أنواع الصدوع وكيفية التعرف على الصدوع في الطبيعة

اقرأ في هذا المقال


ما هي أنواع الصدوع؟

تنتشر الصدوع في الطبيعة كثيراً (الصدوع نوع من أنواع التشوهات) وقام الجيولوجيين بتقسيمها لتسهيل التعرف عليها، وفيما يلي أهم أقسام الصدوع الأرضية:

  • التقسيم اعتماداً على الانزلاق: من أيسر الطرق التي تم تقسيم الصدوع بها هي الطريقة التي تقوم على عملية الانزلاق في حد ذاتها، وتبعاً لهذه الطريقة يمكن تقسيم الصدوع إلى ثلاثة أقسام رئيسية وفيما يلي ذكرها:
    • صدوع الميل: تكون الحركة أو الإزاحة فيها في اتجاه ميل مستوى الصدع ومن ثم في محصلة الإزاحة المضربية تساوي صفراً، وتنقسم الصدوع الموازية لاتجاه الميل إلى نوعين رئيسيين وهما الصدوع العادية والصدوع المعكوسة.
      ومن المهم معرفة أنه في الصدوع العادية ينزلق الحائط العلوي لأسفل مقارنة بالحائط السفلي وفي الصدوع المعكوسة يحدث العكس.
    • صدوع المضرب: تتميز هذه الصدوع بأن الإزاحة تكون موازية لخط المضرب، وبالتالي فإن محصلة الإزاحة في اتجاه الميل تساوي صفراً.
    • صدوع منحرفة: وهي عبارة عن صدوع أرضية تكون فيها محصلة الإزاحة في اتجاه الميل وكذلك في اتجاه المضرب ذات قيمة معينة أكبر من الصفر، وهذا يشير إلى أن الانزلاق أو الحركة تتم في اتجاه ميل مستوى الصدع ومضربة في آن واحد.
  • التقسيم الديناميكي: اقترح هذا التقسيم العالم أندرسون ولهذا السبب يطلق على هذا التقسيم اسم تقسيم أندرسون الديناميكي وهو يقوم على فرضية أن الاجهادات القصية المؤثرة على سطح الأرض غير موجودة بالمرة أو تساوي صفر، ومن ثم فإنه بالنسبة للصدوع التي تتكون بالقرب من سطح الأرض لا بد من أن يكون هناك محور من محاور الإجهاد الأساسية رأسياً أو عمودياً على سطح الأرض.
    وفي حالة وجود الصدوع العادية فإن محور الإجهاد الأكبر يكون رأسياً ومحور الإجهاد المتوسط والأصغر يكونان أفقيين، أما في جالة الصدوع العكسية (الصدوع الدفعية أو الصدوع الاندفاعية) يكون محور الإجهاد الأصغر رأسياً ومحورا الإجهاد الأكبر والأصغر يكونانان أفقيين ويكون ميل مستوى الصدع يعادل 30 درجة على الأفقي.
    أما في حالة صدوع انزلاق المضرب فيكون محور الإجهاد المتوسط رأسياً ومحورا الإجهاد الأكبر والأصغر أفقيين لكن في هذه الحالة تكون مستويات الصدوع رأسية واتجاه الحركة أفقياً.
  • التقسيم الهندسي: يعتمد هذا التقسيم على وجهة الازاحة واتجاه الانزلاق عبر مستويات الصدوع الأرضية على النحو التالي:
    • صدوع شدية أو صدوع الشد: اصطلاح الصدوع الشدية عادة ما يستخدم للإشارة إلى الصدوع العادية، حيث أنه يشير إلى تأثير عملية التصدع على شد الطبقات، والصدوع الشدية إما أن توجد بثورة منفصلة أو أن توجد في شكل أنظمة متصلة مع بعضها البعض.
      وبشكل عام يوجد نوعان من أنظمة الصدوع الشدية ومنها أن تكون مستويات الصدوع الشدية موازية لبعضها البعض ومتصلة من أسفل بصدع منعزل أو بصدع انعزالي، أما النوع الثاني فيطلق عليه اصطلاح صدوع شدية مجرفية وفي هذه الحالة أيضاً تكون الصدوع متمثلة من أسفل بصدع منعزل أو صدع انعزالي وينجم عن هذه الصدوع الجرفية دوران في الكتل الصخرية التي تكون الحوائط العلوية.
      والصدوع الجرفية هي عبارة عن صدوع يتغير الوضع الفراغي لمستوياتها من الوضع الرأسي إلى الوضع الأفقي مع العمق كما أنها تكون مقوسة أو منحنية وليست مستوية ومقعرة من أعلى، وهذه الصدوع إما أن تكون متضادة أو متوافقة كما أنها تكون مصحوبة في بعض الأحيان بطيات محدبة انقلابية الميل وبـظهور وأخاديد صدعية بالإضافة إلى أنصاف أخاديد، وفي النظامين السابقين يكون من الأهمية بمكان التمييز أو معرفة اتجاهات انتشار الصدوع فضلاً عن معرفة أي الصدوع هو الأحدث.
    • صدوع انزلاق المضرب: إن هذه الصدوع مثل الصدوع المعكوسة أو الصدوع الدسرية (الصدوع الدفعية أو الاندفاعية).

مؤشرات التعرف على الصدوع في الطبيعة:

  • الإزاحة الظاهرة على مستوى الصدع: وهي تلك الإزاحة التي تتم على مستوى الصدع سواء في اتجاه ميله أو مضربة أو كليهما معاًن ففي منطقة سيدي سالم الواقعة على طريق إدفو مرسى (علم بوسط الصحراء الشرقية المصرية) نلاحظ أن هناك كتلة هائلة من الجرانيت فاتح اللون توجد على الجانب الأيمن من الطريق وعلى مسافة قدرها 1500 متر تقريباً.
    وتوجد توأمة نفس الكتلة الجرانيتية على يسار الطريق وفي هذا دلالة على أن صدعاً مضربياً (أو نطاق قص) يمر بطول الطريق.
  • تكرارية أو غياب بعض الطبقات: عندما تتصدع الوحدات الصخرية بالصدوع العادية فإن عملية الشد الناجمة عن التصدع تؤدي إلى غياب أو اختفاء بعض الطبقات الصخرية، أما في حالة الصدوع المعكوسة فإن الطبقات يحدث لها تمثيل أكثر من مرة في التتابع الصخري الواحد.
  • الانتهاء المفاجئ لأي ظاهرة جيولوجية: في كثير من مناطق الدرع العربي النوبي نلاحظ أن عروق الكوارتز (المرو) أو الجدد القاطعة أو الشقوق تكون منتهية عند خط واحد، ومل هذا الانتهاء المفاجئ لا يأتي إلا إذا كانت العروق أو الجدد أو الشقوق الصخرية متأثرة بأحد الصدوع.
    التباين الواضح في درجة التحول: في مناطق عديدة بالصحراء الشرقية المصرية منها على سبيل المثال (وادي بيتان، حفافيت، المعيتق والشلول) توجد صخور النايس أو الجرانيتالنايسي مكونة الألباب الداخلية لقباب وطيات محدبة غير متماثلة ويحيط بهذه الصخور من الخارج صخور معقد الخليط الأفيوليتي.
    وبدراسة الحدود الفاصلة بين هاتين الوحدتين الصخريتين في كل هذه المناطق يمكن ملاحظة أن ثمة تبايناً واضحاً في درجة التحول بين صخور النايس (الأعلى في درجة التحول) وصخور معقد الحليط الأفيوليتي (الأقل في درجة التحول) وهذا يؤكد أن الحدود الفاصلة عبارة عن صدوع.
  • وجود طيات السحب: بالقرب من مستويات الصدوع تحدث أحياناً عملية تقوس لأسطح الطبقات باتجاه الحركة مكونة ما يعرف بطيات السحب، وهذه الطيات يكثر وجودها في الصدوع العادية والصدوع المعكوسة ذات الميل الخفيف وتتكون نتيجة لسحب الطبقات الأرضية بفعل عملية التصدع.
    وفي بعض أنواع الصدوع العادية تتكون طيات محدبة انقلابية في الحوائط العلوية وفي مثل هذه الطيات المحدبة يكون اتجاه الانثناء عكس اتجاه الانثناء في حالة الطيات المسحوبة.
  • وجود المزارع وآبار المياه على خط واحد: يمكن الاعتماد على هذا الدليل في المناطق الجافة نادرة الأمطار ومن أشهر الأمثلة على ذلك نطاق وادي مرزوق في الصحراء الليبية والذي تتشكل أرضيته من صخور الكوارتزيت شديدة التماسك وغير المنفذة للمياه، في هذا النطاق توجد الواحات على الرغم من المسافات الكبيرة التي تفصلها عن بعضها البعض على خط واحد.
  • انعكاس التصدع على طبوغرافية المنطقة: في أحيان كثيرة تؤثر الصدوع تأثير كبير على طبوغرافية وجيومورفولوجية المنطقة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك منطقة (عقبة لودر المكيراس) بنطاق البيضاء التكتوني الشهير بالجمهورية اليمنية، ففي هذه المنطقة توجد حافة صدعية هائلة تبلغ الازاحة الرأسية عليها نحو 1400 متر، ومن الأمثلة أيضاً أنصاف الأخاديد التي تلعب دوراً فاعلاً في طبوغرافية منطقة حضرموت باليمن.

شارك المقالة: