أحمد بن الجزار

اقرأ في هذا المقال


من هو الجزار؟

هو أحمد بن إبراهيم أبي خالد القيرواني، يُكنى بأبو جعفر والمعروف بابن الجزار القيرواني، كان طبيباً وعالماً وفيلسوفاً عربياً مُسلماً، حقق العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبير في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، كما أنّ له العديد من الابتكارات والاختراعات التي ساعدت في تقدّمه وزيادة قيمته ومكانته العلمية والعملية.

حقق ابن الجزار شهرةً عظيمة في زمانه وحتى بعد وفاته، كما أنّه قدّم العديد من التضحيّات في سبيل إيصال علمه وابتكاراته، اعتمد في دراساته وأبحاثه على مبدأ التجربة أولاً، كما أنّه كان يعتمد في نجاحها على الدلائل والوقائع التي أمامه.

عُرف عن ابن الجزار أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، حيث جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم ورغبةً منه في إتمام دراساته، كما أنّه كان يطمح إلى الوصول إلى أعلى درجات العلم والمعرفة، إلى جانب ذلك فقد اشتهر بذكائه وفطنته وحنكته؛ الأمر الذي جعله يُحقق نجاحاً كبيراً في كل الأمور التي توصّل إليها.

كان أحمد بن الجرار من مواليد مدينة القيروان والتي كانت إحدى مدن البلاد التونسية؛ وهذا هو السبب وراء تسميته بالقيرواني، هذا وقد يُقال أنّه ولد في حوالي عام” 285″ للهجرة، كما أنّه كان ابناً لواحدة من الأسر العريقة والتي اشتهرت بعلمها خاصةً في مجال الطب.

عُرف عن ابن الجزار أنّه كان من أهل الحفظ والتطلّع والدراسة، حيث كان الطب وعلومه هو أولى اهتمامته، إلى جانب اهتمامه في العديد من العلوم والمجالات المُختلفة؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً مُبدعةً بازغة تسعى دوماً لتحقيق طموحاتها وأهدافها.

كان ابن الجزار يُقيم العديد من الندوات والمُحاضرات التي يحضرها شيوخ وكبار الدول، إلى جانب العديد من الأناس العاديين؛ الأمر الذي جعله واحداً من أهم المصادر التي يرجع إليها العلماء والأطباء والطلاب لإتمام أبحاث ودراساتهم، هذا وقد أخذ العديد من العلماء عن ابن الجزار كما أنّه أخذ منهم، حيث يُقال أنّه تلمذ على يد إسحاق بن سليمان الإسرائيلي الذي أخذ عنه العديد من علومه ومعارفه.

بلغت شهرة ابن الجزار مُختلف البلاد العربية والغربية، ومن أهم تلك البلاد: الأندلس والحوض الشمالي للبحر الأبيض المتوسط، إلى جانب ذلك فقد كان العديد من طلاب الأندلس يتوافدون إلى مدينة القيروان ليلتقون بابن الجزار ويأخذون عنه علوم الطب ومبادئه.

إلى جانب ذلك فقد كانت علوم ابن الجزار تُعتمد بشكلٍ كبير في الشرق العربي، كما أنّ هناك العديد ممن يهتمون بمجال الطب ويدرسونه يلجأؤون إلى تلك العلوم، هذا وقد وصلت آراءه خاصةً تلك التي تتعلّق بالطب وعلومه إلى الدول الأوروبية بشكلٍ كبير خاصةً في بداية القرن العاشر للميلادي.

اهتم العديد من العلماء بدراسات وأبحاث ابن الجزار، حيث عمل كل من صاعد الأندلسي وابن أبي أصيبعة على ترجمة معظم كتاباته وأعماله خاصة تلك التي وصلت جامعات سالرنو ومونبيلييه، هذا وقد استطاع ابن الجزار أن يغيّر من المبادئ والقوانين الطبية العامه، إلى جانب أنه نجح في ضبط أسماء النباتات بأهم ثلاث لغات وهي العربية واليونانية والبربرية.

كان لابن الجزار قواعد رئيسية يسير عليها في حياته ومبدأ عمله، ومن أشهر تلك القواعد هي أنه كان دائما يقول:” يتداوى كل عليل بأدوية أرضه؛ وذلك لإيمانه أن الطبيعة تفزع لأهلها”.

أشهر مؤلفات ابن الجزار:

استطاع ابن الجزار كغيره من العلماء من تقديم عدداً من الكتب والمؤلفات التي بدورها ساعدته على التقدّم والإزدهار، إلى جانب مكانته وقيمته العظيمة التي زادت في نفوس العديد من العلماء والأدباء والأطباء خاصةً بعد نجاح تلك المؤلفات والكتب، ومن أشهر تلك المؤلفات والتي يُقال أنّ جزءاً كبيراً منها لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا في المكتبات العالمية:

  • كتاب” زاد المسافر وقوت الحاضر”: يُعدّ هذا الكتاب واحداً من أهم وأشهر الكتب التي قدّمها ابن الجزار، وصلت شهرته إلى دول العالم الغربي، إلى جانب قيمته الطبية الكبيرة، هذا وقد يتواجد هذا الكتاب في العديد من الكليات والجامعات الموزعة في العالم الغربي والعربي، كما يُمكن تسمية هذا الكتاب بكتاب علاج الأمراض.
  • كتاب “الإعتماد في الأدوية المُفردة” تحدّث فيه ابن الجزار عن كل الأمور التي تتعلّق بالأدوية وكيفية صناعتها ومدى استخدامها.
  • هذا وقد قدّم ابن الجزار العديد من الكتب التي لم يرد عنها أي شرح مُفصّل، ومن هذه الكتب: كتاب” طب الفقراء والمساكين”، كتاب” في المعدة وأمراضها ومداواته”، كتاب” طب المشايخ”.
  • قدّم ابن الجزار العديد من الرسالات من أشهرها: رسالة في الزكام وأسبابه وعلاجه، ورسالة في النوم واليقظة، إلى جانب مقالة في الجذام وأسبابه وعلاجه.

شارك المقالة: