ما هي التناقضات التي غيرت مفهوم الكون؟
تم التعرف على أول هذه التناقضات في أواخر القرن التاسع عشر وهو يتعلق بالخواص المحيرة لحركة الضوء، وباختصار وطبقاً لقانون الحركة لنيوتن فإننا إذا ركضنا بسرعة كافية يمكننا أن نلحق بشعاع الضوء، لكن وتبعاً لقوانين جيمس كلارك ماكسويل عن الكهرومغناطيسية فإننا لن نستطيع، كما قام العالم آنشتاين بحل هذا التناقض من خلال النظرية النسبية الخاصة، وهو بذلك قد غير مفهومنا عن المكان والزمان كلية، وطبقاً للنسبية الخاصة لا يمكن أن نفكر في المكان والزمان كمفهوم عالمي جامد ثابت يشعر به كل إنسان بنفس الشكل لكنهما يبدوان (المكان والزمان) في أبحاث آينشتاين كبنى طيعة يعتمد شكلها ومظهرها في حالة الحركة التي عليها المشاهد.
وعلى الفور قام تطور النسبية الخاصة بإعداد المسرح لظهور التناقض الثاني تنص إحدى نتائج أبحاث آينشتاين أنه لا يمكن لأي جسم أن ينتقل بسرعة أكبر من سرعة الضوء، بالإضافة إلى ذلك فإن نظرية نيوتن الكونية للجاذبية وهي النظرية الناجحة عند تجربتها والمقبولة حدسياً، تتضمن انتقال لمسافات شاسعة لحظياً، كان آينشتاين مرة أخرى هو الذي قام بحل هذا التناقض الثاني، وقدم مفهوم جديداً للجاذبية ضمن نظرية النسبية العامة عام 1915 وقد غيرت النسبية العامة المفاهيم السابقة عن المكان والزمان تماماً كما فعلت من قبلها النسبية الخاصة.
ومن المعروف أنه لا يتأثر الزمان والمكان بحركة المشاهد، في حين كليهما ينحرف ويلتوي وذلك بناءاً على وجود كل من الطاقة والمادة في طريقهما، وتؤدي مثل هذه التشوهات في نسيج المكان والزمان إلى انتقال قوى الجاذبية من مكان إلى آخر، وبذلك فإن المكان والزمان لا يمكن اعتبارهما بعد ذلك مجرد خلفية خاملة تجري عليها أحداث العالم بل إنهما ومن خلال نظريتي النسبية الخاصة والعامة يؤديان أدواراً خاصة في نفس الأحداث، وتتكرر الصورة مرة أخرى فعندما حل اكتشاف النسبية العامة أحد التناقضات أدى إلى ظهور تناقض آخر، وقد طور علماء الفيزياء ميكانيكا الكم على مدى ثلاثة عقود بدءاً من سنة 1900.
وذلك كرد فعل لعدد من المشاكل القوية التي ظهرت عند تطبيق مفايهم الفيزياء في القرن التاسع عشر على العالم الميكروسكوبي، كما أن التناقض الثالث والأكثر حدة قد ظهر من عدم التوافق بين ميكانيكا الكم والنسبية العامة.