أهمية الزمن الاستراتغرافي للأحافير في التتابع الصخري

اقرأ في هذا المقال


ما هي أهمية الزمن الاستراتغرافي للأحافير في التتابع الصخري؟

من الواضح أن الظروف الطبيعية تلعب دوراً هاماً في تنوع الكائنات خلال الفترة الزمنية الواحدة، كما أن الكائنات في تغير مستمر خلال الزمن الجيولوجي (أي أن التطور مستمراً)، ومن ذلك يتبين لنا أهمية الأحافير في تقسيم الزمن الجيولوجي وأهميتها أيضاً في دراسة البيئة القديمة واستنتاج الظروف المناخية القديمة.
إن ظهور نوع من الأحافير في صخور منطقة ما قد يمثل تطوراً محلياً نشأ إما من إزالة حاجز طبيعي أدى إلى وجوده في هذه المنطقة، أو ربما تكون الظروف قد تغيرت لتلائم معيشته وبالتالي ظهر فيها، ولمعرفة ذلك يجب دراسة أمثلة طبقية صخرية فعلى سبيل المثال عند دراسة قطاعين متباعدين في منطقة ما في تتابع من الطين الصفائحي والحجر الجيري وفي كل قطاع توجد طبقة من الطين الصفائحي الأسود.
والجزء الأسفل من الطبقة الكلسية يعلوها توافقياً طبقة من الحجر الجيري ومن خلال الفحص الظاهري للطبقتين وجد أنها غنية بالأصداف مثل المسرجيات وكذلك بحفريات الجماعيات والجزء العلوي من طبقة الطين الصفائحي الأسود تحتوي على حفريات الجرابتوليتات.
واعتماداً على ذلك يمكن تقسيم هذه المنطقة إلى ثلاث نطاقات، حيث أنه تم أخذ في عين الاعتبار مجموعات الأحافير التي توجد في النطاقات الثلاثة بغض النظر عن المدى الزمني أو الاستراتغرافي لكل نوع على حدة، كما أن نطاق الجمع الحفري يعكس الظروف البيئية للأحافير.
ومن أجل معرفة الزمن الاستراتغرافي يجب أن نبحث عن حوادث زمنية نستخلصها من خلال دراسة نطاقات الجمع الحفري، ونادراً ما تستعمل جميع أحافير النطاق في دراسة كيفية معرفة الزمن الاستراتغرافي، لهذا السبب يقوم الجيولوجيين باختيار أعداد قليلة لعمل مزيد من الدراسات والتحاليل.

الأحداث الزمنية المهمة في التتابع الأحفوري:

درس الجيولوجيين مجموعة طبقات ووجدوا تغييرات حفرية واضحة في القطاع بين الطبقات الحاملة للجرابتوليت والطبقات الحاملة للمسرجيات، والسبب في هذا التغير هو الظروف المتغيرة، وهذا التغير ليس له أهمية كبيرة في تقسيم الزمن الجيولوجي، ومن الواضح أن هذه التغييرات لا يمكن أن تكون تطوراً فالمسرجيات لا يمكن أن تتطور إلى جرابتوليتات ولا يمكن أن تعود الجرابتوليتات إلى المسرجيات.
ثم توصل العلماء الجيولوجيين إلى أن السبب في ظهور النوع الجديد من المسرجيات هو تغير الظروف لتلائم معيشة هذا النوع أو كسر الحاجز الذي كان يمنع انتشاره، ولما كانت الحدود الصخرية لا تتفق مع الحدود الحفرية فإن الظروف البيئية ليس لها دور هام في تلك الظاهرة ووجود مثل هذا النوع الجديد في مناطق أخرى في العالم، كما أنها قد توجد أيضاً من دون أي حفريات أخرى.
وهذا يدل على أن ظهور هذا النوع (النوع الجديد من المسرجيات) لا يرجع إلى البيئة والظروف، ولكن يرجع إلى كسر الحاجز الذي أدى إلى عدم وجوده في هذه المنطقة قبل ذلك، وقد تمت هجرة هذا النوع في هذه المنطقة عندما كانت الظروف تسمح بذلك ونطاق المدى الاستراتغرافي لهذا النوع الجديد يفيد كثيراً في تحديد الزمن الجيولوجي.
كما أن حادثة الهجرة التي أدت لظهور الأنواع الجديدة من الأحافير تعتبر دليلاً زمنياً مهماً مثل حادثة التطور، وإذا كان اختفاء هذا النوع حدث في في وقت واحد في جميع أنحاء العالم، فيعتبر هذا الحد ذو أهمية بالغة في معرفة الزمن الجيولوجي، وتسمى هذه الحالة باسم حادثة انقراض، ويوجد ثلاث أنواع رئيسية لحوادث الزمن الهامة في علم التتابع الحفري وهي: (التغيرات التطويرية في الكائنات، الهجرة والانقراض، أحداث التطور السريع).

النطاقات الحيوية والنطاقات الحفرية:

لا يوجد نبات أو حيوان عاش في جميع الأزمنة الجيولوجية فلكل نوع أجداد تطور منها، وإذا كان هذا النوع منقرضاً اليوم فإنه من الممكن معرفة وقت نهايته وكل نوع منقرض يؤدي إلى تقسيم جزء من الزمن الجيولوجي إلى ثلاثة أجزاء (الزمن السابق لظهوره، الزمن الذي عاش فيه، الزمن الذي انقرض فيه).
فجميع الصخور التي تكونت في أي مكان خلال الزمن الكلي الذي وجد فيه نوع معين من الأحافير سواء كانت هذه الصخور تحتوي على أحافيره أم لا تحتوي عليها تسمى باسم النطاق الحيوي لهذا النوع، ويمكن تعريف النطاقات الحيوية لأي نوع من الأحافير على أنها وحدات حقيقية للزمن الاستراتغرافي.
ونادراً ما نجد نطاق حيوي في قطاع واحد؛ نظراً لأن امتداد الكائنات المحلي في الغالب يكون جزءاً من سجلها الكامل على سطح الأرض، ومع ذلك ففي أي مكان نجد فيه تتابعاً من الطبقات يتضح فيه أن نطاق امتداد نوع من الأحافير تعلوها طبقة أو طبقات تحتوي على سلاسلته (أبنائه)، كما يوجد تحتها طبقات تحتوي على أجدادها (آبائها الأقربين)، فإنه يمكننا في هذه الحالة أن نطلق على نطاق أو امتداد هذا النوع اسم نطاق حيوي.


شارك المقالة: