عندما يقترب النجم من نهاية عمره يبدأ في نفاد الوقود ويخضع لسلسلة من التغييرات التي يمكن أن تتسبب في تمدده وإطلاق كميات كبيرة من الغاز والغبار في الفضاء. يمكن رؤية هذه السحب من الغاز والغبار على أنها سدم ملونة ومشرقة وغالبًا ما يشار إليها باسم السدم الكوكبية.
تسمية السدم الكوكبية
تمت تسمية السدم الكوكبية بهذا الاسم لأنه كان يُعتقد في الأصل أنها تشبه الكواكب بسبب شكلها المستدير الذي يشبه القرص. ومع ذلك فهي تتكون في الواقع من الغاز والغبار الذي تم طرده من النجم المحتضر. غالبًا ما يتأين هذا الغاز والغبار بفعل إشعاع النجم، مما يؤدي إلى إصدار ضوء بألوان مختلفة ، مما يمنح السديم مظهره المميز.
أشكال وأنواع السحب الغازية المنبعثة
يمكن أن يكون للسحب الغازية المنبعثة من النجوم المحتضرة مجموعة متنوعة من الأشكال والأحجام، اعتمادًا على كتلة النجم وعمره. بعض السدم بسيطة نسبيًا ذات شكل كروي أو إهليلجي، بينما البعض الآخر أكثر تعقيدًا، مع أشكال وهياكل معقدة يعتقد أنها ناتجة عن تفاعل السحب الغازية مع الوسط النجمي المحيط.
أحد أشهر الأمثلة على السديم الكوكبي هو سديم اللولب، والذي يقع في كوكبة الدلو. هذا السديم له شكل مميز “يشبه العين” ويعتقد أنه تم تشكيله بموت نجم مشابه في الحجم للشمس.
تعد دراسة السدم الكوكبية والسحب الغازية المنبعثة من النجوم المحتضرة أمرًا مهمًا لفهم دورة حياة النجوم وتشكيل أنظمة كوكبية جديدة. تحتوي غيوم الغاز هذه على العديد من العناصر الضرورية للحياة، بما في ذلك الكربون والأكسجين والنيتروجين، ويمكن أن تكون بمثابة اللبنات الأساسية للنجوم والكواكب الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك فإن السدم الكوكبية تحظى أيضًا باهتمام علماء الفلك لأنها توفر فرصة فريدة لدراسة ديناميكيات الغاز والغبار في الفضاء. يمكن أن تساعد ملاحظات هذه السدم علماء الفلك على فهم كيفية توزيع الغاز والغبار في جميع أنحاء المجرة ويمكن أن تلقي الضوء على العمليات التي تقود تطور المجرات.