ما لا تعرفه عن الجاحظ:
هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي، يُكنّى بأبو عثمان، يُعدّ واحداً من أكبر وأشهر العلماء العرب والمسلمين، حيث كان عالماً في علم الأحياء والرياضيات والفلك، إضافةً إلى أنّه كان فيلسوفاً وأديباً ومؤرخاً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً واضحاً في النهوض بالدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في تقدّمه وازدهاره وشهرته.
كان الجاحظ من مواليد مدينة البصرة فقد كان ينتمي إلى بني كنانة، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده بالتحديد في أي من الروايات أو الكتب، حتى أنّه هو نفسه لم يكن يعلم ما هو تاريخ ميلاده، هذا وقد كان ينتمي لواحدة من الأسر الفقيرة بماديتها الغنية بعلمها، إلى جانب أنّها كانت ترتكز على ضرورة اعتماد الفرد على نفسه؛ الأمر الذي جعل من الجاحظ شخصيةً عملية يعتمد على نفسه في تدبير أموره وكسب رزقه.
اشتهر الجاحظ في زمانه بشكلٍ كبير، كما أنّه كان واحداً من أكبر أئمة الأدب؛ الأمر الذي جعله يتولى العديد من المناصب والمهام التي زادت من أدبه وفكره وثقافته إلى جانب دورها في تحسين مستوى المعيشة لديه، حيث عمل في بداية حياته إماماً للأدباء الذين بزغوا في العصر العباسي الثاني.
عُرف عن الجاحظ أنّه كان كثير السفر والتنقل، حيث يقال أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك رغبةً منه في الحصول على أكبر قدرٍ مُمكن من العلوم والمعارف، إلى جانب أنّه كان يطمح للوصول إلى شهرةٍ عالمية تاريخية تسمح له بالإنضمام إلى قائمة أهم وأشهر العلماء.
إلى جانب ذلك فقد تميّز الجاحظ بذكائه وحنكته وفطنته، كما أنّه كان جاحظ العينين ولهذا السبب سمي بالجاحظ، هذا وقد عُرف عنه أنّه كان ذو جَلدٍ وصلابة، مُتكلماً ومُتحدثاً، بديهياً سريع الحفظ والفهم، يمتلك رأياً صائباً لا يُخطى، لديه أساليباً مُتعددة في إقناع من حوله وجذبهم لإستماعه.
برع الجاحظ في علم الأحياء بشكلٍ كبير وواضح، حيث كان كثير البحث والدراسة، لا يُقدّم أي إسهامٍ أو اكتشاف إلى بعد إخضاعه للتجربة والتطبيق، إلى جانب اهتمامه في ذلك العلم فقد كانت له العديد من الميولات والإهتمامات في شتى العلوم والمعارف كالرياضيات والفلسفة والطبيعيات والمنطق والسياسة وغيرها الكثير؛ الأمر الذي جعله واحداً من أهم العلماء التاريخيين الذين بزغوا في ذلك الزمان.
عُرف عن الجاحظ أنّه كان يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي يحضرها العديد من العلماء والمؤرخين، حيث كان يتناول في تلك المحاضرات الحديث عن كل العلوم والمعارف التي توصل إليها، إلى جانب أنّه كان يأخذ ممن يحضره أهم علومهم ومعارفهم، كما أنّه كان قد تلمّذ على يد أشهرهم، فقد كان أبو يوسف القاضي من أشهر أساتذة الجاحظ.
نبذة عن الجاحظ:
عاش الجاحظ في فترة إزدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب فترة النهوض باللغة العربية التي حظيت بمكانةٍ وقيمةٍ كبيرة في تلك الأوقات، هذا وقد كان العصر الذي يعيش فيه الجاحظ من العصور التي اهتمت بشكلٍ كبير في عمليات الترجمة والنقل والأخذ عن اللغات الأجنبية الأخرى.
على الرغم من أنّ الجاحظ كان ميسور الحال، ليس لديه الكثير من الأموال والمناصب، إلّا أنّه كان يستأجر وباستمرار بعض من دكاكين الوراقين؛ و ذلك لانفراده مع كتبه وأبحاثه ودراساته، فقد عُرف عنه أنّه كان شديد التعلّق بالقراءة والمطالعة، إلى جانب أنّه كان يندمج بشكلٍ كبير مع كل من يمتلك علماً أو معرفةً أو فكر أو ثقافة؛ الأمر الذي ظهر واضحاً في شخصيته التي نمّت على المعرفة والعلم.
أشهر مؤلفات الجاحظ:
تمكّن الجاحظ كغيره من العلماء من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات والتي تناولت العديد من العلوم، حيث كتب عن العلوم والطبيعة والفلك والشعر والأدب وغيرها الكثير من الكتب التي كان بعضها بمثابة موسوعةٍ علمية للعديد من العلماء المعاصرين واللاحقين للجاحظ، ومن أشهر تلك الكتب:
- كتاب” الحيوان “: يُعدّ هذا الكتاب من أهم وأقدم وأشهر الكتب التي قدّمها الجاحظ، حيث تناول فيه الحديث عن طبيعة الحيوان وكل ما يتعلق فيه، إلى جانب أنّه ذكر فيه أهم الأحداث والقصص والأخبار والخرافات التي حدّثت وقد تحدّث.
إلى جانب ذلك فقد شمل جزءاً من هذا الكتاب الحديث عن أحوال وأخبار وأشعار الشعوب والقبائل العربية، إضافةً إلى أنّ هذا الكتاب ضم العديد من المعلومات والأفكار فيما يتعلق بالمعارف الإسلامية وأهم ما وصلت إليه من تقديراتٍ ومكافئاتٍ. - كتاب” البيان والتبيان “: احتوى هذا الكتاب على مواضيعٍ مُختلفة فقد تحدّث عن كل من علوم الأدب والفلسفة والبيان وفن الحديث والتكلّم وغيرها الكثير من المواضيع المُهمة التي تُفيد الإنسان في حياته اليومية والعملية.