من هو المصري؟
هو علي بن أبي سعيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري، يُكنّى بأبو الحسن، سُميّ بالصدفي؛ ذلك نسبةً إلى قبيلة الصدف العربية التي انتقلت من اليمن إلى مصر واستقرت فيها، كان عالماً ورياضياً وفيلسوفاً وفلكياً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً واضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره، توفي في مصر في حوالي عام” 1009″ للميلاد.
كان أبو الحسن المصري من مواليد مدينة مصر التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده بالتحديد، إلّا أنّه كان قد ذّكر أنّه ولد في عام” 342″ للهجرة والموافق” 950″ للميلاد، إلى جانب أنّه كان ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة بعلمها في ذلك الزمان، والتي كانت تحثّ على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمراره في دراساته وأبحاثه.
إلى جانب ذلك فقد كان لأبو الحسن ابن يونس المصري العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية، خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.
يُعدّ أبو الحسن المصري واحداً من أهم وأشهر العلماء الذين برعوا في علوم الفلك، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كمّاً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في ذلك المجال، هذا وقد كان من أعظم الفلكيين الذين بزغوا في ذلك الزمان أمثال البتاني وأبو الوفا البوزجاني.
بذل أبو الحسن المصري جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ ذلك بحثاً للعلم، رغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه.
تولّى أبو الحسن المصري العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، حيث عمل في بداية حياته كاتباً، كما أنّه كان قد خدم عدداً من الخلفاء الذين عاصروه.
التقى أبو الحسن بن يونس المصري بعدد كبير من العلماء والباحثين والفلكيين، كما أنّه كان قد تلمّذ على يد أشهرهم، حيث تعلّم على يد أبو الوفاء البوزجاني، إلى جانب أنّه كان قد تأثر بعلومه وكتاباته إضافةً إلى تأثر أبو الوفاء به ظهر هذا التأثر واضحاً من خلال التعاون فيما بينهم؛ لإنجاز العديد من الأعمال والأبحاث.
كان أبو الحسن المصري يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، التي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعل العديد منهم يتلمذون على يده.
حظي ابن البرغوث بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إضافةً إلى أنّه كان قد ذُكر في العديد من الكتب والمؤلفات التي كتبها من تبعه وعاصره من علماء وأساتذة، كما أنّه كان قد حصل على عدد من المُكافئات والتقديرات لما بذله من جهوداً وأعمال؛ فقد تم تسمية إحدى مناطق سطح القمر غير المرئية باسمه.
إسهامات ابن يونس المصري:
تمكّن أبو الحسن بن يونس المصري من تقديم العديد من الإنجازات والإسهامات في شتى العلوم والمعارف، حيث كان لها درواً كبيراً وواضحاً في تقدذمه وازدهاره، من أهم تلك الإسهامات:
- يُعدّ ابن يونس المصري من أوائل العلماء الذين تمكّنوا من رصد وتحديد كسوف الشمسوخسوف القمر.
- قدّم ابن يونس المصري دراساتٍ كثيرة حول حركة القمر، كما أنّه قدّم مجموعة من الأدلة التي تدل على استمرار تزايد تلك الحركة.
- نجح ابن يونس المصري من حساب وتقدير درجة ميل دائرة البروج، دون استخدام أية أداة فلكية.
- يُعتبر ابن يونس المصري أول من تمكّن من الوصول إلى حل لبعض المعادلات المُتعلقة بحساب المُثلثات التي تُستخدم في علم الفلك.
- يعود الفضل لابن يونس المصري في اختراع رقاص الساعة.
- نجح ابن يونس في حل العديد من المسائل الفلكية المُستعصية.
- لجأ ابن يونس المصري إلى استخدام البندول لحساب الوقت.
أشهر مؤلفات ابن يونس المصري:
- كتاب” الزيج الحاكمي “: يُعدّ هذا الكتاب من أهم الأدلة على الأعمال الفلكية التي كان قد قام بها.
- كتاب” بلوغ الأمنية “: احتوى هذا الكتاب على بعض التنبؤات والتوقعات بخصوص إحدى أيام الأسبوع الذي ستبدأ به السنة القطبية.