ما هي الخصائص المعدنية للترسبات؟
تتعامل عمليات المعالجة والاستخلاص المعدني بشكل أساسي في فصل المعادن أو الفلزات عن بعضها البعض، وتفصلها أيضاً عن المواد الغثة والعقيمة وهي في الحالة الصلبة، لهذا السبب يجب توفر المعرفة والخبرة العلمية التي تكفي في معرفة المميزات والخصائص المعدنية والفيزيائية والكيميائية أيضاً لجميع أنواع المعادن.
ومن أجل أن تنجح عمليات الفصل المعدني يجب معاملة كل معدن بحسب نوع هذه الخصائص والمميزات ومعرفة قدرتها على الاستجابة لنوع وطريقة الفصل أو الاستخلاص المعدني المتبعة، حيث أن معظم عمليات الفصل المعدني تعتمد على نسبة التراكيز المعدنية التي تكون ممثلة بالحجم الحبيبي وتعتمد على طبيعة تواجدها وارتباطها مع المكونات الصخرية الأخرى.
على الرغم من أن التركيب الكيماوي للمعادن والفلزات لا يعتبر دليل على نجاح عمليات الفصل الكيماوي؛ والسبب في ذلك هو عدم إمكانية التنبؤ بتحقيق معامل استخلاص عالي مع وجود تكاليف مرتفعة لهذه المعالجات، أي أن ذلك يعني بعدم وجود طريقة معالجة أو استخلاص معدني قياسية، فمن المحتمل أن تكون ناجحة للاستعمال في فصل واستخلاص معدن محدد أو عدة أنواع من المعادن في ترسبات معدنية متعددة ذات تكوينات جيولوجية مختلفة.
إن كل معدن يحتوي على نوعاً من التواجدات في الترسبات المعدنية يختلف عن تواجد المعدن نفسه في ترسبات معدنية أخرى؛ والسبب في ذلك هو نوع وطبيعة تشكيل هذه الترسبات وطبيعة الترابط مع المكونات الصخرية المرافقة لها واحتوائها على مميزات وخصائص مختلفة تماماً عن الترسبات المعدنية الأخرى، لذلك يجب معاملة كل مكون معدني أو كل الترسبات المعدنية أثناء عملية الاستخلاص المعدني معاملة خاصة وحيدة تتميز به، وذلك بالاعتماد على استجابة هذه الترسبات لعمليات الفصل والاستخلاص المعدني، خلال السنوات السابقة القديمة، حيث يتم تعيين المكونات والخصائص المعدنية للترسبات في المختبر باستعمال شرائح صخرية رقيقة، كما يتم فحص وتحديد المكونات المعدنية باستعمال المجهر.
خلال الوقت الحاضر تم استعمال أجهزة خاصة وطرق حديثة لتحديد المكونات المعدنية والفلزية للصخور بشكل مباشر، من الأمثلة على ذلك أجهزة الامتصاص الذري التي تعين محتوى العناصر في الصخور والمعادن، وأيضاً جهاز التصوير الطيفي وأجهزة الفحص باستعمال الأشعة السينية الحائدة والأشعة السينية المنكسرة، والتي تقوم بتعيين المحتوى المعدني في الصخور واستعمال مجهر الماسح الالكتروني لنفس الهدف وذلك فضلاً عن أجهزة قياس المساحة السطحية التي تحدد الحجم الحبيبي للمعادن.