ابن المجوسي

اقرأ في هذا المقال


من هو ابن المجوسي؟

هو أبو الحسن علي بن عباس الأهوزي المجوسي، والمعروف بابن المجوسي، كان طبيباً وعالماً وفيلسوفاً وأديباً عربياً مُسلماً من أصول زرداشتية، من مواليد إقليم الأهوز العربي بالقرب من إحدى المدن التاريخية الموجودة في مدينة الأهوز.

اشتهر ابن المجوسي بشكلٍ كبير في علوم الطب والدواء ومجالاته، كما أنّه تعلّم كل ما يتعلّق بالطب وصناعته على يد أشهر الأطباء والعلماء الذين بزغوا في زمانه، ومن أهمهم أبي ماهر موسى بن سيار الذي كان في ذلك الزمان من أهم وأشهر الأطباء.

عُرف عن ابن المجوسي أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال؛ حيث جاب مُعظم مناطق ودول العالم، ففي بداية حياته انتقل إلى مدينة بغداد التي بدأ فيها أولى أعماله ومماراساته في مجال الطب، هذا وقد يُقال أنّه مكث فيها طوال مدة حياته إلى أن توفي هناك.

تولّى ابن المجوسي العديد من المهام والمناصب التي جعلته يحظى بمكانةٍ وقيمةٍ كبيرة في نفوس ملوك وسلاطين ذلك الزمان، إلى جانب ذلك فقد كان خادماً لعضد الدولة البويهي، كما أنّه عمل في مُختلف القطاعات والمجالات، فإلى جانب اهتمامه في صناعة الطب والأدوية، كانت له اهتماماتٍ مُختلفة في الفلك والفلسفة والشعر وغيرها العديد من العلوم، التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في نموه وازدهاره وتقدّمه.

احتل ابن المجوسي مكانةً وقيمةً كبيرة عند كل من عاصره من علماء وأطباء وأدباء، كما أنّ هناك العديد من العلماء الذين سبقوه ذكروه في مُعظم كتبهم، ومن أشهر من قال عنه هو العالم الكبير والمعروف ابن أبي أصيبعة، والذي مدح إحدى كتب ابن المجوسي التي كتبها في الطب وقدّمها لعضد الدولة البويهي والمعروف باسم” الكتاب الملكي” لقد كان هذا الكتاب كتاباً جليلاً شاملاً على جميع أجزاء الصناعة الطبية من ناحية علمها وعملها”.

إضافةً إلى ذلك فقد كان ابن المجوسي يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي يحضرها كبار الشيوخ والممالك والسلاطين والأناس العاديين، ممّا جعل عدداً كبيراً من العلماء يتحدثون عن علوم ومعرفة ابن المجوسي، فقد قال عنه القفطي في إحدى كتبه:” مال الناس إليه في وقته، ولزموا درسه”.

استطاع ابن المجوسي أن يُحقق شهرةً كبيرة في العالم العربي والغربي، حيث كانوا الغرب يُنادونه باسم” هالي عباس”، إلى جانب ذلك فقد استطاع أن يُقدم العديد من الإسهامات والإنجازات في مجال الطب بشكلٍ خاص؛ الأمر الذي جعله يحظى بالمقام الأول بين أطباء عصره ومن سبقه وحتى من جاء بعده سواء كانوا أطباء شرق وغرب، هذا وقد بقيّت تلك الإسهامات المرجع الرئيسي للعديد من العلماء والأطباء.

اعتمد ابن المجوسي في دراساته وأبحاثه على مبدأ الدقة العلمية، كما أنّه كان قائماً على مبدأ التجربة والاختبار فقد كان يُركّز بشكلٍ كبير على الفحوصات السريرية التي يُطبقّها على المرضى، كما أنّه كانت له وصيةً معروفة لكل من يرغب في مزاولة مهنة الطب، ألا وهي اعتمادهم على مبدأ التدريب الدائم إلى جانب ضرورة التأنّي في استخلاص العلّة والإستفادة ممّن سبقهم من الأطباء والعلماء.

عاصر ابن المجوسي العديد من العلماء الذين برعوا في علوم الطب ومجالاته، ومن أشهر أولئك العلماء هو العالم الكبير والمعروف أبي بكر الرازي، الذي كان له تأثيراً كبيراً وواضحاً على ابن المجوسي، إلى جانب دوره الكبير في مُساعدته في إتمام أبحاثه ودراساته.

تميّز ابن المجوسي بذكائه وفطنته وحنكته، إلى جانب أنّه كان طبيباً مُجداً أبدع في صناعة الطب، هذا وقد كان واحداً من أهم وأشهر الأطباء العرب الذين اشتهروا في العالم الغربي والأوروبي والذين اتخذوا من كتاباتهم وإسهاماتهم المصدر الرئيسي والأساسي لدراسة الطب، إلى جانب ذلك فقد روت العديد من الرويات أنّ ابن المجوسي كان أول طبيباً مُسلماً يشتهر بشكلٍ كبير عند العالم الغربي اللاتيني.

وإلى جانب اهتمام ابن المجوسي في مجال الطب وأبحاثه، فقد كانت له اهتماماتٍ خاصة في علوم النباتات وأعشابها، حيث أنّه درس النباتات ومنافعها وكل ما يتعلّق به، كما أنّه قام بصناعة العديد من أنواع العقاقير والأدوية من تلك النبتات.

أشهر انجازات ابن المجوسي الطبية:

قدّم ابن المجوسي العديد من الإسهامات والابتكارات الطبية التي بدورها ساعدت على ازدهاره وتقدّمه وتطوره، ومن أشهر هذه الإنجازات:

  • يُعدّ ابن المجوسي من أوائل الأطباء الذين توصلوا إلى وجود شبكةٍ شعرية موجودة بين العروق النابضة والمعروفة “بالشرايين” والعروق غير النابضة والمعروفة” بالأوردة”.
  • تمكّن ابن المجوسي من تقديم شرحاً ووصفاً كاملاً عن كيفية استئصال الأورام التي تلحق بالرحم، كما أنّه قدّم دراساتٍ واضحة تؤكد عملية الاستئصال الجراحي للوزتين في حال زاد حجمها، وصعُب على صاحبها البلع.
  • برع ابن المجوسي في علاج الكسور والخلوع وتجبيرها، كما أنّه وضع وصفاً دقيقاً بيّن فيه كيفية معالجة الفك السفلي في حال أُصيب بكسر.

شارك المقالة: