يتوسع الكون بشكل أسرع مما كان يُعتقد سابقًا، وهو اكتشاف أبهر العلماء لعقود. لوحظت هذه الظاهرة لأول مرة في عشرينيات القرن الماضي من قبل عالم الفلك إدوين هابل، الذي اكتشف أن المجرات كانت تبتعد عن بعضها البعض بسرعات متزايدة. منذ ذلك الحين كان العلماء يدرسون معدل توسع الكون لفهم سبب حدوثه بشكل أفضل وما يعنيه بالنسبة لمصير الكون.
أسباب توسيع الكون
- في التسعينيات اكتشف العلماء أن توسع الكون لم يتباطأ، كما كان يعتقد سابقًا، ولكنه في الواقع يتسارع. أصبح هذا الاكتشاف ممكنًا من خلال مراقبة المستعرات الأعظمية، والتي هي عبارة عن نجوم تنفجر وتطلق كمية هائلة من الطاقة. يمكن استخدام سطوع المستعرات الأعظمية لقياس المسافات في الكون، ووجد أن المستعرات الأعظمية البعيدة كانت أضعف من المتوقع، مما يشير إلى أنها كانت تبتعد عنا بمعدل أسرع مما كان يعتقد سابقًا.
- لا يزال سبب التوسع المتسارع للكون غير مفهوم تمامًا، لكن العلماء يعتقدون أنه مدفوع بقوة غامضة تعرف باسم الطاقة المظلمة. الطاقة المظلمة هي نوع من الطاقة يُعتقد أنها تتخلل كل الفضاء وتتسبب في تمدده بمعدل متسارع. بينما لا يزال يتعين على العلماء اكتشاف الطاقة المظلمة بشكل مباشر، يتم الاستدلال على وجودها من السلوك المرصود للكون.
- الاحتمال الآخر هو أن فهمنا للجاذبية غير مكتمل، وأن قوة الجاذبية تضعف على مسافات كبيرة، مما يتسبب في ابتعاد المجرات عن بعضها البعض بمعدل متسارع. ومع ذلك لا تزال هذه النظرية قيد الدراسة ولم يتم تأكيدها بشكل كامل.
- الآثار المترتبة على تسارع توسع الكون مهمة لفهمنا لمصير الكون. إذا استمر التمدد بمعدله الحالي فستستمر المسافة بين المجرات في الزيادة، لتصل في النهاية إلى نقطة تكون فيها المجرات متباعدة جدًا بحيث لا تتفاعل مع بعضها البعض. هذا يعني أن النجوم والكواكب ستعزل، وسيصبح الكون مكانًا باردًا ومظلمًا.