مفهوم أطوار القمر
أطوار القمر: هي المراحل التي يمرُّ بها القمر أثناء دورانه حول الأرض، حيث تؤدِّي إلى رؤية جزء مُعين من القمر، بحيث تنتج هذه الأطوار بفعل وضعيّة كل من الشَّمس والقمر والأرض عن بعضهما البعض.
يختلف شكل القمر في كل طور بالاعتماد على موقعه من سطح الأرض، وبالاعتماد على زاوية نظر من يُشاهده من على سطح الأرض، كما أنّ هناك العديد من الحضارات التي قامت باستخدام القمر لتحديد وحساب التقويم القمريّ الخاص بها.
لذلك تُعبّر السنة القمريّة عن الفترة اللازمة لدوران القمر حول الأرض حوالي”12″ دورة، حيث تكون كل دورة عبارة عن شهرٍ قمريٍّ واحدٍ، وقد يكون طول الشَّهر القمري إمّا 29 أو 30 يوماً.
أطوار القمر خلال الشهر القمري
- المحاق: في هذا الطّور يكون الجزء المُضاء من القمر غير موجّه لسطح الأرض، ممَّا يدل على وقوع كل من الشمس والقمر والأرض على خطٍّ مُستقيم، الأمر الذي يجعل القمر يتواجد بين الشمس والأرض، فيقوم الناس بمُشاهدة الجانب المُظلم منه، حيث يُعبّر هذا الطّور عن العُمر صِفر للشَّهر القمريّ، كما أنّه يستحيل رؤية القمر في هذا الطّور وذلك بسبب اقترانه بالشَّمس مباشرةً.
- الهلال المُتزايد: يتمُّ إضاءة جزء صغير من القمر في هذه المرحلة، ليبدأ بالتزايد بشكل تدريجيّ، حيث يظهر هذا الطوّر بعد عدَّة أيام من ظهور المُحاق، من خلال خروج القمر من الخطِّ الذي يصل بين الشمس والأرض، كما أنّ ظهور هذا الطوّر هو الذي يُحدّد بدء الشَّهر القمريّ الجديد، ومن الممكن رؤيته بعد غروب الشمس بشكل مُباشر، وفي هذا الطّور يتباعد كل من شروق وغروب القمر عن شروق وغروب الشمس بمقدار ساعة يوميّاً.
كما تُعتبر رؤية القمر وهو هلال دليل على ظهور العديد من الأحكام الشرعيّة كالصَّوم حيث تُعدّ رؤيته مهمَّة خاصةً في تحديد نهاية شهر رمضان، كما يمكن من خلاله تحديد مواعيد الحج ويوم عرفة ومُضاعفة الديّة.
- الربع الأول: يظهر الرُّبع الأول عندما يُضاء النّصف الغربيّ من القمر، يُشبه في شكله حرف”D”، ففي هذا الطّور يرتفع القمر في أثناء فترة الظُّهر لأعلى، في حين ينخفض لأسفل في المساء، أمّا سبب تسميته بالرُّبع الأول فيعود إلى أنّ القمر تحرَّك ربع دورة في أثناء دورته حول الأرض، بحيث تكون الزَّاويّة بين الشمس والقمر”90″ درجة.
- الأحدب المُتزايد: يظهر هذا الطّور بعد رؤية طور الرُّبع الأول، ولكن قبل أن يكتمل القمر؛ وذلك لأنَّ مقدار القمر الذي يُمكن رؤيته من سطح الأرض يزداد بشكل تدريجيّ، وسبب تسميّته بالمُتزايد لأنّه يكبُر يوماً بعد يوم، كما أنّ الجزء المُضيء من هذا الطّور يكون عبارة عن قرص دائريّ ينقصه وجود هلال.
- البدر: حيث يُضاء قرص القمر في هذا الطّور بشكل كامل، يظهر البدر بعد أسبوعين من ظهور طور المُحاق، كما أنّ الأرض في هذا الطّور تكون واقعة بين الشَّمس والقمر؛ الأمر الذي يجعل الشَّمس تُضيء القمر بأكمله، ومن الجدير بالذِّكر أنّه عند وصول القمر إلى أقرب نقطة من سطح الأرض يتكوّن القمر العملاق وهو عبارة عن أكبر حجم مرئيّ يُمكن أن يصل إليه القمر بحيث يٌمكن رؤيته من سطح الأرض، أمّا عند وصول القمر إلى أبعد نقطة عن سطح الأرض ينشأ ما يُسمَّى بالقمر المُصغّر.
- الأحدب المُتناقص: يظهرُ هذا الطّور عندما تكون أغلب أجزاء القمر مُضاءة، حيث يكون الجزء المُضيء منه على شكل بيضة بالإضافة لوجود حافَّة غريبةٍ مُظلمةٍ، لتبدأ بعد ذلك المساحة المُضاءة بالتناقص يوماً بعد يوم، وهذا هو سبب تسميّتِها بالتناقص.
- الربع الأخير: هذا الطّور هو عكس طور الرُّبع الأول وذلك من خلال الجزء المُضيء، حيث يمكن رؤية نصف سطح القمر على الأقل مُضاء من خلال نور الشمس، ومن الممكن رؤية هذا الطّور في فترات الصّباح الباكر أو في فترات النّهار.
- الهلال المُتناقص: يظهر الهلال المُتناقص بعد رؤية قمر الرُّبع الأول وقبل رؤية قمر المُحاق، حيث يبدأ حجم القمر يقلُّ بشكل تدريجيّ يوماً بعد يوم، حتى تُصبح المساحة المُضاءة أصغر بكثيرممَّا كان عليه الأمر الذي يجعله يُصبح في النّهاية كالمُحاق.
السبب وراء ظهور أطوار القمر
يتغيَّر شكل القمر باستمرار، نتيجة دورانه حول الأرض والشَّمس، حيث يدلُّ ظهور أطوار مُتعدِّدة للقمر على أنّ:
- القمر ثابت لا يتغير، لذلك يُعتبر الجزء الذي تتمُّ مُشاهدَته هو الجزء المُضاء، حيث لا يُمكن أن يُضيء القمر من تلقاء نفسه، بل يقوم بعكس ضوء الشَّمس السّاقط عليه، الأمر الذي يجعل النّصف المُقابل للشمس هو المُضاء، في حين يكون النّصف الآخر هو المُظلم.
- تنتج الأطوار المُتعاقبة للقمر نتيجة دوران القمر حول الأرض، والتي تقوم بدورها بالدَّوران حول الشمس أيضاً.
- إنّ الوقت الفعليّ بين ظهور طورين او مرحلتين ليس ثابت بل يتغيَّر نظراً لأنّ مدار القمر إهليلجيّ، كما أنّه يخضع للعديد من الاضطرابات التي تؤدي إلى تغيير سرعته، كما انّ القمر يتحرك بشكل أسرع عندما يقترب من سطح الأرض، في حين يتحرَّك بشكل بطيء عندما يبتعد عن سطح الأرض.
القمر العملاق
يُعتبر القمر العملاق من الظَّواهر الفلكيّة القمريّة نادرة الظُّهور، بحيث تنشأ هذه الظَّاهرة بفعل تزامن كمال القمر، ففي حال ظهور القمر العملاق يكون القمر بدراً ساطعاً، ممَّا أدّى إلى ظهور القمر بشكلٍ أكبر من حجمه وهذا هو سبب تسميته بالعملاق، كما أنّه يحدُث بشكلٍ سنويّ بين حوالي “4 أو 6” أقمار عملاقة.