ما لا تعرفه عن الغزالي:
هو أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي النيسابوري الصوفي الشافعي الأشعري، واحداً من أهم الأعلام والعلماء الذين بزغوا في تاريخ الحضارة العربية والإسلامية، يُلقّب بالغزالي وذلك نسبةً إلى صناعة الغزل التي كان أبوه يعمل بها، كما أنّه يُنسب إلى بلدة غزالة التي كانت واحدة من قرى مدينة طوس، أمّا السبب وراء تسميته بالطوسي؛ وذلك نسبةً إلى بلدة طوس الموجودة في خراسان.
كان الغزالي واحداً من أهم وأشهر العلماء الذين كان لهم تأثيراً كبيراً وواضحاً في نمو وازدهار الدولة العربية والإسلامية، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي زادت من مكانته وقيمته في ذلك الزمان، إلى جانب ذلك فقد ظهرت له العديد من الاهتمامات والميولات التي لاقت صدى كبيراً في ذلك الزمان.
استمر الغزالي بأبحاثه ودراساته وتجاربه التي قدّمها إلى العالم العربي والغربي، حيث كان لتلك الأعمال تأثيراً كبيراً للعديد من العلماء، هذا وقد كان الغزالي وإلى جانب أنّه فيلسوفاً معروفاً، فقد كان فقيهاً وأصولياً وأدبياً، كما أنّه كانت له بعض الاهتمامات في مجالات العلوم المُختلفة.
إضافةً إلى ذلك فقد كان للغزالي الأثر الكبير والواضح في علم الفلسفة والتصوف والمنطق والحكمة، عدا عن أنّه قام بتأليف العديد من المؤلفات والكتب التي لا يزال جزءاً منها قائماً حتى يومنا هذا، هذا وقد عُرف عن الغزالي أنّه كان شديد الذكاء وسريع الحفظ، إلى جانب فطنته وحكمته التي جعلت منه عالماً كبيراً يرجع إليه العديد من العلماء والأدباء والفقهاء لإتمام أبحاثهم ودراساتهم.
كان الغزالي من مواليد إحدى قرى طوس، حيث أنّه ولد في عام”450″ للهجرة، كان ينتمي لأسرةً فقيرة ميسورة الحال، كان والده يعمل في غزل الصوف، لم يكن للغزالي أخوة، وعلى الرغم من فقر الغزالي وعائلته إلّا أنّهم كانوا لا يأكلون إلا من كسب أيديهم، كما عُرف عنهم أنّهم كانوا عزيزي النفس لا يرضون الإهانة.
عُرف عن الغزالي أنّه كان كثير السفر والتنقّل، حيث بدأ مرحلته التعليمية الإبتدائية في مسقط رأسه، بدأ يأخذ عن شيوخ وأساتذة تلك المنطقة، ومن أشهر من أخذ عنهم الغزالي هو الشيخ أحمد الراذكاني، وبعد أن حصل الغزالي على بعض العلوم والمعارف من مدينة طوس، قرر الرحيل والتنقل إلى مدينة جراجان ؛ وذلك طلباً للعلم وحتى يتمكّن من إتمام أبحاثه ودراساته التي كان قد بدأ فيها.
انتقل الغزالي إلى بغداد في حوالي عام”484″ للهجرة، عندما كان المقتدي بأمر الله العباسي هو الخليفة في ذلك الزمان، ثم انضم الغزالي إلى المدرسة النظامية والتي كان يُقيم فيها العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يحضرها العديد من علماء ووجهاء وأدباء تلك المدينة.
حرص الغزالي على تعليم العلوم والمعارف التي يمتلكها لكل من يطلبها، كما أنّه اتصف بحسن كلامه وفصاحة لسانه إلى جانب كمال أخلاقه؛ الأمر الذي جعله يحظى بمكانةٍ مرموقة في زمانه وحتى بعد وفاته، هذا وقد كان العديد من الشيوخ والعلماء والأساتذة يأخذون العلوم عن الغزالي، أمثال: عبد القادر الجيلاني وأبي بكر بن العربي، وغيرهم العديد.
استطاع الغزالي أن يحقق العديد من النجاحات في كل من علوم الفلسفة والباطنية؛ الأمر الذي جعله يعكف على قراءة علوم الصوفية، كما أنّه كان مُلازماً لفضيلة الشيخ محمد الفارمذي “الذي كان في ذلك الزمان أحد أهم علماء وشيوخ الصوفية”، حيث تأثّر الغزالي تأثّراً كبيراً وواضحاً فيه، ممّا جعله يحرص على ملازمته في كل أيامه؛ رغبةً منه في تعلّم المزيد.
مؤلفات الغزالي:
تمكّن الغزالي من تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وإزدهاره، كما أنّه نجح في تقديم العديد من المؤلفات والكتب التي استطاعت أن تُحقق نقلةً نوعيةً واضحة في تاريخ وحضارة الدولة العربية والإسلامية، كما أنّ جزءاً منها ما زال موجوداً حتى يومنا هذا، ومن أشهر تلك المؤلفات: كتاب الإقتصاد في الإعتقاد، كتاب بغية المريد في مسائل التوحيد، كتاب إلجام العوام عن علم الكلام، إضافةً إلى كل من كتاب ميزان العمل وكتاب إحياء علوم الدين وكتاب كيمياء السعادة، وغيرها العديد من الكتب التي كان لها أثراً كبيراً.
وفاة الغزالي:
بعد أن استطاع الغزالي أن يُحقق نجاحاتٍ كبيرة كان لها الأثر الأكبر في حياته، وبعد أن أنهى جميع أبحاثه ودراساته وعلومه التي جاب مُعظم بلاد العالم من أجل أن يُحققها، قرر الغزالي العودة إلى مدينة طوس التي أقام فيها مكاناً للتعبّد والعزلة عن الناس، وبعد مضي ست سنوات على عودته إلى مدينته تدهورت صحته وضعُف نظره حتى أنّه وكما يُقال كان قد لازم الفراش مُدةُ مُعينة إلى أن وافته المنية في حوالي عام”505″ للهجرة، كما أنّه دُفن في مقبرة طابران.