الآثار السلبية لطاقة الكتلة الحيوية

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام تعتبر طاقة الكتلة الحيوية نوع فريد من الكهرباء المتجددة، وعلى عكس كل من الطاقة الشمسية والرياح والطاقة المائية فإن توليد الطاقة من الكتلة الحيوية ينبعث منها غازات الدفيئة والعديد من الملوثات الأخرى في الهواء، ومع ذلك إن طاقة الكتلة الحيوية هي أكثر أماناً للبيئة نسبياً من الوقود الأحفوري، ولكنها ليست بريئة تماماً، حيث يمكن أن يكون لها العديد من الآثار السلبية على كل شيء من: التربة إلى موارد المياه إلى الغابات إلى الغلاف الجوي والمناخ.

ما هي طاقة الكتلة الحيوية؟

هي عبارة عن الطاقة التي يتم إنتاجها من النباتات ومخلفات الطعام والنفايات، حيث يتم حرق كل من هذه النباتات والنفايات من أجل تسخين الماء إلى بخار، ومن ثم قد يقوم هذا البخار بتدوير التوربينات لتوليد الكهرباء، والقدرة على حرق منتجات النفايات من الصناعات الأخرى لتوليد الكهرباء قد تجعل طاقة الكتلة الحيوية هي مورداً صديقاً للبيئة مقارنة بالوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز)، وأيضاً توفر الكتلة الحيوية أكثر من حوالي 50 مليار كيلوواط في الساعة من الكهرباء كل عام في بعض دول العالم مثل: الولايات المتحدة، وهو ما يمثل أكثر من حوالي 1.5 في المائة من إجمالي الطلب على الكهرباء.

الآثار السلبية لطاقة الكتلة الحيوية:

إن استخدام كل من النباتات ومخلفات الطعام والنفايات الصناعية لتوليد الطاقة هي أشياء عبقرية ومذهلة حقاً، وتعتبر الكتلة الحيوية بأنها مصدر متجدد للطاقة القائمة على الكربون المتولدة من هذه المواد النباتية المحترقة ولكنها ليست مثالية كثيراً، حيث يمكن أن تسبب الطرق المستخدمة لتوليد الطاقة من الكتلة الحيوية أضراراً بيئية كبيرة تماماً مثلها مثل قطاعات الطاقة الأخرى، ومع توقع زيادة عدد محطات الكتلة الحيوية في المستقبل القريب في جميع أنحاء العالم، فإن معالجة بعض المخاوف البيئية المرتبطة بهذا المورد هو أمر بالغ الأهمية.

– فيما يلي بعض من الآثار السلبية لطاقة الكتلة الحيوية:

ممارسات إزالة الغابات والزراعة

تتطلب طاقة الكتلة الحيوية عادةً زراعة محاصيل طاقة على نطاق واسع، حيث تعد كل من الحشائش وغيرها من المحاصيل الأخرى غير الصالحة للأكل عالية السليلوز الأكثر شيوعاً لإنتاج الطاقة من الكتلة الحيوية، وهذه المحاصيل يوجد لها نفس الآثار البيئية للمحاصيل الغذائية من حيث مكافحة الآفات والري والتعرية، ويمكن أن تؤدي إزالة الغابات لإنتاج محاصيل الطاقة إلى زيادة غازات الاحتباس الحراري والتي يمكن أن تسبب الاحتباس الحراري، حيث إن حوالي من 25 إلى 30 في المائة من غازات الدفيئة المنبعثة كل عام تكون نتيجة لإزالة الغابات، كما يمكن أن تؤدي إزالة الغابات إلى بعض المخاطر والآثار الزراعية على ممارسات الحصاد المستدامة والاستخدام المسؤول للأراضي.

الاستخدام الكبير للمياه

مثل محطات الفحم الحجري والطاقة النووية قد تعطل محطات الكتلة الحيوية مصادر المياه المحلية، حيث يتراوح استخدام المياه في مصنع الكتلة الحيوية بين 20.000 و50.000 جالون لكل ميغاواط / ساعة، ويتم إطلاق هذه المياه أيضاً مرة أخرى إلى المصدر عند درجة حرارة أعلى، مما يعطل النظام البيئي المحلي، وأيضاً يمكن أن يؤدي جريان المغذيات من محاصيل الطاقة إلى الإضرار بموارد المياه المحلية، وقد تؤدي زراعة محاصيل الطاقة في المناطق ذات الأمطار الموسمية المنخفضة إلى الضغط على إمدادات المياه المحلية.

انبعاثات الهواء

على الرغم من إن طاقة الكتلة الحيوية هي حقاً بديلاً نظيفاً ونسبياً للوقود الأحفوري الأكثر ضرراً – إلا أن الكتلة الحيوية لا تزال تولد سموماً ضارة يمكن إطلاقها في الغلاف الجوي أثناء عملية احتراقها، وتختلف هذه الانبعاثات بشكل كبير اعتماداً على المواد الخام للنبات، واكثر الملوثات وضوحاً هي: أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون والجسيمات، ومع ذلك يمكن أن تساعد الفلاتر ومصادر الكتلة الحيوية الأنظف وأنظمة التغويز في حل المشكلة، ولكن تكلفة هذه المعدات والتقنيات باهظة.

تآكل التربة

إن تآكل التربة هي نقطة قلق رئيسية في إنتاج الطاقة الحيوية لأن التعرية تقلل حقاً من جودة التربة، وبالتالي فإنها قد تقلل من إنتاجية النظم البيئية الطبيعية والزراعية، وتتم عملية تآكل التربة في العديد من المسارات وهما: توسيع مساحات المحاصيل وإزالة المخلفات وتغيير استخدام بعض الأراضي، فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون لتوسع مساحات المحاصيل بسبب الطلب المتزايد على الإيثانول عواقب وخيمة في احتباس التربة بسبب مساحة الزراعة الأكثر مرونة نسبياً، وتشير التقديرات إلى أن فوائد تدابير الحفظ للحفاظ على التربة سوف تتضاءل أكثر إذا حدثت زيادة المحاصيل في هذه الأراضي، ومع ذلك يمكن لزراعة المحاصيل الحالية مع ممارسات الحراثة المناسبة أن تقلل فعلاً من تآكل التربة.


شارك المقالة: