلبن فيه جمع عينة من البول.

أحياناً يكون إجراء اختبار كيميائي للدم في البول سالباً، لكن الفحص المجهري يظهر زيادة في أعداد خلايا الدم الحمراء. عندما يحدث ذلك، يقوم المختبر باختبار العينة الخاصة بحمض الأسكوربيك (فيتامين C)، لأن فيتامين C يُمكن أن يتداخل مع دقة نتائج الفحص.

سابعاً: الكريات البيض إستريز

الكريات البيض إستريز هو إنزيم موجود في معظم خلايا الدم البيضاء (WBCs). عادة، توجد بعض خلايا الدم البيضاء في البول وهذا الاختبار سلبي. عندما يزيد عدد كرات الدم البيضاء في البول بشكل ملحوظ، سيصبح اختبار الفحص هذا إيجابياً.

عندما يكون عدد كرات الدم البيضاء في البول مرتفعاً، فهذا يعني أن هناك التهاباً في مكان ما في الجهاز البولي أو الكليتين. كما هو الحال مع فحص الدم، من المُهم جمع عينات البول بشكل صحيح لمنع التلوّث بالإفرازات المهبلية التي يُمكن أن تحتوي على خلايا الدم البيضاء. السبب الأكثر شيوعاً للـ WBCs في البول هو العدوى البكتيرية. على سبيل المثال، التهاب المثانة.

ثامناً: النتريت

يُمكن لهذا الفحص تحديد العديد من التهابات المسالك البولية. تستطيع البكتيريا تحويل النترات في الجسم إلى النتريت. ومع ذلك، يُمكن أن يكون لديك التهاب المسالك البولية على الرغم من اختبار النتريت السلبية. هذا لأنه ليس كل البكتيريا قادرة على تحويل النترات إلى النتريت.

تاسعاً: البيلروبين

البيليروبين غير موجود في بول الأشخاص الطبيعيين والأصحاء. بدلاً من ذلك، البيليروبين يتشكّل في الكبد. يصنع الكبد البيليروبين باستخدام الهيموغلوبين من خلايا الدم الحمراء القديمة التي يتم إزالتها من الدورة الدموية، ثم يتم معالجة البيليروبين بواسطة الأمعاء.

ومع ذلك، في بعض أمراض الكبد، مثل انسداد القنوات الصفراوية أو التهاب الكبد، يتدفّق البيليروبين المترافق إلى مجرى الدم ويُفرَز في البول. يُعَدّ وجود البيليروبين في البول مُؤشراً مُبكّراً على أمراض الكبد ويُمكن أن يحدث قبل أيّ أعراض سريرية أُخرى. يُمكن اكتشافه حتى قبل أن يتطوّر اليرقان، اليرقان هي حالة مرضية تُسبب اللون الأصفر للبشرة.

عاشراً: يوروبيلينوجين

يوروبيلينوجين موجود عادة في البول بتركيزات مُنخفضة. تتشكّل في الأمعاء من البيليروبين، ويتم امتصاص جزء منه مرة أخرى في مجرى الدم. يُساعد هذا الاختبار في تحديد أمراض الكبد، وكذلك الحالات المرتبطة بزيادة تدمير خلايا الدم الحمراء. عندما يكون اليوروبيلينوجين غنياً بالبول، فإنّ ذلك قد يعني أن لديك حالة تنهار فيها خلايا الدم الحمراء وتُطلق الهيموغلوبين أو مرض الكبد مثل التهاب الكبد وتليّف الكبد. عندما يكون يوروبيلينوجين في البول مُنخفضاً أو غائباً، فقد يعني ذلك انسداداً كبدياً أو صفراوياً.


شارك المقالة: