ابن خلدون

اقرأ في هذا المقال


من هو ابن خلدون؟

هو عبد الرحمن بن مُحمد ابن خلدون ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، يُكنى بأبو زيد، من مواليد مدينة تونس، بدأ دراساته وتعليمه فيها، كان طالباً في جامعة الزيونة، اشتهر بشكلٍ كبير في زمانه وحتى بعد وفاته، كانت له العديد من الاهتمامات والميولات، كما أنّه كان واحداً من أهم العلماء والمؤرخين الذين بزغوا في العديد من العلوم والمجالات كالفسلفة والأدب والحكمة والمنطق وغيرها العديد من العلوم، إلى جانب أنّه يُعدّ أول من أسس علم الإجتماع.

تولّى ابن خلدون العديد من المهام والمناصب التي جعلته يحظى بمكانةٍ وقيمةٍ عظيمة في ذلك الزمان، كما أنّه حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي بدورها زادت من مكانة وقيمة الدولة العربية والإسلامية في زمانه وحتى بعد وفاته، هذا وقد تم تعيينه وليّاً للكتابة والوساطة خاصةً بين ملوك بلاد المغرب والأندلس.

عُرف عن ابن خلدون أنّه كان كثير التنقل والسفر والترحال؛ وذلك طلباً للعلم، ورغبةً منه في إيصال علومه وأبحاثه إلى العديد من دول وبلادان العالم، ففي بداية حياته وبعد أن أنهى مُتطلباته الدراسية قرر الانتقال إلى جمهورية مصر العربية وهناك تولّى العديد من المهام، فقد تم منحه الولاية والوصاية على قضاء المالكية والذي منحه إياها سلطان ذلك الزمان والمعروف بالسلطان برقوق.

بعد أن حقق ابن خلدون نجاحاتٍ كبيرة في جميع المهام والمناصب التي وُكلت إليه، وبعد أن تمكّن من تحقيق أثراً كبيراً في كل من التقى به إلى جانب مكانته وقيمته في نفوس الملوك والسلاطين، قرر ابن خلدون تقديم استقالته من منصبه الذي منحه إياه السلطان برقوق؛ وذلك رغبةً منه في إتمام دراساته التي كان قد انقطع عنها فترة عمله، ومن ثم بدأ العمل في تأليف ووضع العديد من التصنيفات التي كانت وما زالت واحدة من أهم مصادر الفكر العالمي.

تميّز ابن خلدون بذكائه وحنكته وفطنته، إلى جانب زهده وروعه وحبه للحياة؛ الأمر الذي جعل له الأثر الكبير في نفوس كل من عاصروه من أدباء وعلماء ومؤرخين وغيرهم الكثير، كما عُرف عنه أنّه كان يرافق والده في جميع المجالس والندوات التي كان يحضرها؛ وذلك رغبةً منه في الحصول على أكبر قدرٍ مُمكن من العلم والمعرفة.

إضافةً إلى ذلك فقد كانت كل العوامل والمؤثّرات التي تُحيط بابن خلدون من أهم الأسباب التي زادت من فكره الثقافي والاجتماعي، إضافةً إلى توليه العديد من المناصب والمهام التي جعلته يحتك بالعديد من الملوك والسلاطين والعلماء والأدباء وغيرهم من مُختلف الثقافات والديانات سواء كانت داخل العالم العربي الإسلامي أو خارجه، والذين أخذ عنهم وأخذوا عنه.

هذا وقد كان لمُجالسة ابن خلدون لأولئك العلماء والمؤرخين الذين بزغوا في زمانه وعاصروه الدور الأكبر في تطوّر شخصية وفكر ابن خلدون، إضافةً إلى تبادله للآراء والأفكار فيما بينهم؛ الأمر الذي جعله يستمر في مُتابعة ومواصلة القراءة والمُطالعة، خاصةً بعد أن تم انقطاعه في قلعة ابن سلامة التي كانت من أهم الأسباب في تفرُّغ ابن خلدون وصفاء ذهنه ودقة آراءه.

ولادة ابن خلدون:

ولد ابن خلدون في حوالي عام”732″ للهجرة والموافق”1332″ للميلاد، حيث كان مكان ولادته في مدينة تونس وبالتحديد في الدار الكائنة بنهج تربة الباي، هذا وقد عُرف عن أسرته أنّها كانت من الأسر العريقة المُحبة للعلم والمعرفة، فقد اشتهرت أسرته بشكلٍ خاص بعلم الأدب والشعر، إلى جانب اهتمامها الكبير والواضح في أصول الدين وحفظ القران الكريم.

أخذ ابن خلدون علومه ومعرفته التي اشتهر بها عن والده الذي كان مُعلمه الأول، كما أنّ أجداده كانوا من الأسر العريقة التي لها مكانةً وقيمةً عظيمة، حيث أنّهم كانوا يتولون العديد من المناصب السياسية والدينية المُهمة، كما أنّهم كانوا من أهل جاهٍ وعز ونفوذ.

هذا وقد عُرف عن ابن خلدون أنّ أصله كان من أصول حضر موت، كما أنّ اسمه كان يُعرف بالعائلي الحضرمي، إلى جانب أنّه كان يُقال عنه أنّه من سلالة الصحابي وائل بن حجر وأنّ أجداده كانوا من حضرموت.

ولكن على الرغم من ذلك فلم يستطع العلماء الإتفاق على أصل ابن خلدون، ممّا جعلهم يختلفون في بعض الأحيان، كما أنّه اعتمدوا في ذلك على مذهبين أساسين؛ الأول منهما والذي كان يُمثله ساطع الحصري كان يرى أنّ ابن خلدون عربي الأصل، في حين يرى الفريق الثاني مُتمثّلاً ب “طه حسين” أنّ ابن خلدون بربري الأصل، ولكن لم يكن لهذه الاختلافات أيُ شكٍ في عرقة نسب ابن خلدون وعلو شأنه ومكانته إلى جانب منزلة أجداده وأهله العالية خاصةً بعد استقرارهم في مدينة الأندلس التي استطاعوا فيها أنّ يُحققوا نجاحاتٍ وإزدهاراتٍ كبيرة، فقد خرج منهم الأديب والعالم والفيسلوف والإجتماعي والمُفكر وغيرهم العديد والكثير.


شارك المقالة: