أبو القاسم الأنطاكي

اقرأ في هذا المقال


من هو الأنطاكي:

هو علي بن أحمد الأنطاكي، يُكنى بأبو القاسم، يُلقّب بالمُجتبي، كان مُهندساً وعالماً رياضيّاً وفيلسوفاً عربياً مُسلماً في زمانه، حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته العلمية والثقافية.

كان أبو القاسم الأنطاكي من مواليد مدينة أنطاكية في سوريا التي قضى مُعظم حياته فيها كما أنّ أولى دراساته وأبحاثه كانت في مسقط رأسه، أمّا عن تاريخ ميلاده فما زالت الخلافات قائمة حولها، فلم يتم ذكره في أي من الرويات أو الكتب.

لم تقتصر اهتمامات وميولات أبو القاسم الأنطاكي على علوم الرياضيات ومجالاته، فقد كانت له العديد من الاهتمامات في شتى العلوم الأخرى كالأدب والشعر والفلك والفلسفة واللغة، إضافةً إلى اهتمامه وميولاته بشكلٍ كبير في علم الهندسة حيث كان يُلقّب بالمُهندس في ذلك الزمان؛ وذلك لعلمه ومعرفته الواسعة في شتى الأمور التي تتعلّق بذلك العلم.

عُرف عن أبو القاسم الأنطاكي أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ حتى أنّ شهرته زادت بشكلٍ كبير وواضح في العديد من الدول الغربية، كما أنّه تمكّن من تقديم جميع أبحاثه ودراساته في كل مكان كان يزوره؛ الأمر الذي جعله يحظى باهتمام العديد ممن عاصره من علماء ومهندسين وحكماء وفلاسفة.

هذا وقد يعود السبب الرئيسي وراء كثرة سفر أبو القاسم وتنقلاته هو أنّه لم يكتفي بالعلوم والمعرفة التي كان قد اكتسبها في بداية حياته، لذلك قرر في البداية الانتقال إلى عدد من الدول العربية المُجاورة التي كان قد حصل فيها على عدد من الأفكار والمعلومات، حيث استقر في البداية في مدينة بغداد التي بقي فيها إلى أن توفي في حوال عام” 376″ للهجرة.

التقى أبو القاسم بعددٍ كبير من علماء ومؤرخين ومهندسين الدول التي عاصرها وانتقل إليها، كما أنّه كان يأخذ عنهم الكثير من العلوم والمعارف؛ الأمر الذي جعل علمه يزداد وفكره وثقافته تتطور، إلى جانب ذلك فقد كان أبو القاسم يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يحضرها أعداداً كبيرة من الوجهاء والكبار والشيوخ والأساتذة؛ الأمر الذي جعله يتلمّذ على يد أشهرهم.

اشتهر أبو القاسم بذكائه وفطنته وحنكته، كما أنّه كان واحداً من أهم وأكبر العلماء في ذلك الزمان، إلى جانب علومه ومعرفته التي لم يتوصّل أحد إلى مكانتها ودرجتها، هذا وقد عُرف عن أبو القاسم أنّه كان نابغاً بعلم الهندسة إضافةً إلى كونه كان من أصحاب عضد الدولة البويهي والمُقدمين عنه، كما اشتهر بنبوغه في علم الهندسة والعدد؛ الأمر الذي جعله واحداً من أهم المُشاركين في علوم الأوائل.

تولّى أبو القاسم الأنطاكي عدداً من المهام والمناصب التي كان لها درواً كبيراً في زيادة قيمته ومكانته وشهرته، إلى جانب ذلك فقد كان أبو القاسم وجهةً رئيسية للعديد من الطلبة يأخذون من علمه الواسع ويتعلمون على يده، حيث يعود السبب وراء ذلك إلى نبوغ وفكر وثقافة أبو القاسم الأنطاكي في الهندسة بشكلٍ خاص إلى جانب علمه الواسع في شتى العلوم المختلفة.

استطاع أبو القاسم الأنطاكي من خلال نبوغه وتميزه بعلم الهندسة بالتحديد أن يحقق عدداً من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً في زيادة شهرته وقيمته العظيمة؛ حيث تمكن الأنطاكي من الوصول إلى عدداً كبيراً من الحلول التي تتعلق بالأمور والقضايا الهندسية وذلك من خلال اعتماده بشكلٍ رئيسيّ على فهمه لأهم مبادئ وقواعد علم الرياضيات.

إلى جانب فقد حظي أبو القاسم الأنطاكي بمكانةٍ وقيمة في نفوس أشهر الحكّام والرؤساء الذين بزغوا في زمانه، حيث يُقال أنّه كان على علاقةٍ وثيقة مع عضد الدولة البويهي، هذا وقد قام” بشير حمو” والذي كان باحثاً في تلك الأوقات بذكر هذه العلاقة ووصفها في إحدى كتاباته، حيث جاء لسانه ما يلي:” استطاع عضد الدولة البويهي أن يُحقق العديد من الإنجازات العظيمة التي كان لها دوراً واضحاً في نهوض دولته وزيادة مكانتها وشأنها؛ الأمر الذي جعله يبحث عن الأشخاص والأساتذة النابغين في شتى العلوم والمعارف، إلى أن وجد أبو القاسم، الذي حظي باهتمامات جمة وعظيمة منه”.

أشهر مؤلفات الأنطاكي:

تمكّن الأنطاكي كغيره من العلماء من كتابة عدداً من الكتب والمؤلفات التي كان لها دوراً واضحاً في تقدمه وازدهاره، والتي تناول فيها الحديث عن مواضيع مختلفة، ومن أشهر تلك الكتب والمؤلفات:

  • كتاب” استخراج التراجم “.
  • كتاب” الحساب “.
  • كتاب” في المكعبات “.
  • كتاب” الموازين العددية “.



شارك المقالة: