من هو الرازي؟
هو مُبشر بن أحمد بن علي بن أحمد بن عمرو المُلقب بالبرهان، يُكنى بأبو الرشيد الحاسب، كان عالماً رياضيّاً وأديباً وفيلسوفاً وفلكيّاً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية، إلى جانب ذلك فقد كانت له العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية.
كان أبو الرشيد رازي الأصل بغدادي المولد والدار، حيث ولد في حوالي عام” 530″ للهجرة في مدينة بغداد التي عاش فيها مُعظم حياته، كما أنّ أولى دراساته الإبتدائية كانت في مسقط رأسه، إضافةً إلى أنّه كان ابناً لواحدة من الأسر التي اشتهرت بعلمها ومعرفتها، كما أنّه نشأ في جوٍ علمي مُهيئ للدراسة والعمل، حيث يُقال أنّ الرازي بدأ في ممارسة دراساته في سنٍ مُبكرة.
كان أبوالرشيد الرازي واحداً من أهم العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة بغداد بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب النقلة النوعية الكبيرة التي أحدثها في علوم الرياضيات ومجاله خاصةً أنّه اعتمد في دراساته واكتشافاته على مبدأ التجربة والتنفيذ؛ لإيمانه أنّ مثل هذه العلوم تحتاج إلى الدقة والأمانة في نتائجها.
تمكّن أبو الرشيد الرازي من تقديم عدداً من الإسهامات والإكتشافات في علوم الرياضيات بالتحديد، والتي كان قد بدأ فيها في سنٍ مبكرة، كما أنّه تمكّن من تحقيق نجاحاً باهراً في ذلك العلم إلى جانب براعته وأبداعه فيما توصل إليه من إكتشافات؛ الأمر الذي جعله يحظى بمكانةٍ عريقة في زمانه وبعد وفاته.
هذا وقد اختص الرازي في دراساته وأبحاثه في علوم الرياضيات على تقديم كل ما يتعلّق بعلم الحساب والجبر والعدد والهندسة، إضافةً إلى دراساته حول علوم الهيئة والقسمة وغيرها العديد من الأصناف التي تتبع لعلوم الرياضيات ومجاله.
لم تقتصر دراسات وأبحاث الرازي على علوم الرياضيات فقط، بل كانت له اهتماماتٍ وميولاتٍ أخرى في شتى العلوم والمعارف، حيث كانت لديه رغبةً في تعلّم بعض من الأمور التي ترتبط بعلم الفلك ورصد النجوم والكواكب، إضافةً إلى اهتمامه في كل من علوم الأدب والمنطق والحكمة.
التقى أبو الرشيد الرازي من خلال رحلاته بعددٍ كبير من العلماء والشيوخ والأساتذة الذين اشتهروا في ذلك الزمان؛ الأمر الذي جعله يأخذ من علومهم وأفكارهم، كما أنّه تلّمذ على يد أشهرهم، هذا وقد عُرف عنه أنّه كان يُقيم العديد من الندوات والمُحاضرات في شتى الدول التي زارها والتي كان يحضرها العديد من الناس والشخصيات والملوك والسلاطين وحتى الأناس العاديين، حيث كان يتناول الحديث في تلك المُحاضرات حول أهم العلوم والمعارف التي توصل إليها؛ الأمر الذي جعل العديد منهم يتلمّذون على يده.
ساهم أبو الرشيد الرازي بشكلٍ كبير في تقدّم علم الرياضيات ومجالاته؛ الأمر الذي جعله يحصل على العديد من المُكافئات والجوائز؛ وذلك تقديراً له على الجهود التي بذلها في سبيل تطّور وتقدّم ذلك العلم.
نبذة عن أبو الرشيد الرازي:
تولّى أبو الرشيد الرازي العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وأطباء وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً محبوبة يرجع إليها العديد من أصحاب العلم لإتمام أبحاثهم ودراساتهم، ومن أهم تلك المهام؛ توليه اختيار أهم الكتب وأشهرها لوضعها في الدار الخليفية، حيث قام الخليفة الناصر لدين الله بتوليه هذه المُهمة.
حظي أبو الرشيد الرازي بمكانةٍ مرموقة في نفوس من عاصره من علماء وكتّاب، فقد تم ذكره في العديد من الكتب والمؤلفات التي كانت قد كُتبت في ذلك الزمان، حيث تم ذكره بالتحديد في كتاب” طبقات الشافعية الكبرى” للإمام تاج الدين السبكي، إضافةً إلى ذكره في كتاب” لسان الميزان” لابن حجر العسقلاني.
تمكّن أبو الرشيد الرازي كغيره من العلماء من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات، إلّا أنّه لم يتم ذكر أي منها؛ وذلك لفقدانها وضياعها بعد وفاته؛ الأمر الذي جعل عدداً من العلماء يستمرون في عمليات البحث للوصول إلى تلك الكتب.
وفاة أبو الرشيد الرازي:
بعد أن حقق أبو الرشيد العديد من النجاحات التي ساهمت بشكلٍ كبير في تطور وتقدّم مدينته، قرر الإنتقال إلى بلاد الموصل؛ لإتمام ما كان قد توصّل إليه، حيث استقر هناك بقيّة حياته إلى أن توفّي فيها، حيث وافته المنية في حوالي عام” 589″ للهجرة والموافق” 1193″ للميلاد.