أسباب ظهور التصانيف لاحتياطيات الترسبات المعدنية

اقرأ في هذا المقال


ما هي أسباب ظهور التصانيف لاحتياطيات الترسبات المعدنية؟

يوجد ثلاث تصانيف أساسية مستعملة في جيولوجيا المناجم والتقييم المعدني بشكل كبير وهي تعتبر أصناف عالمية، حيث توضح هذه التصانيف وجهة نظر كل مؤسسة من المؤسسات التي أوجدت التصنيف من جهة طبيعية فهمها وفلسفتها وطرق تقييمها للترسبات المعدنية، وذلك بالاعتماد على كثافة النماذج المستعملة ونوع الخصائص والصفات التي تدخل في التقييم والجدوى أو الاهمية الاقتصادية للترسبات باعتبار أن هذا العامل هو العامل الأساسي لتنشيط أهمية العمل المنجمي والصناعة المعدنية، نستطيع ملاحظة أن هذه التصانيف تقوم باستعمال مفاهيم مرنة وغير محدودة لطبيعة الدراسات والمعطيات والدراسات التقييمية التي تُطلب ليتم تعيين كل صنف من هذه الأصناف.
وكل منه يملك وجهة نظر واستيعاب خاص يستند بموجبه على استعمال شبكة نماذج محدودة، وتوضيف نوع النماذج المطلوبة، بالإضافة إلى فهم كيفية وضع الفروقات بين الدراسات والنتائج المفصلة وغير المفصلة وطبيعة المستويات المطلوبة من دقة أعمال ومقاييس الحدود والتراكيز والوارد الاقتصادي.
إن جميع هذه المتغيرات مجتمعة يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار مرة واحدة ويتم وزنها ومن ثم معايرتها لوضع الحدود المطلوبة والدقة في تقدير الاحتياطي وبالتالي تصنيف على أساس طبيعة الترسبات المعدنية وتركيبها الجيولوجي والعامل الاقتصادي الحاسم في وضع الاحتياطي للمصنف المناسب له.
وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر على تغير صنف الاحتياطي الموقعي إلى الصنف المعملي، ففي جميع الأعمال المنجمية والتشغيلية والتعدينية لا يمكن أن يتم استخراج جميع الترسبات المعدنية تلك التي تم تقدير الاحتياطي لها من مكانها ومن ثم ارسالها إلى معمل التنقية والاستخلاص بجميع الاحتياطات، لذلك لابد أن يحدث لها تغير إما زيادة أو نقصان في الكمية المجهزة وتكون في ذلك محكومة بعدة عوامل وهي حد القطع للتركيز، حيث أن تحديد حد القطع للتركيز عبارة عن قرار فني يؤخذ خلال عمليات التخطيط المنجمي ودراسات الوارد الاقتصادي، ويتم ذلك بالاعتماد على نسبة المكونات المعدنية.
وبالاستناد إلى سمك الترسبات المعدنية، كمية الإنتاج اليومي بالإضافة إلى موقع التمعدن، كذلك العائد الاقتصادي من بيع المعادن المنتجة ومعامل الاستخلاص Factor Recovery، إن حد القطع للتركيز يعد مفهوم اقتصادي يتحكم في عمليات التشغيل المنجمي في الحالتين المنجم السطحي أو تحت سطح الأرض.
هناك بعض من الأعمال المنجمية والتي تتعامل مع الترسبات المعدنية التي تكون ذات تراكيز واطئة، حيث تتطلب ترك قسم من هذه الترسبات مع الصخور العقيمة؛ وذلك ليمنع حدوث تخفيف للخام وهي نسبة تعتبر في حسابات الجدوى الاقتصادية لا تملك تأثير كبير على نسبة الإنتاج النهائي ولكن من الممكن أن تؤدي إلى نقص في كمية الاحتياطي المقدرة.
هناك أهمية كبيرة في حالة الصخور ذات التركيز العالي وهي أنها تقدم إنتاج نهائي مرتفع وبذلك يتم قلع جزء من الصخور العقيمة وخلطها مع الخام عندئذ يحدث تخفيف للتراكيز بنسبة محددة وزيادة في كمية الاحتياطي المقدرة هذه الموازنة بين كمية الاحتياطي وكمية التراكيز مهمة خلال عمليات التشغيل المنجمي في جميع مراحلها للحفاظ على أكبر كمية من الاحتياطي بدرجة تركيز مقبولة ليتم ضمان أكبر كمية من الإنتاج وبتكلفة اقتصادية قليلة، نسبة أو كمية الخام المستخرج من المنجم.
إن نسبة أو كمية الخام المستخرجة من المنجم تقوم بالاعتماد على عدة عوامل منها: طبيعة الأرض في مكان المنجم إذا كانت سهلة أو وعرة أو كانت منطقة زراعية وكذلك معرفة بعدها وقربها عن مركز المدينة ومدى توفر الخدمات، الطريقة المنجمية المستعملة في الاستخراج المعدني، المعدات ونوع المكننة المستعملة في عمليات الاستخراج المعدني، درجة الخام وحدة القطع للتركيز والسمك، شكل وحجم وامتدادات الجسم المعدني، نسبة التخفيف للترسبات المعدنية حيث أن عملية التخفيف للترسبات المعدنية تحدث إما من خلال إضافة مواد صخرية خالية من أي مكونات معدنية أو من خلال إضافة خامات ذات تراكيز قليلة.
هذه الإضافة تتسبب في خفض حد القطع للتركيز وبالتالي حدوث زيادة بكمية الاحتياطي المحسوب على أساس حد قطع محدد للتركيز، السبب الآخر الذي يؤثر على عامل التخفيف هو عامل إحصائي وحسابي، إن تعيين معدل حد القطع للتركيز يحدث بالاعتماد على دراسة نتائج النمذجة وتقييم هذه النتائج، في حين أنه خلال العمليات المنجمية القلع قد يكون ذات تركيز أعلى من المعدل أو أقل من درجة حد القطع للتركيز، كما أن هذا التغير في تراكيز كميات الخام التي تم إرسالها إلى معمل التنقية والاستخلاص تتسبب في حدوث تذبذب في كميات الإنتاج النهائي من المعدن وبالتالي يؤثر على التكلفة الإنتاجية للتشغيل.
وأخيراً قابلية الصخور للطحن ونعني بها مقاومة الصخور للطحن ومدى تحملها وصلابتها، وهي ذات تأثير كبير على تقدير الاحتياطيات؛ والسبب في ذلك هو عدم القدرة على تحرير المكونات المعدنية ضمن الترسبات وتعريضها للعمليات الكيمياوية بحيث أن ذلك يؤثر على الانتاج النهائي للمعادن.


شارك المقالة: