ما هي الشهب المتفجرة؟
إن الأجسام التي تعرف باسم الشهب المتفجرة هي الأجسام الأكبر حجماً والتي لا تفقد سرعتها الكونية، أي أنها تبلغ سطح الكرة الأرضية بسرعات هائلة، وهذا ما يعرف باسم الاصطدام عند سرعة مفرطة.
كما أن كمية الكتلة اللازمة لحدوث اصطدام بسرعات مفرطة تعتمد على زاوية وصول الحجر النيزكي وسرعته بالإضافة إلى طبيعة الحجر وهو العامل ذو الأهمية الأعظم، وذلك نظراً لأن صخور النيازك الحجرية ذات المسامية الأكبر والتصدع الضخم تتفتت في الغلاف الجوي، بشكل أسرع من النيازك الحديدية التي تكون متراصة، ومن ثم تكون ذات اصطدام قليل الشدة.
ومن الممكن أنه في لحظة بلوغ كتلة النيازك 1000 طن (نيزك يكون ذو قطر يقع بين 6 إلى 10 أمتار بحسب تكونه من الحديد أو من الحجر)، فإنه سيدخل مجال الاصطدامات ذات السرعات المفرطة، حيث أن الاصطدام بسرعة كبيرة جداً يتسبب في إحداث حفرة تدعى باسم فوهة الانفجار، إذ أن الشهاب المتفجر يكاد أن يتبخر بشكل كامل، في حين أن الصخرة المستهدفة تتبخر بشكل جزئي.
كما أن موجة الصدمة التي تنتج عن سقوط الشهاب المتفجر بسرعة فائقة تتسبب في حدوث صدمة في معادن الصخرة المصابة عند السقوط والتي لم يتمكن الاصطدام من تحطيمها، ومن ثم تتشكل ثغرات الاصطدام؛ أي أنه ينتج صخور جديدة بسبب التحول الحراري والميكانيكي الذي تعرضت له الصخرة المصابة، حيث تعتبر ثغرات الاصطدام في روشيشوار (أوت فين في فرنسا) نموذجاً يمثل هذا النوع من الصخور التي تتشكل بسبب صدمة الشهاب المتفجر.
ما هي فوهة روشيشوار؟
وبالرغم من أن فوهة روشيشوار قد تلاشت حتى الاضمحلال فقد عملت مواصفات الثغرات على إتاحة المجال لتحديد عمر الفوهات والنيزك، والذي كان يساوي 210 مليون عام، ومن الواضح أن قطر فوهات التصادم أكبر من قطر المصطدم تقريباً بعشر أضعاف، في حين أن عمقها يساوي ثلث قطره.
إن حالات الاصطدام الأكثر عنفاً وشدة تتسبب في إحداث ما يُعرف بالتكتيت، وهي عبارة عن أجسام زجاجية لا يتجاوز حجمها بضعة سانتي مترات، ويتكون التكتيت بسبب تصلب كريات الصخر المذابة التي نتجت عن الاصطدام والتي قذفت في الغلاف الجوي بسرعات عالية.
أما بالنسبة لشكل التكتيت فهو يكون أشبه بالزر الصغير أو الدمعة، حيث يوجد على امتداد آلاف الكيلو مترات كشاهد على ارتطام عنيف جداً، ويتشكل التكتيت من مادة أرضية فضلاً عن مادة ضئيلة من خارج الأرض، ومن المعروف أنه يوجد أربعة حقول تكتيت كبيرة يرجع كل منها إلى حادثة اصطدام مختلفة منها: التكتيتات الأسترالية والتي لم يتم تحديد الفوهة التي أوجدتها.
أما التكتيتات التي وجدت في ساحل العاج فترجع إلى فوهة بحيرة بسومتري في غانا، كما يوجد تكتيتات في مولدافيا وتم انتسابها إلى فوهة نوردلينغر ريس في ألمانيا، في حين أن تكتيات تكساس تعود لفوهة خليج شيسابيك (ولاية ميرلاند في الولايات المتحدة).
وأول فوهة اصطدام تم تعيينها هي فوهة شهاب في أريزونا الولايات المتحدة، حيث تم تقدير حجمها بأنها ذات قطر يساوي 1.2 كيلو متر، وهي التي تشكلت بسبب شهاب متفجر يبلغ حوالي 50 متر (أي أربع ملايين طن) متحرك بسرعة 12 كيلو متر لكل ثانية منذ تقريباً 25000 إلى 50000 عام.
أما الطاقة التي تحررت بسبب حادثة الارتطام فكانت تقدر بـ 2.5 مليون طن أي ما يساوي 170 ضعف لطاقة قنبلة هيروشيما، كما تم العثور على العشرات من شظايا الحجر النيزكي الذي تسبب في الارتطام بالقرب من الفوهة التي تم تسميتها باسم كانيون ديابلو كنية عن وادي ضيق مجاور لها، فمن الضروري ذكر أن الأحجار النيزكية في كانيون ديابلو هي حجارة منبثقة من نيازك حديدية.
فوهات التصادم:
ومن الممكن أن تتفجر الشهب المتفجرة في الغلاف الجوي قبل أن تبلغ الأرض، كما هو الحال في حداثة تونغوسكا المعروفة والتي حدثت في سيبيريا الشرقية صباح الثلاثين من شهر يونيو عام 1908، فقد تم رصد الشهاب على بعد آلاف الكيلو مترات ورصدت أجهزة التسجيل (أجهزة تسجيل الزلازل) في جينا بألمانيا الانفجار حينها.
إن أغلب فوهات التصادم تعرضت إما للتآكل أو للإمتلاء بالرواسب وبهذا كان من الصعب تمييزها، كما أن أكثرها قدماً قد اختفى من سطح الأرض الذي يتجدد دائماً بسبب تكتونية الصفائح، والفوهات العتيقة المتآكلة تدعى باسم فوهات أرضية أو أستروبليم، كما أنه يوجد على الأرض ما يقارب الـ 110 من فوهات التصام تتراوح بين 100 إلى 200 كيلو متر.
كما تم العثور على مواد نيزكية ذات صلة كانت تقريباً من 15 نيزك، وتم تمييز فوهات أخرى بدراسة تشكل وطبيعة صخورها.