من هو الزرقالي؟
هو إبراهيم بن يحيى التجيبيّ النقّاش، يُكنّى بأبو إسحاق، عُرف في زمانه بإسم” الزرقالة أو الزرقالي والتي تُعرف في زماننا هذا باسم” الزركلي”، كان عالماً رياضياً وفلكياً وفيلسوفاً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تطوّر علومه وفكره واشتهاره، توفي في حوالي عام” 480″ للهجرة والذي يوافق” 1087″ للميلاد.
كان أبو إسحاق الزرقالي من مواليد مدينة طليطلة في الأندلس التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، حيث ولد في حوالي عام” 420″ للهجرة والموافق” 1029″ للميلاد، هذا فقد كان الزرقالي ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة في علمها في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمرار الزرقالي في دراساته وأبحاثه.
إلى جانب ذلك فقد كان للزرقالي العديد من الدراسات والأبحاث والإكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع، هذا وقد عُرف عند الغرب في ذلك الزمان باسم” Arzachel”.
يُعدّ أبو إسحق الزرقالي واحداً من أهم وأشهر وأفضل العلماء الذين برعوا في علوم الفلك بشكلٍ خاص، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في ذلك المجال، كما أنّه اختص بشكلٍ واضح في علم الرصد والتنجيم، إلى جانب ميولاته المُختلفة في شتى العلوم والمعارف.
كان أبو إسحاق الزركالي من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة الأندلس بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه، فلم يكن يعرّض إي نظرية أو تجربة إلّا بعد أن يتأكد من أنّها صحيحة خالية من الأخطاء.
تولّى أبو إسحق الزرقالي العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ ففي بداية حياته عمل كصانعاً للمعادن؛ ومن هنا جاءت تسميته بالنقاش، إلى جانب أنّه تولى مهنة التدريس في مدينة قرطبة التي كانت أولى إتجاهاته لمدةٍ طويلة.
كان لثقافة وفكر أبو إسحق الزرقالي التأثير الكبير على العديد من العلماء والفلكيين الذين عاصروه إلى جانب أثره الواضح على من تبعه، حيث تأثر كل من ابن باجة وابن طفيل وابن رشد تأثيراً واضحاً في كل ما قدّمه الزرقالي من أعمالٍ وأبحاث، إلى جانب تأثُّر كل من ابن الكماد وابن هائم الإشبيلي ونور الدين البتروجي.
هذا وقد عُرف عن أبو إسحاق الزرقالي أنّه كان يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول التي يزروها، حيث كان يتناول الحديث في تلك المُحاضرات عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعل العديد منهم يتلمذون على يده.
حظي أبو إسحاق الزرقالي بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إضافةً إلى أنّه كان قد ذُكر في العديد من الكتب والمؤلفات التي كتبها من تبعه وعاصره من علماء وأساتذة، إلى جانب أنّه حظي بالعديد من التكريمات؛ وذلك تقديراً له ما بذله من جهودٍ وأبحاث كان لها دوراً كبيراً في تقدّم علوم الفلك، فقد تم تسمية واحدة من حُفر القمر المعروفة باسم أرزاشيل تيمناً على اسمه.
إلى جانب ذلك فقد ذكره العالم القفطي في واحداً من كتبه، قائلاً عنه بما معناه:” لقد قدّم الزرقالي العديد من الإبتكارات والإختراعات التي اختصت بعلوم الفلك، كما أنّه تمكّن من تقديم كل الأمور التي تتعلق بذلك العلم، فقد وضّح للناس كيفية رصد الكواكب واستنباط الآلات النجومية”.
أشهر إسهامات الزرقالي:
- يُعتبر الزرقالي أول عالماً تمكّن من قياس طول البحر الأبيض المتوسط قياساً دقيقاً.
- كان الزرقالي أول العلماء الذين أخبروا بحقيقة دوران الكواكب في مدارات بيضوية.
- تمكّن الزرقالي من ابتكار مجموعة من الآلات الفلكية الحديثة والغريبة، من أهمها الإسطرلاب.
- نجح الزرقالي في تحديد مواقع النجوم كما أنّه وضعها في أزياجٍ مُخصصة سُميت بأزياج الطليطيلية.
أشهر مؤلفات الزرقالي:
- كتاب” التدبير “.
- كتاب” المدخل في علم النجوم “.
- كتاب” العمل بالصفيحة الزيجية “.