احتياطي الترسبات المعدنية

اقرأ في هذا المقال


ما هو احتياطي الترسبات المعدنية؟

خلال المنظور الزمني القديم في المجتمعات البشرية وبهدف تلبية حاجات الإنسان أثناء حياته منذ القدم، عمل الإنسان على السعي إلى استغلال الموارد الطبيعية والثروات المعدنية والعناصر بشكل بدائي، وكان ذلك بسبب توفر الأيدي العاملة الرخيصة، لكن مع مرور الوقت تسبب ذلك في استنفاذ كلي للخامات المعدنية والموارد الطبيعية القريبة من سطح الأرض خاصة العناصر التي كانت بتراكيز عالية جداً، وأثناء تطور وتقدم الحياة البشرية وبسبب الطلب المتزايد على تلك الخامات والموارد الطبيعية توجب على الإنسان أن يفكر في كيفية استغلال الثروات والاستفادة منها تحت سطح الأرض.
كما قلت العناصر والثروات ذات التراكيز المنخفظة مما تسبب ذلك في أن يعمل الإنسان على تطوير طرق ووسائل للبحث عن هذه الموارد، وكذلك قام بتطوير طرق الاستخراج والاستكشاف المنجمي، وعمد إلى استعمال التقنية الحديثة التي تلزم استثمار رؤوس أموال كثيرة خلال هذه المشاريع.
كما نعلم أنه تتواجد الترسبات والخامات المعدنية جيولوجياً في القشرة الأرضية وتكون بأشكال ونماذج متعددة ومختلفة، حيث تختلف عن بعضها البعض من ناحية الحجم والشكل أيضاً، كما أنها تختلف في طبيعة تراكيز المعادن الموجودة فيها، كما أن كل خام يملك خصائص وصفات جيولوجية وتركيبية وذلك حسب الظروف الترسيبية التي تسببت في ظهور ونشوء هذه الترسبات.
أي أن الترسبات المعدنية هذه تعتبر صعبة ومعقدة وتملك متغيرات عدة، وكل نوع من أنواع الترسبات المعدنية يملك جسم معدني يعتبر ذو صفات ومميزات خاصة فيه وقائم بذاته، وكل نموذج من هذه النماذج يحتاج إلى توضيح ودراسات جيولوجية وكيميائية وفيزيائية لمعرفة وتوضيح طبيعة هذا الجسم المعدني، وذلك قبل البدء بأي مرحلة من مراحل الاستغلال أو الاستخراج المنجمي.
كما أن الهدف الرئيسي من أي برنامج استكشافي في التحري والبحث والتنقيب عن الترسبات المعدنية بشكل عام سواء كانت هذه الترسبات مكشوفة على سطح الأرض أو كانت مخزنة في باطن الأرض، هو رصد وبحث ثم اكتشاف لهذه الترسبات بهدف الاستفادة منها لتنفيذ الحاجات البشرية والمتطلبات الصناعية من المواد الأولية.
لهذا السبب عندما يتم تحقيق نجاحات في أي برنامج استكشافي في العثور على أي ترسبات معدنية، فإنها تخضع إلى سلسلة من الدراسات الجيولوجية وتخضع إلى مراحل متتالية من عمليات التحري والتنقيب المفصل، ثم تتعرض إلى عمليات تقييم متتالية، وكل هذه المراحل والجهود تتطلب استثمار رؤوس أموال كبيرة بالإضافة إلى أنها تحتاج وقت زمني طويل.
والهدف من هذه العمليات هو التحقق من الترسبات المعدنية وتعيين امتداداتها وعمقها وتحديد شكلها وسمك هذه الترسبات مع فهم صفاتها الفيزيائية والكيميائية وما تملكه من تراكيز معدنية وأخيراً تنتهي جميع هذه الدراسات والمراحل التقييمية فيما يدعى بإسم احتياطي الترسبات المعدنية والذي يملك طرق في تصنيفاته وله مميزات عدة.


شارك المقالة: