الصدوع الاندفاعية وهندسة الصدوع الدفعية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الصدوع الاندفاعية؟

هي بالأصل صدوع أرضية تسمى الصدوع الدسرية، لها أسماء متعددة مثل: الصدوع الدفعية والصدوع الاندفاعية، ويمكن تعريف الصدع الدسري على أنه عبارة عن صدع معكوس يتحرك فيه الحائط العلوي (أو الكتلة الصخرية التي تعلو مستوى الصدع) لأعلى بالنسبة للحائط السفلي؛ أي بالنسبة للكتلة الصخرية الموجودة أسفل مستوى الصدع.
كما تقل في هذه الصدوع زاوية ميل مستوى الصدع عن 30 درجة، بمعنى أن زاوية ميل مستوى الصدع تزيد عن الصفر وتقل عن 30 درجة، وفي بعض الأحيان ربما تصل زاوية ميل مستوى الصدع الدسري إلى 45 درجة، أما في حالة الصدوع المعكوسة فإن زاوية ميل الصدع تزيد عادةً عن 45 درجة.
وتؤدي مثل هذه الصدوع إلى دسر ودفع الوحدات الصخرية القديمة فوق الوحدات الصخرية الحديثة، وفي القطاعات الرأسية يحدث تكرار مرة أو عدة مرات بفعل عملية التصدع الدسري، وبصفة العموم فإن الصدوع الدسرية أو الدفعية هي الأماكن التي يحدث عندها تعويض لعملية الانكماش التي تنتاب صخور القشرة الأرضية بفعل الحركات التكتونية.
والصدوع الدسرية تختلف أبعادها من منطقة إلى أخرى، فبعض الصدوع الدسرية تكون دقيقة للغاية ولا يمكن رؤيتها إلا عند دراسة القطاعات الصخرية الرقيقة تحت المجهر، وبعضها يصل امتداده إلى عشرات أو مئات الأمتار، وبعضها ربما يؤثر على الأحزمة الصخرية لعشرات أو مئات الكيلو مترات.
والإزاحات الظاهرة على مستويات الصدوع الدسرية أيضاً تختلف من منطقة إلى أخرى، وفي بعض الأحيان تبلغ الإزاحة عشرات أو مئات الكيلو مترات، وعموماً كلما زاد امتداد الصدع الدسري كلما زادت الإزاحة الظاهرة؛ والسبب في ذلك أن زاوية ميل مستوى الصدع تكون صغيرة جداً.

أهم المعلومات عن الصدوع الاندفاعية:

من المهم أن نشير هنا إلى أن بعض العلماء الجيولوجيين يعتقدون أن حواف ألواح الأرض التقاربية (CONVERGENT PLAT MARGINS) تمثل نطاقات معقدة من الصدوع الدسرية أو الدفعية، ويلاحظ أنه في حالة الصدوع الدسرية التي تحتوي على زاوية ميل صغيرة يكون الامتداد المساحي أو المكاني للحائط العلوي أو الكتلة الصخرية العلوية كبيراً للغاية إذا ما قورنت بالسمك الحقيقي للطبقات الأرضية، ولهذا السبب تم تسمية الحائط العلوي باسم (الفرشة أو الفريشة الدسرية).
ويطلق أيضاً من الفرشة أو الفريشة الدسرية التي تتحرك من مكانها الذي تكونت فيه بفعل عملية الدسر لمسافات كبيرة اصطلاح الفرشة الدسرية المنقولة أو الفرشة الدسرية المزحزحة، وهذا الاصطلاح قد تم وضعه من اللغة الاغريقية، ويتكون من مقطعين الأول هو (allo) ويعني الآخر، والمقطع الثاني هو (chthonos) ويعني الأرض.
كما يطلق على الصخور التي تشكل الحائط السفلي شريطة أن تظل في مكانها أثناء عملية الدسر (كما هو الحال بالنسبة لصخور معقد القاعدة) اصطلاح الفرشة الدسرية مكانية التكون أو الفرشة الدسرية غير المنقولة، ويعني هذا المقطع (auto) بالإغريقية (هذا أو هذه) وبالتالي فإن الاصطلاح يعني هذه الأرض.

هندسة الصدوع الاندفاعية (الدسرية):

إن الآثار الناجمة عن تقاطع الصخور الدسرية أو الدفعية مع سطح الأرض ليست خطوط مستقيمة كما يتخيل الجيولوجي في البداية؛ فبعض الصدوع تبدو شديدة التعرج والانحناء والانثناء أيضاً نتيجة لتقاطع الصدوع اللطيفة أو خفيفة الميل مع طبوغرافية الأرض غير المنتظمة أو نتيجة لعمليات الطي التي تؤثر على مستويات الصدوع.
وبما أن الخريطة ما هي إلا إسقاط رأسي لمستوى سطح الأرض الأفقي، لذا فإن مساقط بعض الأنظمة الدسرية تبدو شديدة التعرجات والانثناءات، وفي بعض الحالات تعكس الأسطح المتعرجة غير المنتظمة للصدوع الدسرية المسارات الرئيسية التي قطعتها الصدوع في التتابعات الاستراتجرافية أثناء عملية انتشارها.
وبصفة العموم إن بعض الصدوع الدسرية تظهر كلما أوغلت عمقاً كما لو كانت صدوع مجرفية، والصدوع المجرفية هي التي يكون مستواها رأسي ثم يقل الميل مع العمق حتى يصبح الصدع أفقياً تقريباً، وبعض الصدوع الدسرية تقطع تتابعاً صخرياً سميكاً بنفس زاوية الميل، وبعضها تزداد زاوية ميله مع العمق وهي حالة نادرة، وذلك عندما يحدث انبثاق لأجسام نارية في المكان.
ويطلق على البقايا التي تتخلف عن عمليات التعرية (الفريشة الدسرية) التي تعلو صدعاً دسرياً خفيف الميل اصطلاح الكتلة الناشئة المنعزلة، وهذا الاسم منسوب إلى أن معظم الكتلة الناشئة المنعزلة في جبال الألب تكون محاطة بمنحدرات صخرية.
وعندما يؤثر صدع دسري على مجموعة من الطبقات الصخرية يكون وضعها الفراغي أفقياً أو شبه أفقي، فإن مسار الصدع الدسري يبدو أقرب ما يكون إلى الدرج أو السلم، بحيث يتكون من جزء مسطح أو مصطبة، والجزء المسطح يتكون حيث ينتشر الصدع الدسري، ويتحرك منزلقاً بموازاة مستوى التطبق الضعيف والذي يطلق عليه أحياناً اسم المستوى الانعزالي.


شارك المقالة: