اقرأ في هذا المقال
نبذة عن الفوالق الصخرية:
قام الجيولوجيين بتصنيف الفوالق أو الصدوع وعرفوها بأنها عبارة عن كسر في صخور القشرة الأرضية، يرافق هذا الكسر حركة انزلاق للكتل المتجمعة من طبقات الصخور التي توجد على جانبيه، سواء كان الفالق في الاتجاه الرأسي أو في الاتجاه الأفقي، ويحدث هذا بسبب الضغط القوي أو بسبب الشد الذي تسببه حركات القشرة الأرضية سواء كان تأثير هذه القوى رأسي أو أفقي.
يختلف مظهر وميل الفوالق الصخرية المقلوبة اعتماداً على العمق والليتولوجيا؛ أي أنه عندما تكون الفوالق ضمن المجال التكسري فإننا نحصل على فوالق تقطعية واضحة، بحيث لا يتشوه معها الصخر المحتك مع الفالق بشكل مباشر، أما في حال اقتربنا من المجال اللدن فإنه يبدأ ظهور تشوهاً مستمراً على طرفي الفالق، ويبدو ذلك أكثر وضوحاً كلما تعمقنا أكثر.
ما هي أهم أنواع الفوالق الصخرية المقلوبة التي تؤثر على السلاسل الجبلية؟
- الفوالق المقلوبة والتراكبات: إن الجزء الأعظم من أسباب تقصر السلاسل الجبلية يعود للفوالق المقلوبة، وبالتالي فإن دراسة هذه الفوالق يشكل جزءاً هاماً من الجيولوجيا وتشكيل التضاريس، تكون الفوالق أكثر وانتشاراً كلما كانت المادة المتأثرة أكثر صلابة، وهذا يتوفر غالباً في كافة السلاسل الجبلية؛ لأنها تقوم على صفيحة قارية كانت موجودة سابقاً.
ويمكن تقسيم الصخور المقصودة إلى مجموعتين، أي أنه من جهة هناك قاعدة قديمة مكونة كلياً من مواد كريستالية صلبة مشتركة أو غير مشتركة مع رسوبيات قديمة ملتوية، ومن جهة أخرى هناك غطاء رسوبي حديث يتوافق مع مواد سهلة التشوه، وينتج عن ذلك أننا نكون غالباً بصدد رسوبيات حديثة ملتوية متوضعة فوق قاعدة قديمة متكسرة.
إن أسلوب هذه الكسور يختلف تبعاً لليتولوجيا والأعماق، وقد تختفي هذه الكسور ليحل محلها التواءات تتم تحت شروط عالية من الضغط والحرارة، وهكذا فعلى مستوى القاعدة يمكننا أن نرى مختلف البنيات ما بين الفوالق المقلوبة الواضحة والمتشكلة على أعماق منخفضة والفوالق اللدنة العميقة التي تتحول إلى طيات.
من أبسط الأمثلة على ذلك جبال الأطلس المغربي الأعلى، حيث حدثت التشوهات على أعماق ضعيفة التي تكون فيها الفوالق واضحة وغالباً مستوية آثارها مستقيمة غالباً، والبعض له رمية عمودية تزيد عن 5000 متر، والمجموعة تبدو على شكل نجد مروحي (horst en eventail) والتضييق ضعيف.
إن هذا الأسلوب البسيط يتعقد بشكل تدريجي بالانتقال نحو سلاسل الهند ثم الجبال البيرينية فالقوقاس ثم جبال الألب فالهملايا، حيث الأغطية تكون على مقاييس كبيرة جداً محاطة بفوالق مقلوبة لدنة ومستوية.
ومما تجدر الاشارة إليه أن أغلب الفوالق المقلوبة تتوضع فوق فوالق سابقة تشكلت إما في أثناء التكتونيك المولد (الفوالق الهرسينية التي توضعت فوق الفوالق الألبية)، أو في أثناء مرحلة الجيوسنكلينال التي تسبق الالتواء (الفوالق العادية الكريستالية التي تحولت إلى فوالق مقلوبة في البيرينية)، ولهذا فإن الفوالق المقلوبة تكون ذات رميات متباينة تبعاً للمستوى المعتبر كأساس. - الانزلاقات: تحدث الانزلاقات على كافة المقاييس، فهناك العديد من الانزلاقات التي تستمر بشكل مستقيم على مسافة طويلة تصل عدة مئات الكيلو مترات مصيبة القشرة بكاملها، وهناك أيضاً ما يرافق الالتواءات ويكون محدود الامتداد، وفي كلتا الحالتين هناك عامل ثابت دوماً؛ وهو أن الصخر الذي يصيبه الانزلاق يتعرض لتضييق وتطاول في نفس الوقت.
لا بد من الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن تكون الانزلاقات عمودية وأن الكثير من الفوالق التي تبدو للوهلة الأولى مقلوبة ليست في الحقيقة إلا انزلاقات، ولا يمكن التأكد من ذلك إلا بملاحظة التحززات على سطح الفالق، إن دراسة هذه التحززات ذات أهمية كبرى وأساسية في فهم ودراسة هذه الانزلاقات؛ لأنها الوسيلة الوحيدة لتوضيح الانزلاقات وتحديد فيما إذا كانت داخلية أو خارجية.
بالإضافة إلى ذلك فإنه في حالة انزلاق عميق قد يتشكل تطبق صخري مشابه لتلك التي ترافق الفوالق المقلوبة العميقة، ولكن في هذه الحالة تكون الطبقات عمودية وليست أفقية، وهذا يعني أن الانزلاقات في النطاقات العميقة تعرف من الطبقات والتطبق، وليست من التحززات ولكن تحديد اتجاه الانتقال يكون صعباً.
تشير الدراسات والخبرة إلى أن الانزلاقات أكثر انتشاراً مما هو معروف، حيث إن كل انكسار مستقيم وعمودي يجب أن ينظر إليه على أنه انزلاق وأن أغلب الوديان المستقيمة ليست إلا انزلاقات، وبشكل عام تتوافق الانزلاقات مع صخور مسحوقة أكثر ليونة ويسهل إزاحتها بواسطة التعرية.
نادراً ما تتوضع الانزلاقات بشكل متناظر بالنسبة إلى بعضها البعض، وبالتالي فهي لا تشكل شبكات متقاطعة متناظرة، يمكن مصادفة شواذ على أطراف الانزلاقات وهي تكون شديدة أكثر كلما كان الانزلاق هاماً وتتوضع بشكل عشوائي الاتجاه (داخلية أو خارجية)، ويمكن مصادفة الانزلاقات داخلية وخارجية متوازية فيما بينها.