ما لا تعرفه عن ابن خرداذبة:
هو عُبيد الله بن عبد الله ابن خرداذبه، يُكنّى بأبو القاسم، اشتهر في زمانه باسم ابن خرداذبة، كان عالماً وجغرافياً وفلكياً وفيلسوفاً ومؤرخاً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره، توفي في حوالي عام” 912″ للميلاد.
كان ابن خرداذبة من مواليد مدينة خراسان في إيران التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، حيث يُقال أنّه ولد في حوالي عام” 820″ للميلاد، لم يُعرف عنه الكثير، حتى أنّ تاريخ ميلاده بالتحديد لم يُذكر في أي من الروايات والكتب، هذا فقد كان ابن خرداذبة ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة بعلمها في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على ضرورة تعلّم كل فرد من أفرادها، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمرار ابن خرداذبة في دراساته وأبحاثه.
إلى جانب ذلك فقد كان لابن خرداذبة العديد من الدراسات والأبحاث والإكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.
يُعدّ ابن خرداذبة واحداً من العلماء الذين برعوا في علوم الفلك والطبيعة والأرض والجغرافيا، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في تلك المجالات، كما أنّه بذل جهوداً كبيراً حتى تمكّن من الوصول إلى ما وصل إليه.
كان ابن خرداذبة من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة ايران بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه؛ لإيمانه بضرورة مُطابقة وصحة كل ما يتم تقديمه، إلى جانب إيمانه بأنّه يجب على صاحب العلم أن يمتلك كل الصفات الأخلاقية التي تسمح له بأن يكون عالماً.
تولّى ابن خرداذبة العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، ومن أهم الأعمال التي تولاها هي أنّه خدّم الخليفة العباسي المأمون، إلى جانب أنّه كان مُدرساً يلجأ إليه العديد من الطلبة للأخذ عنه والإستفادة منه.
التقى ابن خرداذبة من خلال سفراته ورحلاته بعدد كبير من العلماء والباحثين والمؤرخين والجيولوجين والفلاسفة، كما أنّه تلّمذ على يد أشهرهم؛ الأمر الذي جعله يتأثر بهم في كل مواضيع حياته واهتماماته.
كان ابن خرداذبة يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، والتي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعل العديد منهم يتلمذون على يده.
حظي ابن خرداذبة بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إضافةً إلى أنّه كان قد ذُكر في العديد من الكتب والمؤلفات التي كتبها من تبعه وعاصره من علماء وأساتذة، هذا وقد حصل على العديد من التكريمات والهدايا؛ تقديراً له على الجهود والتضحيات التي قدّمها من أجل النهوض بالدولة العربية الإسلامية بشكلٍ عام ودولة إيران بشكلٍ خاص.
عُرف عن ابن خرداذبة أنّه كان طويل القامة، يتمتع بقدرٍ كبير من الأخلاق والحسنات، هذا وقد كان سريع الذكاء اشتهر بفطنته وذكاءه وحنكته، يمتلك ذاكرة قوية أتاحت له الفرصة من تحقيق نجاحاتٍ في العديد من الكتب، كما أنّه كان يتمتع بحبه للخير ومُساعدة كل من يحتاج إلي مساعدة.
نبذة عن ابن خرداذبة:
تمكّن ابن الخرداذبة من خلال أبحاثه ودراساته من الوصول إلى الكثير من الابتكارات والاختراعات، والتي ساعدته في إيصال شهرته إلى الدول الغربية، حيث يُعدّ ابن خرداذبة أول من توصل إلى مفهوم كروية الأرض، كما أنّه قدّم كل الأدلة والبراهين التي تتعلق بذلك المفهوم الذي لا يزال الغموض فيه قائماً حتى يومنا هذا.
وصف ابن خرداذبة الأرض بطبيعتها وماهيتها، كما أنّه اهتم بشكلٍ خاص في كروية الأرض التي كان قدّم فيها أهم المفاهيم والمُصطلحات التي تتعلق بذلك العلم.
كتاب الممالك والمسالك لابن خرداذبة:
تمكّن ابن خرداذبة من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات والتي لم يتبقى منها إلا كتاب” الممالك والمسالك” حيث يُعد هذا الكتاب من أشهر وأهم الكتب التي كان قدّمها ابن خرداذبة.
ذكر ابن خرداذبة في كتابه هذا كل ما يتعلّق بكروية الأرض وصفاتها وجاذبيتها، حيث وضّح أنّ الأرض مدوّرة كتدوير الكرة، إلى جانب أنّه بيّن فيه قبلة كل بلدة من البلاد العربية والغربية.